كشف سلاح الجو الإسرائيلي، الأحد، في تحقيقه النهائي عن سبب إخفاقه في اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن وسقط السبت في تل أبيب وأسفر عن إصابة 20 شخصا بجروح طفيفة، قائلا إن خللا حدث في الصاروخ الاعتراضي أدى إلى الفشل في التصدي للمقذوف الحوثي. وفق القناة (12) الإسرائيلية الخاصة.
وبحسب نتائج التحقيق، فإن الصاروخ البالستي الذي أُطلق من اليمن سقط في تل أبيب "بسبب خلل موضعي في الصاروخ الاعتراضي وليس في منظومة الدفاع الجوي نفسها".
وقال سلاح الجو الإسرائيلي إن "المخاوف من أن يكون الصاروخ الحوثي مزودا برأس حربي قادر على المناور جرى استبعادها".
والسبت، برزت تكهنات بأن الرأس الحربي للصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون، كان رأسا حربيا مناورا أي أن محركها يغير المسار ما يجعل مهمة كشفه واعتراضه صعبة، وفق المصدر ذاته.
لكن وفق التحقيق الأخير، فإن خللا حدث في صاروخ "حيتس (آرو/السهم)" الذي تم إطلاقه لاعتراض الصاروخ البالستي في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي، حسب القناة "12".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، يعمل نظام الدفاع الجوي في إسرائيل على شكل طبقات ويسمى "نظام الدفاع متعدد الطبقات".
وأشارت إلى أنه في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي تعمل مصفوفتا آرو 2 وآرو 3، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة مقلاع داود، بينما في الطبقة السفلية مصفوفة القبة الحديدية.
وأضافت "قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي، وهو ما توصل إليه تحقيق سلاح الجو".
ونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر المحاولات الفاشلة لاعتراض الصاروخ.
وصباح السبت، سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في منطقة تل أبيب- يافا مخلفا حفرة عمقها عدة أمتار وتسبب في إصابة 20 شخصا بجروح طفيفة وتضرر عشرات الشقق بالمنطقة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
ولاحقا، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ بالستي فرط صوتي على وسط الدولة العبرية.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان إن المتمردين استهدفوا "هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ بالستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2".
ولفت إلى أن هذا الهجوم جاء للتشديد "على المواجهة والتحدي للعدو الإسرائيلي المجرم".
وفي بيان لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون "مثال واضح آخر على استهداف المدنيين الإسرائيليين عمدا".
وحذّر الجيش من أنّ "الدفاع الجوي" في البلاد "ليس محكما"، داعيا الإسرائيليين لاتباع التعليمات الأمنية.
وكان الحوثيون أعلنوا الخميس إطلاق صاروخين بالستيين فرط صوتيين على إسرائيل بعدما أكدت الدولة العبرية تنفيذ عملية اعتراض وشنّ غارات جوية على "أهداف عسكرية" تابعة لهم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس أنّه شنّ غارات جوية على "أهداف عسكرية" تابعة للحوثيين في اليمن في هجوم أعقب اعتراضه صاروخا أطلقته باتجاه الدولة العبرية الجماعة المدعومة من إيران.
وأكّد زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي في كلمة مطولة بثتها قناة المسيرة الخميس أنّ "العدوان الإسرائيلي لن يثنينا أبدا عن موقفنا المناصر للشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزة أو مستوى التصعيد"، مشيرا الى أنه أسفر عن سقوط 9 قتلى مدنيين.
وبعد هجوم السبت، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ "الشجاعة والثبات التي يبديها أشقاؤنا اليمنيون في نصرة شعبنا الفلسطيني... مدعاة فخر واعتزاز لكل أحرار العالم".
ومنذ نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه "دعما" للفلسطينيين في قطاع غزة حيث تدور حرب مدمّرة بين إسرائيل وحماس منذ أن شنّت الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.
وفي يوليو 2024، أدّى انفجار مسيّرة مفخّخة في تلّ أبيب في هجوم نفّذه الحوثيون إلى مقتل مدني إسرائيلي. وردّا على ذاك الهجوم شنّت إسرائيل ضربات انتقامية على محافظة الحديدة الساحلية اليمنية.
كذلك فإنّ الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، يهاجمون بانتظام سفنا في البحر الأحمر وخليج عدن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.
وأدّت هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة البحرية هذه إلى اضطرابات كثيرة في حركة النقل البحري في هذه المنطقة الأساسية للتجارة العالمية.
وردّا على هذه الهجمات تشنّ الولايات المتحدة، بالاشتراك أحيانا مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.
وسبق لإسرائيل أن أغارت على أهداف تابعة للمتمردين الحوثيين في اليمن في يوليو وسبتمبر من العام الجاري.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال الخميس إن المتمرّدين اليمنيين أصبحوا "مصدر تهديد عالمي"، مؤكّدا أنّ من يقف خلفهم هو "النظام الإيراني الذي يموّل ويسلّح ويوجّه الأنشطة الإرهابية للحوثيين".
وأضاف "سنواصل التحرك ضدّ أيّ كان، أيّ كان في الشرق الأوسط، يهدّد دولة إسرائيل".