دعت نحو ثلاثين منظمة دولية الثلاثاء إلى "تجميد التمويل" الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، عقب اكتشاف مقبرة جماعية في أقصى جنوب شرق البلاد.
وكشفت النيابة العامة في ليبيا في 9 فبراير العثور على جثث 28 مهاجرا من أفريقيا في مقبرة جماعية قرب مركز احتجاز "غير قانوني" تمت مداهمته في منطقة الكفرة وعُثر فيه على 76 مهاجراً في ظروف سيئة.
جاء ذلك، في ظل حالة من الجدل الحاد الذي تعيشه ليبيا حول ملف المقابر الجماعية الذي بات يؤرق السلطات المحلية ويحمّل المجتمع الدولي مسؤولية المآسي التي باتت تلاحق الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين ممن دفعت بهم الأقدار إلى الأراضي الليبية وخاصة المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات مسلحة وشبكات للاتجار بالبشر أغلبها مرتبط بمراكز القرار السياسي سواء في طرابلس أو بنغازي.
وفي بيان، كتبت جمعيات دولية مثل CCFD-Terre Solidaire، وهيومن رايتس ووتش وسي-واتش وحقوق المجتمع في اليونان، ومنتدى حقوق الإنسان المصري "في ضوء الاكتشافات الجديدة، وعطفا على التقرير الذي نشره ديوان المحاسبة الأوروبي العام الماضي والذي أشار إلى فشل التمويلات التي يرسلها الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا أمام المخاطر على حقوق الإنسان، يتعين على الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات في ليبيا".
وذكّر الموقعون بأن المفوضية الأوروبية أعلنت مؤخرا أنها اتخذت خطوات لمراجعة اتفاقيات التمويل مع تونس، عقب الكشف عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الأمن التونسية، ودعوها إلى أن تفعل بالمثل مع جارتها ليبيا.
وأشاروا إلى أنه "من الواضح أن التمويل المقدم من الاتحاد الأوروبي، وكذلك من الدول الأعضاء بما في ذلك إيطاليا وفرنسا، إلى ليبيا لم يحقق الغاية منه بتحسين الظروف المعيشية لمن يبحثون عن الأمان".
وأضافوا أن "الأموال المخصصة لهذا التمويل يجب أن تُستخدم بدلا من ذلك لإنقاذ الأرواح وتوفير بدائل من الرحلات المحفوفة بالمخاطر التي يقوم بها الفارون من ليبيا من خلال فتح طرق مرور آمنة".
وسبق فاجعة الكفرة اكتشاف مقبرة جماعية أخرى في منطقة أجخرة التي تقع جنوب شرق ليبيا وتضم 19 جثة.
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أعربوا عن ادانتهم لاكتشاف تلك المقابر.
ويرى مراقبون، أن الجرائم التي تستهدف المهاجرين غير الشرعيين باتت تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية ككل، وهي مستمرة منذ سنوات، حيث يتم قتل المهاجرين القادمين من الصحراء الأفريقية وما وراءها بدم بارد من قبل مسلحين يحترفون الاتجار بالبشر وغالبا ما يشترون المهاجرين من شبكات أخرى ويظلّون بأسرهم طلبا للفدى مقابل الإفراج عنهم، وفي حالات كثيرة يحصلون على المال ويقتلون المحتجزين لديهم ويدفنون في مقابر جماعية .
تعاني ليبيا من فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 إثر ثورة شعبية.
ويقع عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يبحثون عن الأمان في أوروبا، فريسة المتاجرين بالبشر عندما لا يموتون أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط.
في مارس 2024، تم العثور على مقبرة جماعية تحتوي على "جثث ما لا يقل عن 65 مهاجرا" في جنوب غرب ليبيا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.