قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إنه لا يحق لحركة حماس أن “تعيد إنتاج مغامراتها في الضفة" متهمة إياها بأنها "رهنت نفسها لصالح إيران وغيرها من المحاور الإقليمية، ووفرت الذرائع المجانية للاحتلال كي ينفذ أكبر حرب إبادة بحق شعبنا في قطاع غزة،" حسبما ذكرت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية السبت.
ويأتي هذا البيان كرد على هجمة من حماس والإعلام المحسوب عليها ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية وسط اتهامات لها بوضع النفس تحت إمرة إسرائيل وتنفيذ أجندتها باستهداف المسلحين.
وأضافت حركة فتح أن الحرب "أدت إلى دمار قطاع غزة، واستشهاد وفقدان وإصابة وأسر أكثر من مئتي ألف من الأطفال والنساء والرجال، الذين احتمت بهم (حماس) بدل أن تحميهم وتحمي بيوتهم، وتسببت كذلك في ما وصلت إليه الأوضاع الكارثية“.
وذكرت فتح، أن "إصرار حماس على خطاب المزايدة والتخوين المؤسس على افتراءات وتلفيقات لا تتصل بالواقع والوقائع ضمن تساوق علني مع مخططات الاحتلال، عبر محاولات تأجيج الفلتان الأمني والفوضى في الضفة الغربية، من خلال الدعم الصريح لمجموعات الخارجين على القانون، يؤكد أن حماس ما زالت ماضية في سياستها التي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى الكوارث“.
وشددت فتح على أن “ما ورد في بيان حماس الأخير من تناقضات وافتراءات.. لن ينطلي على شعبنا بوعيه، وهذه الخطابات التضليلية تلتقي أهدافها مع أهداف الاحتلال لتنفيذ مخططاته ضد شعبنا“.
◙ بعض سكان مخيم جنين يشكون من الثمن الذي يدفعونه في الوقت الذي تحاول فيه السلطة الفلسطينية ترسيخ سلطتها في جنين
وبينت فتح “أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية بوصفها الامتداد الطبيعي والتاريخي للثورة الفلسطينية المعاصرة، تقدم صفوة أبنائها شهداء؛ للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني من العبث أو المصادرة لصالح جهات إقليمية“. وعرفت مناطق في الضفة الغربية، وخاصة في مخيم جنين تصعيدا بين القوات الفلسطينية والمسلحين ما أدى إلى مقتل فلسطينيين.
ويقول مسؤولون في السلطة الفلسطينية إنها ترغب في منع مسلحي حماس والجهاد الإسلامي من التمتع باليد العليا في جنين والضفة الغربية على النطاق الأوسع ومن إقامة حكم مماثل لإدارة حماس في غزة مما قد يثير غضب إسرائيل.
ويرى محللون سياسيون أن السلطة الفلسطينية تأمل أيضا في أن تسجل نجاحا في الضفة الغربية يؤدي إلى تعزيز فرصها في الاضطلاع بدور في غزة بعد الحرب.
ولكن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية واجهت رفضا شديدا في مخيم جنين، وخاضت اشتباكات مع مسلحين في المدينة الصغيرة الواقعة في شمال الضفة الغربية. كما اندلعت اشتباكات في مدن أخرى بالضفة الغربية منها طوباس وطولكرم.
ويشكو بعض سكان مخيم جنين من الثمن الذي يدفعونه في الوقت الذي تحاول فيه السلطة الفلسطينية ترسيخ سلطتها في جنين. ويعتبر الكثير من الفلسطينيين السلطة فاسدة وغير فعالة.
وقال مسؤولون إن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ألقت القبض على أعداد كبيرة في مخيم جنين للاجئين، كما قُتل ما لا يقل عن 13 في اشتباكات بالمدينة والمخيم حتى الآن، بينهم ستة من رجال الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية ومسلح واحد.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي في تعليق على عملية قوات الأمن الفلسطينية في جنين “لديهم رغبة قوية في تنفيذ عمليات أمنية، لكن قدراتهم ليست جيدة”.