للمرة الأولى منذ بدء عمليات التبادل، تسلم حركة "حماس"، غدا الخميس، جثامين 4 إسرائيليين رهائن إلى السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن نصف النساء والأطفال الذين اعتقلتهم من داخل قطاع غزة بفترة ما بعد الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وتشمل الجثامين الأربعة عائلة بيباس وهي الأم شيري والطفلين أرئيل وكفير وعوديد ليفشتس.
ومساء الأربعاء، قال الناطق باسم كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة: "في إطار صفقة طوفان الاقصى لتبادل الأسرى، سيتم غداً الخميس تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس".
وبحسب أبو عبيدة فأن "جميع هؤلاء كانوا على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من قبل طائرات إسرائيل بشكل متعمد".
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تلقى أسماء 4رهائن ستتسلم الدولة العبرية جثثهم من حركة حماس الخميس.
وقال المكتب في بيان الأربعاء إن "إسرائيل تسلمت قائمة بأسماء الرهائن المتوفين المقرر تسليمهم غدا في إطار اتفاق (وقف النار في غزة)"، لافتا إلى أنه "تم إبلاغ عائلات الرهائن عبر ممثلين" عسكريين.
وكانت حركة "حماس" أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مقتل الأم شيري (33 عاما) وطفليها أرئيل (5 سنوات) وكفير (عامان)، في قصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وفي الأول من فبراير/شباط الجاري، أفرجت "حماس" عن باردن بيباس (35 عاما)، وهو زوج شيري ووالد الطفلين.
عائلة بيباس وعوديد ليفشتس
وكانت صورة عائلة بيباس بأكملها وهي بملابس النوم قبل احتجازها ونقلها إلى غزة قد تصدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتم احتجاز شيري وطفليها أرئيل، الذي كان يبلغ من العمر 4 أعوام في ذلك الوقت، وكفير، الذي كان يبلغ من العمر تسعة أشهر، من منزل العائلة في كيبوتس "نير عوز" في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.
فيما تم احتجاز ياردن بيباس بشكل منفصل من منزله بعد أن خرج من الغرفة الآمنة.
وأظهرت لقطات مصورة التقطت في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 بيباس وهي تحمل الطفلين بينما كان مسلحو حماس يقتادونهم بعيدا.
وفي وقت لاحق، أصدر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو عُثر عليه يظهر فيه الثلاثة أثناء نقلهم بين المباني في خان يونس، لكن مصيرهم ظل مجهولا.
ولم تؤكد إسرائيل ما قالته "حماس" بأن الأم وطفليها قتلوا في هجوم جوي إسرائيلي على غزة.
«لا تأكيد رسمي»
في أول تصريح له بعد إطلاق سراحه، ناشد ياردن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “أعيدوا عائلتي. أعيدوا لي أصدقائي. أعيدوا الجميع إلى الوطن".
وأضاف: “للأسف عائلتي لم تعد إلي بعد. إنهم ما زالوا هناك. لا يزال نوري موجودا هناك، وطالما هم هناك، فكل شيء هنا مظلم".
وأشارت عائلة بيباس، أمس الثلاثاء، في بيان إلى عدم تلقيها أي "تأكيد رسمي" بوفاة الطفلين أرييل وكفير ووالدتهما شيري.
وقالت العائلة في إشارة إلى إعلان "حماس" قرارها تسليم جثامين عائلة بيباس "لقد صدمنا بإعلان (حماس العودة المقررة لأحبائنا شيري وأرييل وكفير هذا الخميس".
وأضافت "نؤكد بوضوح أنه رغم تبلغنا هذه المعلومات، فإننا لم نتلق إلى الآن أي تأكيد في هذا الصدد".
عوديد ليفشيتس
أما عوديد ليفشيتس، فهو صحفي إسرائيلي متقاعد اختطف من كيبوتس "نير عوز " بغلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.
عائلة بيباس وعوديد ليفشتس
وقد نشأ ليفشيتس في حيفا وتخرج من مدرسة ريلاي العبرية في المدينة عام 1957، وخدم في الكتيبة الخمسين من المظلات ناحال.
وكان أحد الأعضاء المؤسسين لكيبوتس "نير عوز" عام 1955 حيث عمل كمنسق وأمين صندوق في وقت مبكر من تاريخ القرية.
وكان صحفيًا ميدانيًا أبلغ عن مذبحة مخيم اللاجئين عام 1982 في بيروت.
وما بين 1983 إلى عام 1995، عمل صحفيا في صحيفة "آل همشمار"، وأعد مقالات لبرنامج "ساعة خفيفة على الاقتصاد" الإذاعي الذي يبث على إذاعة الجيش.
وليفشيتس متزوج من يوشيفيد، معلمة التربية البدنية السابقة والمصورة الحالية، ولديهما 4 أطفال، بالإضافة إلى أحفاد وحفيدة.
وهو وزوجته ناشطا سلام عملا في منظمة إسرائيلية تسمى "على الطريق إلى التعافي"، والتي تساعد المواطنين الفلسطينيين المحتاجين إلى رعاية طبية في الحصول على وسائل النقل إلى المستشفيات الإسرائيلية عبر الحدود.
وتم احتجازه مع زوجته في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولاحقا، تم إطلاق سراح زوجته (85 عاما)، بعد 17 يوما بسبب حالتها الصحية.