قُتل ستة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي وأصيب العشرات في عملية عسكرية أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذها في مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب "6 شهداء ونحو 35 إصابة جراء عدوان الاحتلال على جنين".
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي" في جنين.
وقال في بيان أن قواته باشرت مع "الشاباك (جهاز الاستخبارات الداخلي) وحرس الحدود حملة عسكرية لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن قوات الأمن بدأت "اليوم عملية عسكرية واسعة وذات أهمية لاستئصال الإرهاب في جنين".
وتأتي هذه العملية غداة تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال محافظ مدينة جنين كمال أبوالرب لوكالة الصحافة الفرنسية "الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية اجتياح لمدينة جنين والمخيم، وهناك طائرات وآليات عسكرية إسرائيلية في كل مكان والناس لا تعرف أين تذهب".
وأضاف أبوالرب "هناك شهداء وجرحى نتيجة إطلاق الرصاص من طائرات أباتشي وقناصة".
وانسحبت قوات الأمن الفلسطينية من المواقع التي كانت قد تمركزت فيها حول المخيم خلال العملية التي بدأتها في ديسمبر بهدف ملاحقة "خارجين عن القانون". وسُمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار داخل المخيم.
وأكد الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنوررجب في بيان "أقدمت قوات الاحتلال الثلاثاء على اقتحام مدينة ومخيم جنين وقامت خلال عملية الاقتحام بإطلاق النار على المواطنين وقوى الأمن".
وأشار رجب إلى إصابة عدد من أفراد قوى الأمن الفلسطيني بينهم إصابة خطيرة.
ومنتصف الشهر الجاري، قُتل ستة فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف مخيم جنين وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حينها.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان اليوم الثلاثاء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى النفير العام وتصعيد الاشتباك مع القوات الإسرائيلية ردا على العملية العسكرية في مدينة جنين.
وقالت في البيان "ندعو جماهير شعبنا في الضفة الغربية وشبابها الثائر للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في كافة نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها".
والمدينة ومخيم اللاجئين في جنين تعد مركزا لنشاط مسلحين فلسطينيين، حيث يشتبك مقاتلون مع قوات إسرائيلية تنفذ مداهمات واسعة النطاق، تخلف دمارا في الطرق والبنية التحتية.
وشهدت مدن الضفة الغربية وقراها إغلاقات واسعة بواسطة القوات الإسرائيلية منذ الإثنين، وقيدت حركة مئات الآلاف من الفلسطينيين.
فيما هاجم مستوطنون قرى شرقي مدينة قلقيلية وأحرقوا منازل ومركبات ومنشآت تجارية، خصوصا في بلدة الفندق وجينصافوط. وفق ما ذكرت "وكالة الأنباء الفلسطينية" (وفا).
ودانت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، "العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وآخرها اعتداءات المستوطنين الإرهابيين"، مشيرة إلى أن الاعتداءات هدفها "تقطيع أوصال الضفة الغربية".
وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة، إن "الحكومة الإسرائيلية اليمينة المتطرفة تحاول جر الضفة الغربية إلى مواجهة شاملة.. بهدف التصعيد وخلق مناخ للعنف والتوتر".
واعتبر أن قرار إلغاء العقوبات على مستوطنين متورطين بأعمال عنف، والذي اتخذه ترامب، بعد تنصيبه الإثنين، "يشجعهم على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم".
ويشنّ الجيش الإسرائيلي هجمات على مناطق شمالي الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023 حين شنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية انطلاقا من قطاع غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 قتل ما لا يقلّ عن 838 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين.
وقُتل خلال ذات الفترة 28 إسرائيليا في الضفة الغربية المحتلة نتيجة هجمات نفّذها مسلحون فلسطينيون.