على مدى سنوات لم يكن الحوثيون في اليمن حتى على قائمة الاهتمام الاستخباري في إسرائيل إلى أن ظهروا على رادارها في الأشهر الماضية.
ومع انحسار الهجمات الصاروخية من غزة وتوقفها بالكامل من لبنان وسوريا فإن إسرائيل باتت تواجه تحدي وقف الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة من اليمن.
ورصدت إسرائيل منذ بداية الحرب إطلاق نحو 200 صاروخ و150 مسيرة من اليمن باتت أكثر دقة في الأشهر القليلة الماضية.
ونفذت إسرائيل 3 هجمات جوية على أهداف في اليمن آخرها قبل أيام وسط تقديرات بهجمات إضافية في المستقبل القريب.
وتحت عنوان: "إذا كنت تتحدث اليمنية وتعرف جيدا الثقافة اليمنية، فإن مديرية المخابرات الإسرائيلية تبحث عنك" رصدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية" التحدي الاستخباري الإسرائيلي في اليمن.
وقالت: "حتى حوالي عام وشهرين مضت، لم يكن الحوثيون في اليمن هدفا للمراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية".
وأضافت: "على مر السنين، لم يكن الحوثيون يشكلون تهديدا لإسرائيل، ولا حتى ثانويا. كان ترتيب أولويات اهتمام المخابرات الإسرائيلية تجاه الحوثيين هو الأدنى، ووفقا لمصادر عسكرية، كان شبه معدوم".
واستدركت: "منذ حوالي عام وعدة شهور، وبتشجيع ودعم من إيران، بدأ الحوثيون بالعمل والقتال مباشرة ضد إسرائيل. أدركت مديرية الاستخبارات الإسرائيلية أن مسألة جمع المعلومات الاستخباراتية، وكذلك تحليل المعلومات التي تصل إلى إسرائيل، تتطلب مهارة المتحدثين اليمنيين: التحدث والقراءة، وكذلك فهم المزاج والثقافة اليمنية، والتعرف على قبلية اليمن".
وقالت: "ومع ذلك، واجهت مديرية المخابرات مشكلة مزدوجة، ففي معظم المجالات التي تتطلب جمع المعلومات الاستخباراتية من اللغة العربية، باستثناء إيران، فإن كل منطقة وكل بلد عربي له لهجته الخاصة".
وأضافت: "على مر السنين، تمكن سلاح المخابرات من نقل أفراد المخابرات من ساحة إلى أخرى وفقا للقيود والتحديات التشغيلية، مع إجراء تعديلات تعليمية سهلة في تدريب الناطقين باللغة العربية وفقا للهجة المطلوبة".
واستدركت: "لكن الساحة اليمنية هي حدث مختلف من وجهة نظر مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، فاللغة اليمنية ليست مثل اللغة العربية، ومن ناحية أخرى، اكتشف مجتمع الاستخبارات أنه لا يوجد في إسرائيل شبان وشابات يعرفون اللغة اليمنية على مستوى القراءة والكتابة".
وأشارت إلى أنه "كانت آخر هجرة كبيرة من اليمن هي "السجادة السحرية" وحدثت بين عامي 1949 و1950، وتخلى معظم المهاجرين عن لغتهم اليمنية الأصلية، وبدأوا يتحدثون العبرية بانتظام، سواء في منازلهم أو في التجمعات الاجتماعية لأفراد المجتمع. وهكذا، على عكس لغات المهاجرين الأخرى، لم يتم غرس اللغة اليمنية في الأجيال الشابة".
وكشفت النقاب عن أنه "تم مؤخرا افتتاح فصل لدراسة اللغة اليمنية، بالإضافة إلى دراسات حول الثقافة اليمنية والقبلية، في قاعدة تدريب سلاح المخابرات".
وقالت: "الهدف هو تدريب مجموعات من أفراد المخابرات الذين سيقومون بتشغيل مكتب المخابرات "اليمني".
وأضافت: "قام الجيش الإسرائيلي مؤخرا بتجنيد العديد من المعلمين الناطقين باللغة اليمنية الذين يعلمون جهاز المخابرات القراءة والكتابة والتحدث باللغة اليمنية".
وتابعت: "في الوقت نفسه، تحاول المخابرات العسكرية دراسة عقلية الحوثيين".
وقال مصدر عسكري إسرائيلي للصحيفة: "نعمل على جمع أهداف جيدة من أجل التأثير على الحوثيين، لكن من الواضح لنا أن هذا تحد لم نعرفه من قبل".
وعيد نتنياهو
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إن إسرائيل ستواصل التحرك ضد جماعة الحوثي في اليمن، متهما إياها بتهديد الملاحة العالمية والنظام الدولي، ودعا الإسرائيليين إلى الثبات.
وأضاف في بيان مصور، بعد يوم من سقوط صاروخ أطلق من اليمن على منطقة تل أبيب مما تسبب في عدد من الإصابات الطفيفة، "مثلما تحركنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فسوف نتحرك بقوة أيضا ضد الحوثيين"، على حد تعبيره.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تل أبيب ستتحرك مع الولايات المتحدة.
وأضاف "لذلك، سنتحرك بقوة وعزيمة وحنكة. أقول لكم أنه حتى لو استغرق الأمر وقتا، فإن النتيجة ستكون هي نفسها".