قام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة ضريح عائلته بمناسبة عيد ميلاد والده الراحل، في أول زيارة له منذ 4 سنوات.
يعد عيد ميلاد كيم جونغ إيل، الذي يصادف 16 فبراير/شباط، من العطلات الكبرى في كوريا الشمالية ويعرف بيوم "النجم المتألق"، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
لكن هذه الزيارة كانت الأولى لكيم جونغ أون، منذ 4 سنوات، إلى قصر شمس كومسوسان في العاصمة بيونغ يانغ، الذي يضم جثماني والده وجده المحنطين.
ورافق كيم جونغ أون في الزيارة شقيقته كيم يو جونغ، التي تعد من كبار مسؤولي حزب العمال الحاكم، بالإضافة إلى عدد من مساعديه.
ووفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، أكد كيم خلال المناسبة التزامه "بالنضال المقدس" من أجل ازدهار البلاد، وضمان أمن الشعب، وتحسين رفاهيته، متعهّدًا بالبقاء وفيًا لأفكار والده وجده الثورية.
كما حضر كيم جونغ أون حفل وضع حجر الأساس لمجمع سكني جديد في ضواحي بيونغ يانغ، كجزء من خطة واسعة لبناء 50 ألف شقة سكنية في العاصمة على مدى 5 سنوات. وأشار إلى أن المرحلة النهائية من المشروع قد بدأت مع تشييد 10 آلاف وحدة سكنية هذا العام.
التأسيس والجيل الأول من عائلة كيم
بدأت قصة حكم عائلة كيم في كوريا الشمالية مع كيم إيل سونغ، المؤسس الأول لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وهو الاسم الرسمي الذي تطلقه كوريا الشمالية على نفسها.
وُلد كيم إيل سونغ في عام 1912، وقاد حركة المقاومة ضد الاحتلال الياباني لكوريا في الأربعينيات.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم تقسيم كوريا إلى منطقتين تحت الاحتلال السوفياتي والأمريكي، وسرعان ما تم تأسيس حكومة شمالية بقيادة كيم إيل سونغ بدعم من الاتحاد السوفياتي. في عام 1948، أصبح أول رئيس لكوريا الشمالية، واستمر في حكم البلاد حتى وفاته في عام 1994.
خلال فترة حكمه، أسس كيم إيل سونغ نظامًا شموليًا وتم تصويره على أنه الزعيم المخلص الذي لا يمكن التشكيك فيه، كما قام بتطوير برنامج نووي وكان أول من بدأ سياسة العزلة الكورية الشمالية عن العالم الخارجي.
بعد وفاة كيم إيل سونغ في عام 1994، تولى نجله الأكبر كيم جونغ إيل، قيادة البلاد، وقد عُرف كيم جونغ إيل بنمط حكمه الاستبدادي واهتمامه الكبير بالحفاظ على القوة العسكرية في البلاد، فتعززت سياسة "الاقتصاد العسكري" التي سعى من خلالها إلى تحسين القدرات العسكرية لبلاده. كما استمر في تمجيد والده من خلال إحياء ذكرى إنجازاته وتدعيم صورته كزعيم لا يُنافس.
وخلال حكمه، شهدت كوريا الشمالية فترات من المجاعات والمعاناة الاقتصادية، لكنها نجحت في إجراء العديد من التجارب النووية التي جعلت من كوريا الشمالية دولة نووية.
وكانت فترة حكم كيم جونغ إيل أيضًا مليئة بالصراعات مع الغرب، خاصة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
تولى كيم جونغ أون، الابن الأصغر لكيم جونغ إيل، القيادة بعد وفاة والده في 2011.
ورغم أنه كان في بداية حكمه في منتصف العشرينات من عمره، إلا أنه سرعان ما تمكن من ترسيخ سلطته بفضل الدعم الذي حصل عليه من الجيش والنخبة الحاكمة في كوريا الشمالية.
يعتبر كيم جونغ أون الأكثر شراسة في الحفاظ على نظامه والحفاظ على الإرث العائلي من بعده. وقد استمر في تعزيز القوة العسكرية لكوريا الشمالية عبر تطوير الأسلحة النووية وتجارب الصواريخ الباليستية. كما قام بتحقيق بعض الإصلاحات الاقتصادية المحدودة بهدف تحسين الوضع الداخلي في البلاد، رغم أن النظام لا يزال مستمراً في سياسة العزلة عن العالم الخارجي.
الأسرة الحاكمة: القيادة من خلف الستار
تظل عائلة كيم محاطة بالغموض والتعتيم الإعلامي، وتستمر في الإبقاء على سرية حياتها الخاصة، وهناك القليل من المعلومات المتوفرة حول حياة أفراد العائلة، بما في ذلك زوجة كيم جونغ أون وأطفاله. لكن غالبًا ما يظهر أفراد العائلة في المناسبات الرسمية، حيث يكون الدور الرئيسي للعائلة هو التأكيد على قوة النظام واستمراره.