عربي ودولي

تصريحات الجولاني تزيد من دقة تفاصيل حملة علاقات عامة تستبق عودة ترامب
تصريحات الجولاني تزيد من دقة تفاصيل حملة علاقات عامة تستبق عودة ترامب
يوضح الظهور الإعلامي المتكرر لزعيم هيئة تحرير الشام وقائد الإدارة السورية الجديدة أبومحمد الجولاني (أحمد الشرع) تفاصيل حملة علاقات عامة انطلقت منذ فترة، هدفها استباق عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.

ويبدو الجولاني في كل لقاء إعلامي، كان آخرها على قناة العربية الأحد، كما لو أنه يضع النقاط على الحروف بحيث تأتي انطلاقة السلطة السورية الجديدة قوية وردّت مقدما على التساؤلات الأميركية، فبعد أن حرص على إرسال تطمينات بخصوص تعليم المرأة واستهلاك الكحول، اختار في ظهوره الأخير تقديم لمحة عن تفاصيل المرحلة المقبلة حيث تحدث عن حل هيئة تحرير الشام المصنفة كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة. كما تحدث عن  فترة صياغة الدستور التي حددها بثلاث سنوات والمرحلة الانتقالية بأربع سنوات.

الجولاني يبدو كما لو أنه يقرأ من سيناريو مكتوب ودقيق تم إعداده بتأثير شركات علاقات عامة تشاور الأتراك والأميركيين

وتعطي الأجوبة الجاهزة للجولاني على أيّ سؤال يتعلق بقضية جدلية الانطباع بأن فريقا استشاريا وإعلاميا قويا يقف خلفه ويدرك كل ما سيتم طرحه من أسئلة.

ويظهر الجولاني كما لو أنه يقرأ من سيناريو مكتوب ودقيق تم إعداده بتأثير شركات علاقات عامة تشاور الأتراك والأميركيين قبل الإعلان عن أيّ تفصيل. وغيّر الجولاني خطابه بشكل كلي وبات يقدم نفسه كرجل براغماتي ورجل دولة وانتقل خطابه من فكر الجماعة إلى الحديث عن بناء الدولة.

ورغم الأسئلة الجدلية الكثيرة التي طرحت عليه والتي كان يمكن أن يسيء الرد عليها خاصة تلك المتعلقة بفرض الشريعة وماضيه المتشدد إلا أنه يختار في كل مرة إجابات منمقة تخفف الهواجس المرتبطة به وبحركته هيئة تحرير الشام.

ويدرك الجولاني ومن يقف خلفه وخاصة تركيا وقطر أن موقف ترامب منه ومن هيئة تحرير الشام يعكس رؤية متحفظة تستند إلى الشكوك حول نوايا التحول نحو الاعتدال.

وتريد الإدارة السورية فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة لكن ذلك يصطدم بعدة عراقيل خاصة أن عددا من أعضاء الحكومة مدرجون على لوائح الإرهاب.

وقال الشرع خلال مقابلة مع قناة العربية إنه يتمنى من الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب عدم انتهاج سياسة إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها. وأضاف أنه يأمل في أن ترفع إدارة ترامب العقوبات المفروضة على سوريا.

وقال دبلوماسيون أميركيون كبار زاروا دمشق هذا الشهر إن الشرع يبدو رجلا عمليا وإن واشنطن قررت إلغاء مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار كانت رصدتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على زعيم هيئة تحرير الشام.

ويقول مراقبون إن موقف ترامب من الإدارة السورية الجديدة يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات خاصة مع التدخلات التركية وتأثيرها على العلاقات الأميركية – الكردية.

ونقلت قناة العربية عن الجولاني قوله في مقابلة الأحد إن إجراء انتخابات في سوريا قد يستغرق فترة تصل إلى أربع سنوات، وهي المرة الأولى التي يشير فيها إلى جدول زمني محتمل للانتخابات منذ الإطاحة ببشار الأسد هذا الشهر.

ووفقا لمقتطفات من المقابلة، قال الشرع إن عملية كتابة الدستور قد تستغرق نحو ثلاث سنوات، مضيفا أن سوريا تحتاج نحو سنة ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية.

وقال الشرع إن هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقا بجبهة النصرة، ستحل في مؤتمر للحوار الوطني.

والجماعة كانت مرتبطة في السابق بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية المتشددين لكنها نأت بنفسها عنهما وسعت لإظهار نفسها في صورة جماعة معتدلة.

وتعهدت الجماعة مرارا بحماية الأقليات التي تخشى أن الحكام الجدد قد يفرضون حكما يطبق تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية، وحذّرت من محاولات لبث الفرقة الطائفية.

ويظهر الشرع في كل اللقاءات الإعلامية التي أجراها مسترخيا ويتجنب الرد بتوتر على بعض الأسئلة المحرجة ويحرص منذ الإطاحة بالأسد على أن يكون مرتديا ملابس مدنية.

وفي مقابلة سابقة مع بي بي سي نفى الشرع أنه يريد تحويل سوريا إلى نسخة من أفغانستان. وقال الشرع إن البلدين مختلفان للغاية، ولديهما تقاليد مختلفة، باعتبار أن أفغانستان مجتمع قبلي.

وأضاف أن سوريا لديها عقلية مختلفة، موضحا أنه يؤمن بتعليم النساء.

30 ديسمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة