أثار خبر يزعم أن وزير الداخلية والبلديات في الحكومة اللبنانية أحمد الحجار أصدر قرارا يقضي بإزالة جميع صور الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله من طريق المطار، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجدلا بشأن صاحب القرار وأسبابه.
ورحب الكثير من الناشطين بخطوة اعتبروا أنها تعكس توجها جديدا للدولة نحو فرض السيادة والقانون، عندما قامت الحكومة بإزالة صور نصرالله، وكافة رموز الحزب من طريق المطار، في إطار إجراءات تستهدف الحد من المظاهر التي تكرس النفوذ غير الشرعي داخل البلاد.
وقالت مصادر إن هذه الخطوة جاءت استجابة لمطالب شعبية تدعو إلى إنهاء هيمنة الحزب على المشهد العام في لبنان، مشددة على أن الحكومة عازمة على فرض هيبة الدولة في مختلف المناطق، بما في ذلك إزالة كل الرموز التي تعكس وجود ميليشيات خارج إطار المؤسسات الشرعية، وقال ناشط:
ksk30190107@
نبارك لدولة وجيش #لبنان إزالة صور #نصر_الله من طريق مطار #بيروت واستبدالها بصور علم كل شعب لبنان.
يؤكد القرار أن زمن هيمنة وإرهاب حزب الله
في طريق الزوال
وأن لبنان سيعود سويسرا الشرق
كما كان وأن مشروع #إيران في لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وكتب مغرد:
aly_maryam@
وسخر آخر من عدم تدخل حليف حزب الله لمساندته في منع إزالة الصور المنتشرة بشكل مكثف على طريق مطار بيروت الدولي:
rabiih@
وكتب آخر:
gaby_mardini@
وقالت ناشطة:
sabinesakr0@
100
وفي المقابل، حاولت بعض الجهات الموالية للحزب التقليل من أهمية القرار، زاعمة أن إزالة الصور كانت بسبب انتهاء عقود الإعلانات التجارية. غير أن مصادر حكومية نفت هذه الادعاءات، مؤكدة أن القرار جاء ضمن خطة أوسع تهدف إلى استعادة السيادة الوطنية، وإبعاد الرموز التي تمثل أطرافا متورطة في زعزعة أمن واستقرار لبنان.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط الشعبية والدولية على الحكومة اللبنانية لإنهاء نفوذ حزب الله، الذي يواجه عزلة متزايدة نتيجة تورطه في أعمال عنف وارتباطه بأجندات خارجية تضر بمصالح لبنان وشعبه.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها صور نصرالله وقادة حزب الله موجة جدل في البلاد، رغم أنها اعتبرت في أحيان كثيرة مستفزة وتسببت بإشكالات. ومؤخرا وثق مقطع فيديو لحظة إزالة عدد من اللبنانيين صور أمين عام حزب الله حسن نصرالله وقتلى الحزب من على السيارات في مدينة طرابلس.
وأظهر الفيديو عددا من الرجال والشباب يقومون بإزالة الصور من على سيارة في أحد شوارع مدينة طرابلس شمال لبنان. وقاموا بطرد سائق السيارة المؤيد لحزب الله، حيث قال له أحد المواطنين من سكان طرابلس “خذ سلاحك ويلا اطلع من طرابلس.” وأضاف “بدكن تحطوا صور حسن نصرالله، خليكن عنده بالضاحية، بدكن تفوتوا على طرابلس بتفوتوا بدون صور حسن نصرالله وحزب الله.” كما تحدث الكثيرون عن فوضى تسبب بها أفراد من حزب الله بسبب إزالة صور نصرالله من طريق المطار في فبراير الماضي، وجاء في تعليق على مقطع فيديو:
alznt_bd@
جنون كبير للطائفة الشيعية في لبنان والعشوائية الكبيرة في أعمالهم اليوم بسبب إزالة صور حسن نصرالله عن طريق المطار والجيش يعيد فتح طريق المطار #لبنان #مطار_بيروت.
ولطالما شكّلت الإعلانات المنشورة على طول خط مطار رفيق الحريري الدولي مادة إعلامية ونقطة للتجاذب بين اللبنانيين على الولاء والتخوين، حتى أصبحت في مكان معيّن ساحة لممارسة القوّة من طرف واحد، ففي كلّ مرّة كانت تنطلق موجة اعتراض على اللوحات التي تحمل صور قادة حزب الله باعتباره ممثلا لسلطة الاستقواء بالسلاح يثير أنصاره فوضى وضجة واسعتين رافضين للقرار.
وقبل عامين، دعا وزير السياحة السابق وليد نصار إلى إزالة صور قادة حزب الله واستبدالها بصور للمناطق والمشاريع السياحية باعتبار ذلك أمرا أساسيا بالنسبة إلى الكثير من السياح، غير أن الدعوة اصطدمت بتغول أنصار الحزب. وبعد الحرب الأخيرة التي أقحم حزب الله البلاد فيها وانتهت بهدنة وبدمار وكارثة اقتصادية إضافية واغتيال الأمين العام حسن نصرالله، جدد اللبنانيون مطالبهم باستعادة لبنان الذي سرقته إيران لسنوات وأقحمته في حروب دامية “لا ناقة له فيها ولا جمل”.
◙ مصادر تعتبر إزالة صور نصرالله استجابة لمطالب شعبية تدعو إلى إنهاء هيمنة الحزب على المشهد العام في لبنان
وتحرّك بعض أنصار الحزب الذين وصفهم إعلامه بأصحاب “الغيرة والحمية”، وأضرموا النار بلوحة إعلانات يمتلكها مطعم على طريق المطار، بعد إزالة صورة نصرالله.
ليسارع مكتب “إعلام بيروت” التابع لحزب الله إلى احتواء الغضب الشعبي المتزايد بسبب ممارسات الموالين له وأصدر بيانا جاء فيه “نحن في إعلام حزب الله نطلب من الأخوة أصحاب اللوحات الإعلانية مساحات محددة وأعدادا محددة من اللوحات ولمدة زمنية محددة من أجل الترويج لمناسباتنا الدينية، وبعد القيام بالعمل، نطلب منهم إزالتها وهم مشكورون، وكانوا دوما إلى جانبنا حيث ساهموا دائما وفي كل مناسباتنا في إنجاحها ولم يبخلوا أبدا بمد يد العون المادي والمعنوي من أجل إنجاح شعائرنا وتخليد ذكرى قاداتنا وعلى مدى عشرين سنة متواصلة وحتى أثناء الحرب على الرغم من كل المخاطر. لذلك نرجو من الغيارى منكم أن لا تكون مكافأة هذه الشركات بالتهجم على ممتلكاتها وإحراق لوحاتها بمجرد أنهم أزالوا إعلان القادة بناء لطلبنا”. وتبين لاحقا أن “مدّة الإعلان انتهت، ولا علاقة لصاحب المطعم بالأمر”، وسط استنكار شعبي للتعدّي على الأملاك الخاصة.
وبرر المكتب الإعلامي هذه الممارسات بأن “جزءا من هذه البيئة يشكل ضغطا وإساءة إلى البيئة نفسها، ويصعب في مكان معيّن السيطرة عليها خصوصا وأن ردود فعلهم نابعة من منطلق عاطفي، إلاّ أننا نحاول أن نخفف منها”، معتبرين أن “بعض اللافتات التي يستعملها المؤيدون تسيء إلى خط المقاومة وفكرها، وفي الكثير من الأحيان يتم تعليقها من دون مراجعتنا، فنحن لا نتبناها.”
وردا على سؤال عن النية بالتخفيف من هذه الصور والإعلانات، أجاب هؤلاء المعنيون “لا نية حول هذا الأمر، فنحن نعلّق هذه الصور من أجل إعطاء أصحاب الدمّ حقّهم المعنوي، لا بهدف الاستفزاز، علما أن كلّ منطقة لبنانية ترفع صور قادتها، من دون اعتبارها استفزازا للطرف الآخر.”