عربي ودولي

دول المنطقة تتحد لمواجهة الإرهاب في اجتماع أمني رباعي بعمان
دول المنطقة تتحد لمواجهة الإرهاب في اجتماع أمني رباعي بعمان
تشهد العاصمة الأردنية عمان اليوم الأحد قمة تشارك فيها وفود رفيعة المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق لبحث التعاون الأمني والتطورات الإقليمية.

وقال المصدر الدبلوماسي التركي لوكالة رويترز، إن وزراء الخارجية سيحضرون الاجتماع وكذلك وزراء الدفاع أو القادة العسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول الأربع.

وأضاف أن المسؤولين سيبحثون التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، فضلا عن التطورات الإقليمية.

ويُعد الاجتماع خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الأمني بين الدول الأربع، التي تواجه تحديات أمنية مشتركة، كما قد يساهم في تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ويشارك وزيرا الخارجية والدفاع التركيان، هاكان فيدان، ويشار غولر، ورئيس جهاز المخابرات، إبراهيم كالين، في الاجتماع الذي يهدف إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد تنظيم داعش، إذ تسعى إليه تركيا من أجل إقناع واشنطن بسحب دعمها لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تقول الولايات المتحدة إنه حليف مهم في الحرب على داعش.

ويأتي هذا الاجتماع في إطار مفهوم "الملكية الإقليمية"، الذي طرحه وزير الخارجية التركي في الأشهر الأخيرة، الذي يقوم على فكرة تولي دول المنطقة حل مشاكلها بنفسها بعيدا عن التدخلات الخارجية.

كما يأتي الاجتماع بعد سلسلة من الاجتماعات التمهيدية رفيعة المستوى بين تركيا وكل من الأردن وسوريا والعراق.

والشهر الماضي، قال فيدان إن الدول الأربع ستتخذ خطوات نحو مكافحة تنظيم داعش على نحو مشترك في المنطقة، وإنها تهدف إلى عقد أول اجتماع بشأن هذه القضية في الأردن.

ودعا فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين، إلى بذل جهود إقليمية مشتركة لمواجهة حزب العمال الكردستاني في العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، بالإضافة إلى داعش.

وبدوره، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، نقلا عن وكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن المجتمعين سيبحثون في عمان، الأوضاع في سوريا ومكافحة الإرهاب بمشاركة العراق.

وأضاف حسين أن "الاجتماعات ستتناول دراسة الوضع الراهن في سوريا، إلى جانب بحث آليات مواجهة الإرهاب وتعزيز التعاون المشترك بين الدول المشاركة في هذا المجال".

وأكد أن "العراق لديه رؤية واضحة وسيقوم بطرحها خلال هذه الاجتماعات، في إطار جهوده لدعم الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب".

وكرر فيدان، في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الخميس الماضي، المقترح التركي، حول إنشاء التحالف لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، بديلاً للمهمة الأميركية، قائلا إنه يمكن للقوات التركية تولي إدارة المخيمات والسجون التي تديرها "قسد" في شمال شرقي سوريا، والتي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي داعش وأفراد عائلاتهم، إذا لزم الأمر.

وأوضح فيدان أن "الأمر يتعلق بالاستخبارات والقوة الجوية، لذا، إذا تمكنا، نحن الجيران المباشرين لسوريا، من تشكيل منصة إقليمية خاصة بنا، فسنظل قادرين على محاربة داعش، حتى لو قررت أميركا الانسحاب".

وذكر أن القلق الأكبر بالنسبة لتركيا هو قسد التي تدعمها أميركا بزعم التحالف معها في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، لافتاً إلى أنه حذر مراراً من أن قسد، التي يقدر عدد مقاتليها بنحو 65 ألفاً، يجب أن تحل نفسها وتطرد المقاتلين غير السوريين، وإلا ستواجه خطر التدخل العسكري التركي مجدداً.

وشدد على أنه "لا يمكننا السماح لـ(قسد) بالاستمرار لكننا نريد أن نمنح الإدارة السورية فرصة تولي المسؤولية في هذا الشأن ومعالجة المشكلة بأنفسهم".

وسبق لفيدان أن أكد استعداد تركيا دعم الإدارة السورية الجديدة في تولي مهمة حراسة السجون التي تؤوي عناصر داعش في شمال شرقي سوريا.

ومنذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر، تحذر دول غربية وفي المنطقة من احتمال عودة تنظيم داعش.

ويحتجز آلاف من أعضاء التنظيم المسلح في معسكرات سجن في شمال شرق سوريا تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب السورية التي تقود المجموعة إرهابيين، وتقول إن السجون يجب أن تُسلم إلى القيادة السورية الجديدة ويجب نزع سلاح وحدات حماية الشعب.

09 مارس 2025

هاشتاغ

التعليقات