رصدت منصة ماغنيت لأبحاث السوق انحسارا لافتا في تدفق الاستثمار الجريء (المغامر) إلى الأسواق العربية خلال العام 2024، في الوقت الذي يعمل فيه المستثمرون على اقتناص الصفقات في المرحلة المبكرة لجمع أموال أقل.
وتراجع تمويل رأس المال الجريء في أسواق الشرق الأوسط في الأشهر الاثني عشر الماضية رغم زيادة عدد الصفقات، حيث حوّل المستثمرون اهتمامهم إلى المشاريع الناشئة التي لا تزال في بداياتها.
ووفق تقرير أصدرته الأربعاء منصة بيانات رأس المال الجريء ماغنيت، ومقرها في دبي، بلغ حجم التمويل الذي جمعته الشركات الناشئة في المنطقة 1.5 مليار دولار، ما يُعد انخفاضا قدره 29 في المئة على أساس سنوي.
وبلغت قيمة استثمارات رأس المال الجريء خلال النصف الأول من العام الماضي 768 مليون دولار، فيما يُعد أسوأ أداء في النصف الأول منذ الوباء، حيث انخفض عدد الصفقات بواقع 18 في المئة إلى 211 صفقة خلال الفترة بين يناير ويونيو.
وتعكس البيانات تباطؤا أوسع في هذا القطاع، حيث يحوّل المستثمرون انتباههم نحو جولات التمويل في المرحلة المبكرة من مليون دولار إلى 5 ملايين دولار.
وسجلت السعودية، التي استأثرت بحوالي نصف هذا التمويل، تراجعا بنسبة 44 في المئة على كامل 2024. مع ذلك، حافظت على مكانتها باعتبارها الدولة التي جمعت أكبر تمويل من رأس المال الجريء في الشرق الأوسط للعام الثاني على التوالي.
في المئة مقدار الانخفاض على أساس سنوي ليستقر عند حوالي 1.5 مليار دولار
وبالنسبة لمنافستها الأولى في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، فقد انخفضت الاستثمارات في دولة الإمارات بواقع 8 في المئة إلى حوالي 613 مليون دولار في العام الماضي، بمقارنة سنوية.
في المقابل، ارتفع عدد صفقات تمويل رأس المال الجريء 10 في المئة ليبلغ 461 صفقة، بحسب ماغنيت، ولكن مع ذلك، لم تشهد المنطقة الصفقات الضخمة من النوع الذي حوّل مؤسستي التكنولوجيا المالية السعوديتين تابي وتمارا إلى شركتي يونيكورن في 2023.
ويرى فيليب باهوشي، الرئيس التنفيذي لمنصة ماغنيت، أن جولات التمويل العملاقة، التي عادة ما تجمع أكثر من 100 مليون دولار، تراجعت إلى أقل من 20 في المئة من إجمالي حجم التمويل العام الماضي، مقارنة بنسبة 30 في المئة خلال عام 2021.
ونسبت وكالة بلومبيرغ إلى باهوشي قوله إن "هذا التوجه يعكس تراجعا واسع النطاق في الاهتمام بجولات التمويل الكبيرة والمراحل الأخيرة للاستثمارات التي تتراوح قيمتها ما بين مليون دولار و5 ملايين دولار، في ظل زيادة تحفظ المستثمرين تجاوبا مع ارتفاع تكلفة رأس المال وتغير قوى السوق.”
على سبيل المثال، بلغ حجم تمويل رأس المال الجريء الذي جمعته سنغافورة في العام الماضي 3.4 مليار دولار، ما يُعد الأكبر بين أسواق رأس المال الناشئة التي تغطيها ماغنيت، رغم ذلك سجلت الدولة الواقعة في جنوب آسيا انخفاض إجمالي التمويل بنسبة 53 في المئة.
وإجمالا، جمعت الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وتركيا وباكستان تمويلا بمبلغ 9.1 مليار دولار، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 41 في المئة مقارنة بعام 2023، بحسب بيانات ماغنيت. كما تراجع عدد عمليات تخارج رأس المال الجريء، التي تعتبر مؤشرا رئيسيا يتابعه القطاع، بواقع 20 في المئة بمنطقة الشرق الأوسط، لكن الأوضاع قد تتحسن في 2025.
وقال ألين تايلور، الشريك الإداري في شركة إنديفور كاتاليست، في التقرير “يُتوقع أن يشهد العام المقبل تدفق سيولة طال انتظارها في شكل صفقات اندماج واستحواذ وطروحات أولية عامة في المنطقة، وبالأخص في السعودية.” وأوضح أن شركات تابي وتمارا وتراكر وفلوارد ويوني فونيك كلها مرشحة لطرح أسهمها للتداول العام خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.