عربي ودولي

فلاديمير بيتكوفيتش فرس رهان منتخب الجزائر لاستعادة أمجاده
فلاديمير بيتكوفيتش فرس رهان منتخب الجزائر لاستعادة أمجاده
يرى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن منتخب الجزائر يمضي نحو انتفاضة تحت قيادة مديره الفني فلاديمير بيتكوفيتش، بعد انهيار في النتائج مع مديره الفني المحلي السابق جمال بلماضي. وفي تقرير له، نشر الموقع الإلكتروني الرسمي لفيفا أن عام 2024 شهد فيه عشاق كرة القدم الجزائرية فترات من القلق والترقب، مضيفا أنه مع بداية العام، لم تسر الأمور كما تشتهي الأنفس، حيث تراجعت النتائج، وتذبذب الأداء، ملقيا بظلال الشك على أحلام المستقبل.

لكن سرعان ما انقشعت هذه الغيوم، ليشرق نور الأمل من جديد، ويعلن المنتخب عن عودته القوية، محققا انتصارات أعادت الثقة للجماهير وأكدت أن “الخضر” قادرون على تجاوز الصعاب. حقبة انتهت لمدرب محلي، وأخرى بدأت لرجل أجنبي، وبينهما تجددت أحلام محاربي الصحراء، من الخروج المؤسف من كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار، والفشل في التأهل للمونديال الأخير، إلى تجدد أحلام زعامة أفريقيا، والمشاركة في كأس العالم 2026.

وكانت بطولة أمم أفريقيا مطلع عام 2024 مخيبة للآمال تماما بالنسبة للمنتخب الجزائري، إذ ودع البطولة من دور المجموعات بعد تعادله 1 – 1 أمام أنغولا في الجولة الأولى من البطولة، وفي الجولة الثانية، تعادل أمام بوركينا فاسو 2 – 2.

ورغم التعثر في أول مباراتين، ظل مصير المنتخب الجزائري بيده، واحتاج إلى الفوز أو التعادل مع موريتانيا في الجولة الأخيرة فقط للتأهل، لكنه لم يغتنم فرصة تعادل موزمبيق مع غانا وخروج غانا من حسبة أفضل ثوالث، وخسر أمام موريتانيا 0 – 1 في مفاجأة من العيار الثقيل. وأصبحت هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يخرج فيها المنتخب الجزائري من دور المجموعات، علما بأنه لم يحقق أي انتصار في أمم أفريقيا منذ الفوز على السنغال في نهائي نسخة البطولة عام 2019 بمصر.

وعلى إثر هذا الخروج تمت إقالة المدير الفني لمحاربي الصحراء جمال بلماضي، ليأتي المدرب البوسنى فلاديمير بيتكوفيتش بديلا عنه، ليضع بصمته مبكرا. وخاض المنتخب الجزائري مشوارا قويا بتصفيات أمم أفريقيا 2025، محافظا على سجله خاليا من الهزائم على مدار ست مباريات في المجموعة التي ضمت غينيا الاستوائية وليبيريا وتوغو.

أقوى المنتخبات

وفرض منتخب الجزائر نفسه كأحد أقوى المنتخبات على الإطلاق في التصفيات، بعد سلسلة من النجاحات، حيث حصد الفريق 16 نقطة بعد تسجيل 16 هدفا. أوضح فيفا أن الأداء القوي في تصفيات أمم أفريقيا تكرر مرة أخرى في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، إذ قدم المنتخب الجزائري أداء قويا للغاية، بدأ بالفوز على حساب نظيره الصومالي 3 – 1 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب نيلسون مانديلا ببراقي ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة السابعة.

وفي الجولة الثانية، كشر المنتخب الجزائري عن أنيابه بفوز ثمين على موزمبيق بهدفين دون رد، ليرفع رصيده إلى 6 نقاط في المركز الأول بالمجموعة السابعة، وذلك قبل أن يسقط في فخ الهزيمة 1 – 2 في الجولة الثالثة أمام منتخب غينيا.

وفي الجولة الرابعة، أعاد المحاربون نهج الانتصارات بفوز ثمين وغال على مضيفهم منتخب أوغندا بهدفين مقابل هدف، ليواصلوا الصدارة برصيد 9 نقاط. والآن بعد مرور أربع جولات، يبدو أن المنتخب الجزائري أصبح على أعتاب إنجاز تاريخي آخر بالوصول إلى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، لتعويض الغياب الحزين عن النسختين الأخيرتين.

◙ في تصفيات كأس أمم أفريقيا، فرض المنتخب المصري نفسه كأحد أقوى المنتخبات على الإطلاق في البطولة القارية القوية

ومع نهاية 2024، يبدو أن العام الحالي أثر على تصنيف المنتخب الجزائري، وجعله يتراجع بعض الشيء، على عكس الطموحات التي لازمت محاربي الصحراء مع انطلاق عام 2024، حيث انتظروا أن ينتهي العام بإنجازات لم تتحقق. ومع نهاية عام 2023 تواجد منتخب الجزائر في المركز الـ30 عالميا برصيد 1520.26 نقطة، ومع نهاية العام الحالي اهتزت أرقامه بعض الشيء فنزل إلى التصنيف الـ37، برصيد 1495.85 نقطة، بسبب الهزات العنيفة التي تعرض لها في أمم أفريقيا مطلع العام.

هذا الاهتزاز، الذي تبعه شيء من الاستقرار، مع ارتفاع الطموح، يضع ضغطا واضحا على رجال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش بأن يتأهلوا بشكل مباشر إلى المونديال المقبل في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. واختتم فيفا تقريره مشيرا إلى أن المهمة يبدو أنها ستكون صعبة، ولكن الرهان على عزيمة محاربي الصحراء في استعادة الأمجاد يبدو خيارا منطقيا وفقا للمعطيات الحالية.

وفي سياق مرتبط يعيش لاعب خط الوسط الجزائري رامز زروقي (26 عاما)، وقتا عصيبا في الدوري الهولندي لكرة القدم، بسبب مستواه المتراجع مع فريقه فاينورد روتردام، ما عرّضه لانتقادات عديدة من قِبل بعض أساطير الكرة في هولندا، على غرار رافائيل فاندر فارت وإبراهيم أفلاي، في الوقت نفسه تبقى مكانته مهددة في منتخب الخُضر، في ظل بروز اسم آخر بمركزه في بلجيكا، ويتعلق الأمر بلاعب شارلوروا ياسين تيطراوي (21 عاما)، وذلك قبل استئناف التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 في شهر مارس المقبل، بمباراتين ضد بوتسوانا وموزامبيق.

يرى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن المنتخب المصري يقضي حاليا فترة صحوة تحت قيادة مديره الفني المحلي حسام حسن، بعد تجربة محبطة مع المدرب البرتغالي روي فيتوريا. وفي تقرير نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي، تحدث فيفا عن مسيرة منتخب مصر خلال عام 2024، مشيرا إلى أنه بعد تهديد بعودة الحقبة المظلمة، لم يكن هناك ختام أفضل لـ”الفراعنة” مما حدث خلال العام الحالي. وأضاف فيفا أنه رغم التخبطات التي عانى منها منتخب مصر في بداية العام، فإن التدارك كان في الوقت المناسب، ليضع أبطال أفريقيا سبع مرات على الطريق الصحيح نحو استعادة الأمجاد.

فترة صحوة

وأشار فيفا إلى أن عام 2024 كان متذبذبا للكرة المصرية على صعيد المنتخب الوطني الأول في بدايته، ولكن كل شيء بدأ يسير في اتجاه تصاعدي مع استعادة فكرة المدرب الوطني، تلك التي تسببت في أنجح حقبتين للفراعنة تاريخيا، مع محمود الجوهري، ثم حسن شحاتة، واليوم، يأمل حسام حسن في السير على خطى الثنائي، وفي البداية، كان كل شيء مبشرا للغاية.

وكانت بطولة أمم أفريقيا مطلع عام 2024 مخيبة للآمال تماما بالنسبة للمنتخب المصري، بعد خروجه من دور الـ16 بعد الخسارة أمام الكونغو الديمقراطية 7 – 8 بركلات الترجيح إثر تعادلهما 1 – 1 في الوقتين الأصلي والإضافي، حيث أهدر الحارس المصري محمد أبوجبل ركلة ترجيح، قبل أن يسجل نظيره ليونيل مباسي نزاو ركلة الفوز للمنتخب الملقب بـ”الفهود”. وكانت بداية البطولة سيئة مثل نهايتها، إذ صعد المنتخب المصري ثانيا في جدول الترتيب خلف منتخب الرأس الأخضر (المتصدر)، وبعد نادرة غريبة حيث حصدت مصر 3 نقاط من مبارياتها الثلاث بعدما تعادلت فيها جميعا وبنفس النتيجة، 2 – 2 أمام موزمبيق والرأس الأخضر وغانا على التوالي. وعلى إثر هذا الخروج تمت إقالة المدير الفني للفراعنة روي فيتوريا، ليأتي المدرب الوطني حسام حسن بديلا عنه في فبراير الماضي.

وأكد فيفا أن حسام حسن دشن عصره مبكرا، بالفوز على نيوزيلندا بهدف للا شيء في نصف نهائي بطولة عاصمة مصر، المدرجة ضمن سلسلة الاتحاد الدولي قبل خسارة المباراة النهائية أمام منتخب كرواتيا بهدفين مقابل أربعة.

وفي تصفيات أمم أفريقيا، فرض المنتخب المصري نفسه كأحد أقوى المنتخبات على الإطلاق في البطولة، بعد سلسلة من النجاحات بدأت بالانتصار 3 – 0 على ضيفه منتخب الرأس الأخضر في الجولة الأولى من التصفيات، أتبعها بالانتصار 4 – 0 خارج ملعبه على بوتسوانا، بعد أداء رائع. وفي الجولة الثالثة، فاز المنتخب المصري 2 – 0 على ضيفه منتخب موريتانيا، بعد مباراة أكل فيها المصريون الأخضر واليابس بـ16 تسديدة على المرمى، وفي الجولة الرابعة تكرر الفوز على موريتانيا بهدف نظيف، لتمر أول أربع جولات من التصفيات دون أن تهتز شباك المنتخب المصري تحت قيادة (العميد).

أحلام المصريين ارتفعت بعد هذا الأداء القوي، والثبات في المستوى، وضمان الوصول إلى أمم أفريقيا 2025 في المغرب، رغم التعادل 1 – 1 مع الرأس الأخضر في الجولة الخامسة، ثم التعادل مع بوتسوانا بنفس النتيجة بالجولة السادسة (الأخيرة)، لكن هذا لم يمنع المنتخب المصري من ضمان التأهل، وتثبيت أقدام حسام حسن كمدرب جيد، يستطيع حصد النقاط وإعادة الفراعنة إلى منصات التتويج. وشدد فيفا على أن الأداء القوي في تصفيات أمم أفريقيا تكرر مرة أخرى في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث قدم المنتخب المصري أداء مميزا حتى هذه اللحظة.

وكانت لفيتوريا مدرب الفريق السابق يد في ذلك بانتصاره في أول مباراتين، حيث افتتح أحفاد الفراعنة مشوارهم في التصفيات بسداسية نظيفة ضد منتخب جيبوتي، في مباراة تألق فيها محمد صلاح بشكل لافت، مسجلا 4 أهداف كاملة (سوبر هاتريك)، إضافة إلى هدف لكل من تريزيغيه ومهاجم المنتخب المتألق مصطفى محمد، ثم بعد ذلك الانتصار أمام سيراليون بهدفين دون رد.

ومع وصول حسام حسن، أظهر رجال المنتخب نجاعة غير عادية، ورغبة في الفوز واستعادة الأمجاد، فانتصروا 2 – 1 على بوركينا فاسو في الجولة الثالثة في العاصمة المصرية القاهرة، قبل أن يتعادلوا 1 – 1 خارج ملعبهم مع منتخب غينيا بيساو في الجولة الرابعة. وبعد مرور 4 جولات، يبدو أن حسام حسن، عميد لاعبي العالم السابق، أصبح على أعتاب إنجاز تاريخي آخر، بقيادة منتخب مصر للوصول إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، بعدما قاده إلى المونديال كلاعب قبل 34 عاما، خاصة بعد حفاظه على صدارة المجموعة الأولى بالتصفيات بعد أن حصد 10 نقاط من 4 جولات.

ومع نهاية 2024، يبدو أنه كان عاما جيدا للمنتخب المصري على مستوى التصنيف، فمع نهاية 2023 تواجد في المركز الـ33 عالميا برصيد 1518.91 نقطة، ومع نهاية العام الحالي ظل متمسكا أيضا بنفس المركز، برصيد 1513.48 نقطة، رغم الهزات العنيفة التي تعرض لها في أمم أفريقيا مطلع العام. ويرى فيفا أن هذا التموقع الإيجابي، مع ارتفاع الطموح، يضع ضغطا واضحا على رجال المدرب حسام حسن بأن يتأهلوا بشكل مباشر لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

ويلتقي منتخب مصر مع مضيفه منتخب إثيوبيا في 17 مارس 2025 في إطار مواجهات الجولة الخامسة من تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، ويخوض الفراعنة مباراة ثانية في التجمع ذاته يوم 24 من نفس الشهر أمام سيراليون في القاهرة. واختتم فيفا تقريره مشيرا إلى أنه بكل تأكيد المهمة ليست سهلة، لكن عزيمة الفراعنة قادرة على تحويل حلم المونديال إلى حقيقة.

29 ديسمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة