حذرت إيران الإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن، من الوقوع في أخطاء استراتيجية، كما هددت بصراع عسكري طويل الأمد، وذلك مع اقتراب تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقال حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني، وفي تصريح له مساء السبت على هامش تفقده قاعدة للصواريخ التابعة للحرس الثوري "احذروا، لا ترتكبوا أخطاء استراتيجية أو تقوموا بحسابات خاطئة"، دون أن يذكر ترامب بشكل مباشر.
وبحسب سلامي، ربما يعتقد "العدو" أن إيران ضعفت، لكنه أشار إلى أن البلاد تتمتع بقدرة عسكرية متطورة وجاهزة لما أسماه بـ"المعارك الكبرى والطويلة ضد العدو وحلفائه في المنطقة"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا".
وعلى الرغم من هذه التصريحات، يعتقد الخبراء أن إيران في وضع ضعيف، لا سيما بعد التطورات في لبنان وتغير السلطة في سوريا، علاوة على المعاناة من مشاكل سياسية واقتصادية كبيرة.
ويخشى الإيرانيون أن تصبح الأوضاع أكثر تعقيدا بعد تولي ترامب منصبه، حتى أن البعض بات يعتقد أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران قد يصبح أكثر احتمالا، فضلا عن تشديد العقوبات الأميركية على قطاع النفط في إيران من خلال سياسة "الضغوط القصوى".
وقد أجبرت أزمة الطاقة والتلوث الهوائي الحاد الحكومة على إغلاق المدارس والجامعات والبنوك والمؤسسات العامة في الأسابيع الأخيرة.
ومن أجل تجنب إثارة الذعر بين السكان، تبرز إيران علنا تطوير لوجستياتها العسكرية للحفاظ على صورتها كقوة في المنطقة.
وتعهد ترامب بالعودة إلى سياسة الضغط الأقصى التي مارسها خلال فترة رئاسته الأولى بهدف الإضرار باقتصاد إيران وإرغامها على التفاوض بشأن اتفاق يتعلق ببرنامجها النووي وبرنامج آخر للصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بأن إيران شحنت نحو 3 ملايين برميل من النفط من موقع تخزين لها في الصين، ضمن محاولة جمع الأموال لدعم الفصائل الموالية لها في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا النفط هو جزء من مخزون لا يقل عن 25 مليون برميل أرسلته إلى الصين أواخر عام 2018. وفي ذلك الوقت كانت طهران تخشى أن تؤدي العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب الأولى إلى منعها من تصدير النفط.
ووافقت الصين على شحن النفط الشهر الماضي بعد محادثات جرت في شهري نوفمبر وديسمبر، الماضيين مع المسؤولين الإيرانيين، وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها إيران لبيع النفط، لكن بكين لم تمنح الموافقة في السابق.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه لا علم لهم بالأمر، لكن الصحيفة أشارت إلى أن بكين تتعاون مع جميع الدول، بما في ذلك إيران، "ضمن حدود القانون الدولي".
وأضاف المتحدث أن الصين تعارض "إساءة استخدام العقوبات الأحادية غير القانونية وغير المعقولة" من قبل الولايات المتحدة، وفق الصحيفة.
ورفضت بعثة إيران في الأمم المتحدة في نيويورك التعليق، ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على الفور على طلب صحيفة وال ستريت التعليق.
وتقول الصحيفة إن النفط الذي خزّنته إيران في الصين عام 2018 كان موجودا في ميناءين - داليان شرق بكين، وزوشان جنوب شنغهاي - وإن السفينتين "ماديستار" و "سي إتش بيليان"، تولتا عملية تحميل النفط.
وغادرت "ماديستار" ميناء داليان في أوائل يناير الجاري محملة بـ 2 مليون برميل من النفط، وفق الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى الاعتقاد بأن "سي إتش بيليان" لا تزال راسية هناك، ومن المقرر أن يتم تحميلها بـ 700.000 برميل.
وبحسب الصحيفة، توقفت سفينة "ماديستار" عن نقل موقعها ومسارها المخطط لها بموجب نظام الإشارة الدولي "AIS" لمدة ثلاثة أيام في أوائل كانون الثاني أثناء وجودها في المياه قبالة داليان.
وخلال تلك الفترة، انتقلت السفينة إلى الميناء، ثم توجهت إلى المياه قبالة كوريا الجنوبية لنقل النفط إلى سفينة أخرى.
أما "سي إتش بيليان"، فقد نقلت بيانات موقعها لفترة قصيرة في 6 يناير الحالي، وأكدت بيانات خدمة تتبع السفن "MarineTraffic" تحركات هذه السفن.
وإذا قامت إيران ببيع المخزون بالكامل بأسعار اليوم، فإن قيمته ستتجاوز ملياري دولار، ستعطي إيران نصفه للصين مقابل ديون ورسوم التخزين، بحسب الصحيفة.
وتذكر الصحيفة أن قرار الصين بالسماح لإيران بشحن النفط قد يثير التوترات مع واشنطن، حيث يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه في العشرين من هذا الشهر.
لكن العديد من الأموال الناتجة عن هذه المبيعات بقيت خارج البلاد بسبب تأثير العقوبات الأميركية، لكن حتى إذا تمكنت إيران في النهاية من بيع كل النفط المخزون في الصين، فإنه من غير الواضح بالضبط كم من المال ستحصل عليه.
ويباع النفط الإيراني بخصم مقارنة بأسعار السوق نتيجة للعقوبات، ومع تشديد واشنطن للعقوبات، تقول الصحيفة الأميركية، إن بعض السفن لن تخاطر بنقل النفط، مما يزيد من تكاليف بيعه ويقلل من سرعة بيعه.