عربي ودولي

مهاجرون غير قانونيين لا يخشون ترامب.. أميركا تحتاج إلى أيد عاملة
مهاجرون غير قانونيين لا يخشون ترامب.. أميركا تحتاج إلى أيد عاملة
انتظر المهاجر النيكاراغوي ألدو لمدة سبعة أشهر دوره لتحديد موعد لجوء عبر تطبيق لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية. ولم يعد أمامه على قائمة الانتظار سوى شخصين.

وغادر ألدو بلاده خلال فبراير. وهو يسعى للعثور على وظيفة في الولايات المتحدة لإعالة أطفاله الثمانية. وينتظر موعدا في المكسيك حيث يشتغل عاملا للبناء ومزارعا في حقول الذرة.

ولكن أمله في تحقيق الحلم الأميركي يتضاءل مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب رسميا إلى البيت الأبيض.

وسار ألدو مئات الأميال لمدة شهرين من نيكاراغوا إلى غواتيمالا ودفع 120 دولارا لمهرب للعبور إلى المكسيك. وقال “أعلم أنني لن أدخل أبدا إذا لم أحصل على الموعد قبل 20 يناير،” حين يؤدي ترامب اليمين الدستورية.

وأكد المهاجرون الذين تحدثوا إلى مؤسسة تومسون رويترز من الملاجئ في المكسيك قلقهم بسبب وعد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة. ويخشون من أن يصبح اللجوء أكثر صعوبة.

وتعهد ترامب بفرض ضوابط أكثر صرامة على الحدود وإنفاذ قوانين الهجرة وإطلاق عملية ترحيل جماعي في أول يوم له في البيت الأبيض.

ويخشى جل المهاجرين، مثل ألدو، إنهاء عمل تطبيق سي بي بي 1. وسبق أن ذكر ترامب أنه “تطبيق هاتف لتهريب الأشخاص غير الشرعيين.»

ويسمح سي بي بي 1 للمهاجرين بحجز موعد وتقديم التماس للجوء قبل وصولهم إلى الولايات المتحدة. ولا يعني تأمين الموعد أن العبور مضمون. ويعتبره الكثيرون مع ذلك الخيار الأفضل لدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني.

ويتردد ألدو في الاستعانة بمهرب لتسلق الجدار الحدودي. ويستعد للبقاء في المكسيك والبحث عن عمل في مدينة مونتيري الشمالية.

وقال المهاجر البالغ من العمر 40 عاما، “ليس طموحي أن أكون ثريا، بل أطمح إلى الاستقرار الذي لم أجده في الوطن.»

ويعمل ألدو حاليا بالقرب من محطة القطار في بوجاي بولاية هيدالغو المكسيكية. وتعدّ هذه المحطة شائعة للمهاجرين الذين يحاولون التسلل إلى عربات قطار الشحن الخطير الذي يطلق عليه اسم “الوحش.» وهو يقلّهم إلى منطقة بالقرب من الحدود الأميركية – المكسيكية.

وكانت محطة القطار محاطة بمخيمات مهاجرين غير رسمية تضم المئات من الأشخاص. وأصبحت الآن فارغة لكونها تحت مراقبة الحرس الوطني المكسيكي الذي يوقف المهاجرين في المنطقة.

وشهد ملجأ “السماريتانو” القريب انخفاض عدد المهاجرين الذين يساعدهم من حوالي ألف شهريا في 2023 إلى 100 مؤخرا.

وقالت الراهبة ماريا لويزا سيلفيريو، منسقة الملجأ الذي يوفر الطعام والملابس ومستلزمات النظافة الشخصية والوصول إلى الحمامات، إن السلطات تطارد المهاجرين. وأكدت كثرة الاعتقالات. وأشارت إلى تموقع المطارِدين حول الملجأ الذي تنشط فيه، مما يُنفر الأفراد المحتاجين إلى العون.

وتسيطر عصابات المخدرات على تجارة الاتجار بالبشر التي تبلغ قيمتها المليارات من الدولارات في جميع أنحاء المكسيك. ويتوقع المهربون أن ترتفع أرباح هؤلاء مع وصول ترامب إلى السلطة، حيث تخطط الكارتلات لفرض رسوم على المهاجرين مقابل رحلتهم مع تكثيف المطاردات.

ويخشى العاملون في ملاجئ المهاجرين أن تعرض عمليات وقف الهجرة إلى الولايات المتحدة المهاجرين المستضعفين لانتهاكات السلطات وعصابات المخدرات.

وتحدثت سيلفيريو، التي تعمل في الملجأ منذ 2012، عن اليأس والقلق المنتشر بين المهاجرين وعن تعرضهم للضرب والاعتداء الجنسي. وأدلت لنا بتصريحاتها رغم التهديدات.

وأكدت أن “الهجرة لن تتوقف، وأخشى أن يستمر الناس في الوقوع ضحايا للاتجار الجنسي وسرقة الأعضاء واستغلال الأطفال في المواد الإباحية.”

واحتفل ملجأ كاسا توشان الواقع بمدينة مكسيكو بعيد الميلاد مع المهاجرين والجيران. وعُلّقت البِنياتا الفخارية المملوءة بالحلوى، ووُزّع الخبز المكسيكي التقليدي. وأنفق أحمد، وهو مدير مالي من الأردن يبلغ من العمر 45 عاما، حوالي 20 ألف دولار في محاولة للوصول إلى الولايات المتحدة منذ يونيو.

وكان قد استقل طائرة من لندن إلى بوغوتا في كولومبيا. ثم قطع أميركا الجنوبية والوسطى مع المئات من الأشخاص المختبئين في شاحنات وحافلات وسيارات.

وقال أحمد إن السلطات المكسيكية أوقفته ثلاث مرات وأعادته إلى الحدود مع غواتيمالا في إطار إستراتيجية “الكاروسيل” (لعبة الدوامة) التي تعتمدها الحكومة لإرهاق المهاجرين.

وانتشرت نقاط التفتيش العسكرية عبر البلاد. ويعمل الحرس الوطني والمعهد الوطني للهجرة على إيقاف المهاجرين وإرسالهم إلى جنوب المكسيك. ويحاول الذين أمكن التفطن إليهم الوصول إلى الحدود الشمالية مرة أخرى. ويعيشون سيناريو إيقافهم وإعادتهم عدة مرات.

وأجبرت ضغوط الحكومة الأميركية للحد من الهجرة جارتها المكسيك على تكثيف إجراءات الإنفاذ والتحكم في حركة الأشخاص الذين يصلون إلى جنوبها. وقالت الرئيسة كلوديا شينباوم في تصريحات بعد انتخاب ترامب إنها ستقترح طرقا “إنسانية” للحد من الهجرة.

لكن أحمد، الذي سافر مع صديقه، قال إنه مصمم على الاستمرار في دفع أموال للمهربين حتى ينجح في العبور مهما قوّضت حملة ترامب سبل الهجرة.

ويأمل في العثور على وظيفة في مجال التمويل، وقال “لست خائفا من دونالد ترامب. تحظى الولايات المتحدة باقتصاد كبير، وهي في حاجة إلى العمالة.”

وكان الهندوراسي ستيفن، البالغ من العمر 37 عاما، حاضرا في احتفال كاسا توشان. وبدا أقل تفاؤلا من أحمد بخصوص فرصه في الوصول إلى الولايات المتحدة بعد أن أمضى سنة كاملة في المكسيك.

وهو يخطط للسفر إلى مدينة تيخوانا الحدودية والعثور على وظيفة في طلاء السيارات. واعتبر الأمور صعبة بالفعل حتى قبل وضع ترامب “المزيد من العقبات في طريقنا. لا نريد سوى حياة أفضل.»

وتشعر غابرييلا هيرنانديز بالقلق من أن الخدمات التي يقدمها الملجأ الذي تديره لن تواكب ارتفاع عدد الأشخاص العالقين في المكسيك بسبب سياسات ترامب.

ولا يزيد عدد أسرة كاسا توشان عن 50. وهي تمتلئ بالمهاجرين من أميركا اللاتينية والصين والشرق الأوسط الذين ينتظرون موعدا عبر تطبيق سي بي بي 1.

وأشارت هيرنانديز إلى الخوف المنتشر من تهديدات ترامب الخطيرة، ولكون “الحكومة المكسيكية في خدمة الحكومة الأميركية.”

وقالت “لكننا سنبقى هنا صامدين ونكافح للدفاع عن حقوق المهاجرين.”

12 يناير 2025

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة