عربي ودولي

مقتل العشرات من السودانيين في هجمات بكادوقلي ونيالا
مقتل العشرات من السودانيين في هجمات بكادوقلي ونيالا
تسببت هجمات في ولايتي جنوب دارفور وولاية جنوب كردفان لمقتل العشرات من المدنيين وذلك في أسوء صراع يشهده السودان في تاريخه الحديث.
وقد قتل 65 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 130 آخرين بجروح في قصف مدفعي وجوي طال الإثنين مدينتين في السودان حيث تتصاعد حدّة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع ووسط إصرار رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على الحسم العسكري.

وأعلن مصدر طبي أنّه في ولاية جنوب دارفور قُتل 25 شخصا في غارة جوية استهدفت نيالا، عاصمة الولاية.
وقال المصدر طالبا عدم نشر اسمه إنّ "ضربة جوية للجيش على حي السينما في نيالا أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة 63 آخرين".

وتخضع مدينة نيالا لسيطرة قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضدّ الجيش منذ أبريل 2023.
وتسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، بما في ذلك نيالا الواقعة على بُعد 195 كيلومترا من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة.

وشمال دارفور هي الوحيدة بين ولايات الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، أما عاصمتها الفاشر فيقطنها نحو مليوني شخص يخضعون منذ مايو لحصار تفرضه على المدينة قوات الدعم السريع.
ودارت في الفاشر بعض من أقسى المعارك بين الجيش الذي يحارب للحفاظ على آخر موطئ قدم له في المنطقة وبين قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على كامل الإقليم.

كما استعاد الجيش السوداني، الثلاثاء، السيطرة على مدينة الكاملين بولاية الجزيرة وسط البلاد، بحسب لجنة شعبية وناشطين وإعلام محلي.
وقالت لجنة "نداء الوسط" الشعبية في بيان مقتضب: "مدينة الكاملين (أكبر مدن شمال الجزيرة) في قبضة القوات المسلحة (الجيش)". من جانبها، نقلت وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة "السوداني"، أن "الجيش السوداني حرر مدينة الكاملين من قوات الدعم السريع".

كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للجنود داخل مدينة الكاملين.

وأمام التقدم الميداني للجيش السوداني توعدت قوات الدعم السريع بتغيير المعادلة العسكرية في البلاد.
ونقل موقع اخبار شمال افريقيا عن مصادر مقربة من الدعم السريع انه تم دفع القوات بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محور الصحراء على الحدود السودانية مع تشاد، دون الكشف عن الوجهة المحتملة لهذه القوات.

وتحدثت مصادر ان قوات الدعم السريع تمكنت من وقف تقدم الجيش في مناطق استراتيجية، بما في ذلك العزبة، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوف الجيش.
ورجحت المصادر أن يكون هدفها هو السيطرة على مدينة الفاشر، التي تطوقها القوات من جميع الاتجاهات، ما يعزز من نفوذها في المنطقة مشيرة الى أن قوات حميدتي قد تواصل تحركاتها إلى شمال السودان، بما في ذلك مناطق قريبة من مناطق نفوذ الجيش.

كما أكدت أن قوات الدعم السريع هاجمت المدينة من الاتجاهين الغربي والجنوبي، وتمكنت من التوغل في أحياء تحت سيطرة الجيش السوداني، مثل أبوجربون والمواشي.
كما نقل الموقع عن شهود عيان استمرار سيطرتها على خزان قولو غرب المدينة، الذي يعد من أهم مصادر المياه في الفاشر.
كما تمكنت من السيطرة على المناطق الغربية لمدينة الفاشر، وهو ما يعد سابقة منذ بدء النزاع في المدينة.

ووفق المعطيات يقود المعارك في المنطقة الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، النائب الثاني لقائد الدعم السريع حميدتي، الذي اتبع استراتيجية التطويق من جميع الاتجاهات.
من جانب اخر أفادت وسائل اعلام سودانية ان القوات الروسية المتمركزة في جمهورية أفريقيا بين متمردين تشاديين انقسموا على انفسهم على أساس عرقي وتقاتلوا في منطقة حجر فاطنة بمحافظة براوو المتاخمة للحدود السودانية قبالة منطقة ام دارفوق التابعة لولاية جنوب دارفور.

ونقل موقع "السودان 24" عن شهود عيان ان أن مجموعتي المتمردين التي يطلق عليها السكان اسم "أفيرسي " خاضتا معركتين في الـ 16 من يناير الماضي والـ 25 منه اسفرتا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الجانبين ولا يزال التوتر سائداً على جانبي الحدود بين أفريقيا الوسطى والسودان.

وفي ولاية جنوب كردفان (جنوب) قُتل الإثنين 40 شخصا على الأقل وأصيب 70 آخرون بجروح في قصف شنّته جماعة متمردة على كادوقلي عاصمة الولاية، بحسب ما أفادت مصادر طبية ومحليّة.
وقال مصدر في المستشفى الرئيسي في كادوقلي طالبا عدم نشر اسمه لدواع أمنية إنّ "القصف على كادوقلي أسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 70 آخرين".

وأكّد مصدر طبّي ثان هذه الحصيلة، مشيرا إلى أنّ الجرحى توزّعوا ما بين مستشفى المدينة والمستشفى العسكري.
من جهته، اتّهم حاكم الولاية محمد إبراهيم فصيلا متمرّدا هو "الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال/جناح عبدالعزيز الحلو، بشنّ هذا القصف المدفعي.

ويخوض هذا الفصيل المسلّح اشتباكات ضد كلّ من الجيش وقوات الدعم السريع منذ انخرط هذان الطرفان في حرب طاحنة بينهما في أبريل 2023.
والحركة الشعبية-شمال/جناح عبدالعزيز الحلو تقاتل الحكومة منذ 2011 وتسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وقال حاكم الولاية إنّ "هجوم الحلو على المدنيين في كادوقلي يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة"، متعهدا "تطهير الجبال المحيطة بكادوقلي" من هؤلاء المتمردين. وبحسب الحاكم فإنّ القصف استهدف سوقا تجارية.

وفي 2020 رفض الحلو الانضمام إلى قادة متمرّدين آخرين في توقيع اتفاق سلام مع الحكومة، إذ إنّه اشترط يومها أن يكون السودان دولة علمانية. كما رفض التحدث مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، متّهما قواته بارتكاب فظائع.

والسودان غارق منذ أبريل 2023 في حرب أهلية طاحنة بين الجيش بقيادة البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وبشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وبعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وبعد مراوحة استمّرت أشهرا في الخرطوم، كسر الجيش الأسبوع الماضي حصارا كانت قوات الدعم السريع تفرضه على مقر قيادته العامة في العاصمة.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش استعادة مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في الخرطوم بحري.

وقُتل ما لا يقلّ عن 60 شخصا وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في قصف شنّته قوات الدعم السريع على سوق مزدحم في أم درمان التي يسيطر عليها الجيش.
وتسمى الخرطوم بالعاصمة المثلثة كونها تتكوّن من ثلاث مدن يفصل بينها نهر النيل، وهذه المدن هي الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.

وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 12 مليون شخص ودمّرت البنى التحتية الهشّة أساسا في البلاد، ممّا أجبر معظم المرافق الصحية على الخروج من الخدمة. كما أدّى النزاع إلى كارثة إنسانية هائلة في بلد يجد فيه الملايين من سكانه أنفسهم على حافة المجاعة.

والإثنين، حذّرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة من أنّ أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من شمال دارفور منذ أبريل 2024.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإنّ 95 عملية تهجير حدثت في سائر أنحاء شمال دارفور، أكثر من نصفها في الفاشر.

والإثنين أيضا أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة راح ضحيتها مدنيون في الخرطوم بحري على أيدي عناصر من الجيش وميليشيات متحالفة معه.

وقال إنّ "العديد من ضحايا هذه الحوادث ينحدرون من دارفور أو مناطق كردفان"، داعيا جميع الأطراف إلى وقف القتال والعمل من أجل تحقيق سلام دائم.
وأعرب عن أسفه لأنّ النساء والأطفال والرجال السودانيين "يدفعون ثمن استمرار القتال من قبل المتحاربين".

04 فبراير 2025

هاشتاغ

التعليقات