قُدمت مخطوطات كتبها الرئيس الفرنسي الراحل الجنرال شارل ديغول، من بينها رسائل ودفاتر وصفحات من “مذكراته الحربية”، الاثنين إلى الأحفاد والرعاة الذين أتاحوا الحصول عليها، بعدما مارست الدولة الفرنسية حق الشفعة خلال مزاد علني في ديسمبر الماضي.
ومن بين القطع المعروضة في إحدى دور العرض التابعة لوزارة الثقافة، دفتر ملاحظات صغير كان يدوّن عليه الجنرال ديغول مشاهداته في عام 1940، قبل وصوله إلى لندن وبعده، أو حتى صفحات غير منشورة من مقاطع لم يتم اعتمادها في المجلد الأول من “مذكرات الحرب”. وباتت هذه الوثائق محفوظة في المكتبة الوطنية الفرنسية.
وقالت وزيرة الثقافة رشيدة داتي في حفل أقيم بهذه المناسبة “إن هذه الكتابات أصبحت كنوزا وطنية، وقد جرى الحفاظ عليها بعناية من أجل مواطني اليوم والأجيال المقبلة.”
وتشمل القطع خمس رسائل من شارل ديغول، إحداها موجهة إلى زوجته إيفون بتاريخ 27 أغسطس 1944 بعد تحرير باريس، ورسالة أخرى بتاريخ نهاية سبتمبر 1938 بعد اتفاقيات ميونيخ، ورسالة أخرى إلى والدته جان ديغول بتاريخ 20 ديسمبر 1936، حول خطر الحرب الآتية. وستنضم هذه الرسائل إلى مجموعات الأرشيف الوطني.
وتشكل كل هذه القطع جزءا من 140 قطعة استملكتها الدولة، من بين 372 قطعة عُرضت في المجموع خلال مزاد أقيم في 16 ديسمبر. وجاءت المجموعة من تركة ابنه الأكبر، الأميرال فيليب ديغول، الذي توفي عن مئة وعامين في 13 مارس الماضي. وقد حكمت الدولة بأن حوالي ثلث الكتالوغ يستحق الانضمام إلى المجموعات الوطنية.
ومن بين 140 مجموعة قطع انضمت 69 إلى الأرشيف الوطني، و29 قطعة إلى المكتبة الوطنية الفرنسية. وإجمالا تم جمع “مبلغ 1.5 مليون يورو”، بحسب داتي، “بفضل الالتزام الاستثنائي للرعاة.”
وبحسب مدير الأرشيف الوطني برونو ريكار، الذي تلقت مؤسسته 118 رسالة شخصية خاصة موجهة إلى عائلة ديغول، فإن هذه الرسائل “توفر رؤية أكثر حميمية للأحداث السياسية مقارنة مع ما يمكن أن يحصل عليه المرء في المراسلات الرسمية” للجنرال ديغول كزعيم لفرنسا الحرة أو كرئيس للجمهورية.