تعثرت مفاوضات الاندماج بين ألومنيوم البحرين (ألبا) ومعادن السعودية (معادن) لأسباب لم يفصح عنها مسؤولو الشركتين، ولكنّ متابعين يرجحون أن تكون للأمر علاقة بتقييم الصفقة.
وأعلنت ألبا ومعادن في إفصاحين منفصلين لبورصة البحرين والسوق المالية السعودية (تداول) الاثنين أن الشركتين اتفقتا على عدم المضي قدما في صفقة اندماج محتمل لوحدات الألمنيوم.
وقالتا إنه “تم الاتفاق على إبرام اتفاقية لإنهاء جدول الشروط الرئيسية لتكون نافذة بأثر فوري.” ولم تفصح الشركتان عن سبب إلغاء الصفقة.
ووقّعت ألبا في سبتمبر الماضي اتفاقية غير ملزمة مع معادن تتعلق باكتتاب الشركة السعودية المملوكة أغلبيتها للدولة في أسهم جديدة في عملاق الألومنيوم البحريني، مقابل مساهمة عينية.
وتتمثل تلك المساهمة في نقل كامل رأس مال شركتي معادن للألمنيوم ومعادن للبوكسايت والألومينا إلى الشركة البحرينية.
وسعت السعودية إلى الحصول على حصة أغلبية بشركة ألومنيوم البحرين، في سياق تعزيز مساعيها لجعل قطاع التعدين ركيزة ثالثة لاقتصادها ضمن سياسة التنويع وفق أجندة 2030.
وجاء اهتمام معادن بالشركة البحرينية في إطار رهانها على أن الألومنيوم سيكون عنصرا حاسما في تحول الطاقة، وأيضا في خطط السعودية الغنية بالنفط لتنويع اقتصادها.
وكانت تطمح إلى أن تصبح المساهم بحصة أغلبية في ألبا بعد استحواذها على حصة 20.6 في المئة، عقب توصلها لاتفاق لشراء الأسهم من شركة سابك للاستثمارات الصناعية مقابل أكثر من مليار دولار، لتصبح ثاني أكبر مساهم في الشركة البحرينية عند إتمام الصفقة.
وعملت ألبا التي تعتبر من كبرى الشركات الصناعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار سنوات للاستحواذ على حصة في سوق عالمية آخذة في النمو ومستفيدة من ارتفاع الأسعار بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وحققت الشركة البحرينية رقما قياسيا في إنتاج الألومنيوم بنهاية العام الماضي عند 1.62 مليون طن، بزيادة قدرها 1.3 في المئة بمقارنة سنوية، وهو ما يجعلها في صدارة الشركات العاملة بالقطاع في منطقة الخليج العربي.
وتظهر إحصائيات دولية صادرة من جهات تعمل في قطاع الألومنيوم أن الزيادة السنوية للطلب على هذا الخام على مستوى العالم تبلغ حوالي 5 في المئة رغم التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا على سلاسل الإمدادات العالمية.
الزيادة السنوية للطلب على الألمنيوم على مستوى العالم تبلغ حوالي 5 في المئة رغم التداعيات التي خلفتها كورونا والحرب في أوكرانيا على سلاسل الإمدادات
وكان خالد الرميحي رئيس مجلس إدارة ألبا قد قال في نوفمبر الماضي إن الثمن الذي تُسعّر به الشركة حينئذ، والمستند على سعر السهم في بورصة البحرين “أقل كثيراً من قيمتها الحقيقية،” خاصة أن المدرج لا يمثل سوى 10 في المئة فقط من رأسمال الشركة.
وأكد الرميحي في مقابلة مع بلومبيرغ الشرق آنذاك أن المناقشات لا تزال جارية بين الشركتين في ما يتعلق بتقييم الأصول، والجدوى المالية، والخطط المستقبلية للشركتين، متوقعاً إنجاز الصفقة في الربع الأول من 2025.
ووِفق البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية لألبا، فإن صندوق الثروة السيادي البحريني (ممتلكات) يحوز حصة في الشركة تبلغ نحو 69 في المئة.
وفي إطار توسّعات السعودية في مجال التعدين، تعاونت شركة معادن مع صندوق الثروة السيادية لإنشاء منارة المعادن، وهي آلية استثمارية لشراء الأصول الخارجية.
وكانت أول صفقة لمنارة الاستحواذ على حصة قدرها عشرة في المئة من قطاع المعادن الأساسية لشركة فالي أي.أي. كما استحوذت معادن على كامل شركتي معادن للبوكسايت والألومينا ومعادن للألمنيوم، من شركة ألكوا الأميركية، مقابل حوالي 1.1 مليار دولار.
وتحولت شركة معادن إلى الربحية في الربع الثالث من العام الماضي متجاوزة التوقعات بفضل صعود الأسعار وزيادة حجم المبيعات وانخفاض مصاريف الاستهلاك.
وأفصحت الشركة عبر تداول عن تحقيقها صافي ربح قدره 259 مليون دولار في الربع الثالث من 2024، مقارنة بخسارة قدرها 22.24 مليون دولار بمقارنة سنوية، متجاوزة بذلك التوقعات التي بلغت 258 مليون دولار، بحسب بلومبيرغ.