اخبار

إخوان تونس باختبار الشارع مجددا.. الواقع يهزم الأوهام
إخوان تونس باختبار الشارع مجددا.. الواقع يهزم الأوهام
أوهام إخوانية بالعودة للسلطة تنكسر مجددا على جدار النبذ الشعبي لتقودها إلى نفق الاضمحلال، في شهادة وفاة يصدرها الشارع هذه المرة.

هذا ما تأكد، اليوم الثلاثاء، من خلال تحرك احتجاجي انتظم أمام المسرح البلدي وسط العاصمة، بدعوة من تنظيم إخوان تونس لحشد الشارع بذكرى أحداث 2011.

لكن الدعوات للتظاهر قوبلت بحضور هزيل من أنصار الإخوان، حيث لم يشارك فيه سوى عدد من قيادات «جبهة الخلاص» الإخوانية، وهم أحمد نجيب الشابي وعماد الخميري ورياض الشعيبي وسمير ديلو وبلقاسم حسن وأبو يعرب المرزوقي، فيما غاب الأنصار تقريبا.

وتحل اليوم الذكرى السنوية الـ14 للإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011.

اختبار الشارع
خلال هذا التحرك الاحتجاجي، هدد رئيس «جبهة الخلاص» أحمد نجيب الشابي بأنه «طال الزمن أو قصر سنعود إلى الحكم الديمقراطي القائم على الفصل بين السلطات».

وتعليقا على الحوار الوطني المرتقب في تونس، اعتبر الشابي أن «قيمة الحوار تنتفي في صورة إقصاء أي طرف سياسي»، مشيرا إلى أنه «إذا تم إقصاء جبهة الخلاص أو الحزب الدستوري الحر أو أي طرف آخر، فهذا ليس حوارا بل محاولة للالتفاف عليه».

ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن حلم الإخوان بالعودة للسلطة لا يزال يراودهم رغم اختبارات الشارع العديدة، والتي تؤكد خسارتهم لرصيدهم الشعبي.

ويرى المحلل السياسي التونسي حسن التميمي أن «هذا التحرك الاحتجاجي دعت إليه حركة النهضة وجبهة الخلاص منذ أسابيع من أجل حشد الشارع ظنا منهم أنهم قادرون على التعبئة الجماهيرية».

ويقول التميمي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن «استعادة الإخوان لمكانتهم بالمشهد السياسي لن يتحقق نظرا للإرث الهائل من الفساد والإرهاب والإجرام العالق بالذاكرة الجماعية للتونسيين».

وبحسب الخبير، فإن «رئيس جبهة الخلاص الإخوانية يهدد بالسيناريو السوري في محاولة يائسة منه لتأجيج الأوضاع وبث الفتنة في البلاد».

ولفت إلى أن «جبهة الخلاص الإخوانية تعي جيدا أن السيناريو السوري لن يتحقق لأن الوضعية تختلف في تونس ونظام الرئيس قيس سعيد إصلاحي لتدارك الكوارث التي خلفها تنظيم الإخوان منذ وصولهم للحكم سنة 2011 إلى حدود الإطاحة بهم في 25 يوليو/تموز 2021».

حوار سياسي
على صعيد آخر، يعتبر المحلل السياسي التونسي محمد الميداني أن «تنظيم الإخوان يحاول بكل ما أوتي من قوة للعودة للمشهد السياسي وإظهار شعبيته، لكنه لم ينجح في ذلك وفشل في تحقيق آماله».

ويقول الميداني، لـ«العين الإخبارية»، إن «تنظيم الإخوان لم يعد قادرا لا على التحالف ولا على التعبئة الجماهيرية، وهو منبوذ شعبيا وسياسيا».

وأشار إلى أن الحوار السياسي المنتظر سيستثني أحزاب الإخوان لأنها متورطة في قضايا متعددة وأياديها ملطخة بالدماء، موضحا أنه «من غير المعقول أن يتم إجراء حوار مع حزب مدان بجرائم خطيرة من بينها الاغتيالات السياسية وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر والفساد المالي».

وسبق أن أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أن «تحديات كثيرة سنرفعها في مواجهة كل أشكال التحديات في ظل هذه الأوضاع المتسارعة وغير المسبوقة التي يشهدها العالم اليوم، تتمثل في وحدة وطنية صماء تتكسّر على جدارها كل المحاولات اليائسة لضرب الاستقرار».

وفسر مراقبون بأن دعوة الرئيس لوحدة وطنية لن تتم إلا عبر إجراء حوار وطني شامل يستثني الأحزاب الإخوانية «المتورطة في الإرهاب وسفك الدماء والفساد».

14 يناير 2025

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة