تقارير

إسرائيل تتوقع معركة أطول ضد الحوثيين وتهيئ لها بجهد دبلوماسي
إسرائيل تتوقع معركة أطول ضد الحوثيين وتهيئ لها بجهد دبلوماسي
تستعدّ إسرائيل لمعركة ضدّ جماعة الحوثي اليمنية يُتوّقع أنّ خوضها بات حتميا، رغم أنّها قد تكون أكثر تعقيدا وأطول مدّة من تلك التي خاضتها الدولة العبرية ضدّ عنصر آخر في “محور المقاومة” الإيراني هو حزب الله اللبناني، ولم يستغرق حسمها من قبل الجيش الإسرائيلي سوى وقت وجيز نسبيا.

وشرعت الدبلوماسية الإسرائيلية في تهيئة الأرضية السياسية لتلك المعركة التي لا تلوح مؤشّرات على وجود وفاق بشأنها بين تل أبيب وعدد من حلفائها الغربيين الذين لا يزال الكثير منهم يأمل في كفّ أيدي الحوثيين عن خوض الصراعات الداخلية والإقليمية سلميا ويساند جهود الأمم المتّحدة في ذلك.

وتوعدت إسرائيل على ألسنة كبار مسؤوليها السياسيين والعسكريين بردود قاسية على قيام جماعة الحوثي باستهداف مواقع في الداخل الإسرائيلي باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية في نطاق ما تقول الجماعة إنّه دعم للفلسطينيين، لكنّ الجيش الإسرائلي اكتفى إلى حدّ الآن بتوجيه ضربات جويّة محدودة وانتقائية لمرافق وبنى تحتية يستخدمها الحوثيون. وتمتلك الجماعة الموالية لإيران قدرات عسكرية جيدة ورثت بعضها عن حقبة حكم الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح ورفدتها بقدرات إضافية ساعدتها إيران على الحصول عليها وتطويرها وصولا إلى امتلاكها صواريخ فرط صوتية، بحسب ادعاء مسؤولين حوثيين كبار.

◄ حاجة إسرائيل إلى جهد دبلوماسي لإقناع الأوروبيين بإدانة الحوثيين تعكس تمسك دوائر غربية بالحلول السلمية معهم

كما أنّ الجماعة تحكم قبضتها على مناطق سيطرتها في شمال وغرب اليمن وتستفيد من التضاريس اليمنية الوعرة والمتشعّبة في تحصين قواتها ومعداتها من ضربات الطيران.

ويرى خبراء الشؤون العسكرية أن الحوثيين يستفيدون أيضا من عامل إضافي في المعركة ضدّ إسرائيل وهو البعد المكاني الذي يجبر المقاتلات الإسرائيلية على القيام بطلعات عبر مسافات طويلة مكلفة ماديا ومعقدّة تقنيا.

لكنّ خطاب الوعيد الذي يوجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان حكومته إلى الحوثيين يوحي بأن المعركة ضدّهم مسألة وقت فقط، وبقطع النظر عن الصعوبات التي تنطوي عليها.

وتؤكّد ذلك التحركات الدبلوماسية التي أعلنت عنها تلّ أبيب بشأن المعركة المرتقبة حيث وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر البعثات الدبلوماسية لبلاده في أوروبا والمملكة المتحدة، بالعمل على تعزيز جهود تصنيف جماعة الحوثيين في اليمن كـ”منظمة إرهابية” في تلك الدول.

ووفقا لبيان صادر عن الخارجية الإسرائيلية، الثلاثاء، فإن ذلك التوجيه جاء في أعقاب سلسلة من الهجمات التي نفذها الحوثيون ضد إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، شملت إطلاق صواريخ باليستية استهدفت مناطق وسط البلاد، مما تسبب في أضرار مادية من بينها إصابات في مدرسة ومواقع قريبة من ملاعب للأطفال.

وأضاف البيان أن الحوثيين استهدفوا إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 بمئات الهجمات باستخدام صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيّرة.

كما أشار إلى تصريحات قادة الجماعة العلنية بشأن استمرارهم في مهاجمة إسرائيل وتهديدهم لحرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، حيث تعرضت العشرات من السفن التجارية يرفع بعضها أعلام دول أوروبية، لهجمات متكررة تجاوز عددها مئة هجوم.

وأكدت وزارة الخارجية في بيانها أن جماعة الحوثيين تعد ذراعا للنظام الإيراني، الذي يوفّر لها التمويل والتسليح والتدريب والدعم العملياتي، بما يهدد استقرار المنطقة، مشيرة إلى أن تقارير مجلس الأمن الدولي وثّقت هذا الدعم بشكل متكرر.

ونقل البيان عن ساعر قوله “الحوثيون يشكلون تهديدا ليس فقط لإسرائيل بل للمنطقة والعالم أجمع، وتهديدهم لحرية الملاحة في أحد أهم الممرات البحرية في العالم يمثل تحديا خطيرا للنظام الدولي”. وتابع قوله “الخطوة الأولى والأساسية هي تصنيفهم كمنظمة إرهابية”.

ومن جهته توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، زعماء جماعة الحوثي بمصير مشابه لقادة حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني الذين اغتالتهم تل أبيب قبل أشهر.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن كاتس قوله “ستتعامل إسرائيل مع قادة الحوثيين في صنعاء ومناطق يمنية أخرى على غرار تعاملها مع السنوار في غزة وإسماعيل هنية في طهران وحسن نصرالله في بيروت.”

وأضاف الوزير “لن نُسلّم باستمرار إطلاق الميليشيات الحوثية النار على دولة إسرائيل، سنعمل ضد بنيتهم التحتية وضدهم لإزالة التهديد.”

كما توعد الداعمين للجماعة بقوله “كل من يرعى الحوثي في الحديدة أو صنعاء سيدفع الثمن باهظا.”

وفجر الثلاثاء أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن هو الثالث خلال أسبوع قبل اختراقه المجال الجوي الإسرائيلي فيما أصيب 20 شخصا أثناء توجههم إلى الملاجئ.

وتصاعدت في الأسابيع الأخيرة هجمات الحوثيين بالصواريخ والمسيرات على مناطق إسرائيلية وسط انتقادات حادة من المعارضة الإسرائيلية وقادة عسكريين سابقين لما يعتبرونه فشلا في التصدي لهجمات جماعة الحوثي وعدم قدرة الحكومة على وقف هذا التهديد.

25 ديسمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات