شهد عام 2024 تولي أكثر من 15 رئيسا جديدا سدة الحكم، منهم من أعلن فوزه بالرئاسة في استحقاقات انتخابية وسيباشر رسميا مهام منصبه لاحقا.
أبرز الرؤساء الجدد في عام 2024 الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاما، الذي سيتولى مهام منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، وينتظر أن يحدث تغييرات ملموسة على سياسات بلاده الخارجية ستلي بتأثيراتها على العالم أجمع خاصة الشرق الأوسط.
أيضا من أبرز القادة الجدد عام 2024، أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم قبل بداية العام 2024 بأيام، ويقود بلاده حاليا نحو "كويت جديدة"، يتصدر أجندتها تعزيز الأمن والأمان.
شهد عام 2024 أيضا دخول أعضاء جدد إلى نادي قادة العالم، بعد فوزهم برئاسة بلدانهم، كان أبرزهم مسعود بزشكيان رئيس إيران.
وفيما يلي ترصد "العين الإخبارية" أبرز القادة الجدد عام 2024:
1- دونالد ترامب - أمريكا
فاز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية عن الحزب الجمهوري في نوفمبر/تشرين الثاني، ليكون بذلك الرئيس الـ47 في تاريخ البلاد، وسيتسلم السلطة من الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وينتظر أن يحدث ترامب تغييرات ملموسة على سياسات بلاده الخارجية خاصة في الشرق الأوسط، حيث دعا قبل أيام إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة قبل حلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، محذرا من أنه سيكون هناك "جحيم يُدفع ثمنه" إذا لم يحدث ذلك.
أما فيما يتعلق بالنظام العالمي فسيقوم على سياسة خارجية مبدأها "أمريكا أولا"، إلى جانب الاستعداد للتنافس مع الصين، التي يُنظر إليها على أنها أعظم تهديد للولايات المتحدة، وبصفة عامة ستشبه الأوضاع ثلاثينيات القرن العشرين، وفقا لتحليل نشرته مجلة "تايم" الأمريكية.
2- الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح- الكويت
تولى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الحكم خلفا للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية في 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، وقاد بلاده على مدار عام 2024 لتجاوز التحديات والحفاظ على استقراره عبر إجراءات وقرارات تعد خريطة طريق شاملة نحو "كويت جديدة"، يتصدر أجندتها تعزيز الأمن والأمان.
أبرز تلك القرارات صدر في 10 مايو/أيار الماضي، تم بموجبه حل مجلس الأمة ووقف العمل بـ7 مواد من الدستور لمدة لا تزيد على 4 سنوات، يتم خلالها دراسة الممارسة الديمقراطية في البلاد وعرض ما تتوصل إليه الدراسة على أمير البلاد لاتخاذ ما يراه مناسبا، في إشارة إلى إجراء تعديلات دستورية.
أمر وصفه أمير الكويت بـ"القرار الصعب"، إلا أنه بين أهمية اتخاذه "لتصحيح المسيرة ومعالجة الاعوجاج وسد النواقص التي كشف عنها التطبيق العملي لنصوص الدستور طوال الـ62 عاما الماضية دون تعديل"، في إشارة لممارسات وسلوكيات أعضاء في البرلمان قاموا بإساءة استخدام الوسائل الدستورية والرقابة التشريعية، الأمر الذي عطل تشكيل الحكومة.
وتشهد الكويت حاليا إجراءات متواصلة لتنفيذ توجيهات القيادة بالحفاظ على الهوية الوطنية، كان من بينها إصدار سلسلة قرارات تم بموجبها تجريد آلاف الأشخاص من الجنسية الكويتية لأسباب عدة، من بينها حصولهم عليها عن طريق الغش والتزوير.
أيضا سجلت الكويت على مدار 2024 نجاحات أمنية متتالية، عبر إحباط مخططات إرهابية في مهدها بالبلاد وخارجها، واعتقال من يخططون ويروجون لها.
3- مسعود بزشكيان - إيران
تولى مسعود بزشكيان رئاسة إيران بعد فوزه في الانتخابات الرئاسيّة التي جرت في يوليو/تموز الماضي، ليصبح الرئيس التاسع لبلاده خلفا للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه في حادث تحطم مروحية مايو/أيار الماضي.
قادة جدد في 2024
يجمع النظام الإيراني بين الحكمين الديني والجمهوري، ولا يستطيع الرئيس إحداث تحول كبير فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني أو السياسة الخارجية، إذ يتولى المرشد الإيراني علي خامنئي كل القرارات العليا.
غير أن بإمكان رئيس البلاد المعروف بنهجه المعتدل التأثير من خلال ضبط إيقاع السياسة الإيرانية والمشاركة بشكل وثيق في اختيار خليفة لخامنئي البالغ من العمر 85 عاما.
4- برابوو سوبيانتو - إندونيسيا
تولى برابوو سوبيانتو رئاسة إندونيسيا أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثامن رئيس لأكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، بعد فوزه في الانتخابات التي جرت مارس/آذار الماضي.
وتعهد سوبيانتو البالغ من العمر 73 عاما المعروف بـ«الجد المحبوب»، الذي شغل سابقا منصب وزير الدفاع، بمواصلة سياسات سلفه جوكو ويدودو التي حظيت بشعبية واسعة.
5- محمد إدريس ديبي - تشاد
تولى محمد إدريس ديبي اتنو رئاسة تشاد بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية مايو/أيار الماضي، وهو نجل الرئيس السابق إدريس ديبي، الذي قتل على يد متمردين في أبريل/نيسان 2021 بعد أن حكم البلاد 3 عقود.
وبتنصيبه رئيسا للبلاد أسدل الستار على المرحلة الانتقالية في البلد الأفريقي، التي دامت قرابة 3 سنوات تولى فيها الرئاسة مؤقتا.
6- لاي تشينغ-تي - تايوان
تولى لاي تشينغ-تي، رئاسة تايوان بعد أن أدى اليمين الدستورية مايو/أيار الماضي.
وسبق أن وصف لاي تشينغ-تي المنتمي مثل سلفه إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، نفسه بأنه "عامل براغماتي من أجل استقلال تايوان".
7- أليكساندر ستوب - فنلندا
تولى أليكساندر ستوب رئاسة فنلندا مارس/آذار الماضي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.
ويتم انتخاب الرئيس الفنلندي بشكل مباشر وهو يتمتع بصلاحيات كبيرة في السياسة الخارجية والأمنية، إلى جانب منصبه الشرفي.
ويعدّ ستوب مؤيدا لأوروبا وداعما قويا لأوكرانيا، واتخذ موقفا قويا تجاه روسيا في حملاته الانتخابية.
8- باسيرو ديوماي فاي - السنغال
تولى مرشح المعارضة في السنغال والمسجون السابق باسيرو ديوماي فاي الحكم بعد أدائه اليمين الدستورية، أبريل/نيسان، ليصبح الرئيس الخامس للبلاد وأصغرهم على الإطلاق، متعهدا باستعادة الاستقرار وتحقيق التقدم الاقتصادي.
وتغلب فاي (44 عاما) على مرشح الائتلاف الحاكم أمادو با بأغلبية ساحقة في الجولة الأولى من الانتخابات، مما يعكس الآمال الكبيرة في التغيير في دولة يبلغ عدد سكانها نحو 18 مليون نسمة.
وكان الانتقال السلس للسلطة موضع ترحيب، ومثل دفعة بعد 3 سنوات من اضطرابات سياسية غير مسبوقة في السنغال أثارت مخاوف بشأن تراجع الديمقراطية في غرب أفريقيا التي تشهد انقلابات، حيث تولت مجالس عسكرية السلطة وقطعت العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين.
9- برناردو أريفالو – غواتيمالا
تولى برناردو أريفالو رئاسة غواتيمالا يناير/كانون الثاني الماضي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس/آب 2023.
وكان أريفالو الذي يعد نجل أول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد، هو خوان خوسيه أريفالو قد تعهد خلال حملته بمحاربة الفساد.
10-أنورا كومارا ديساناياكي - سريلانكا
تولى زعيم الائتلاف اليساري أنورا كومارا ديساناياكي رئاسة بلاده بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت سبتمبر/أيلول الماضي بعد عامين من أزمة مالية غير مسبوقة عصفت بالبلاد.
وخلال حملته، أدان ديساناياكا الزعماء "الفاسدين" المسؤولين في نظره، عن الفوضى التي حدثت عام 2022، ووعد بتخفيض الضرائب والرسوم على المنتجات الغذائية والأدوية لتأثيرها على السكان.
11- هالا توماسدوتير - أيسلندا
فازت هالا توماسدوتير بالانتخابات الرئاسية في أيسلندا يونيو/حزيران.
ويتمتع الرئيس، الذي يتم انتخابه لفترة مدتها أربع سنوات، بسلطات سياسية محدودة في أيسلندا التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة.
12- كلاوديا شينباوم- المكسيك
تولت كلاوديا شينباوم عالمية البيئة الحكم في أكتوبر/تشرين الأول بعد فوزها في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المكسيكية يونيو/حزيران.
وللمرة الأولى في تاريخ المكسيك تصل امرأة إلى منصب رئاسة الجمهورية منذ استقلال البلاد في عام 1821، بعدما دخلت مرشحة اليسار الحاكم كلوديا شينباوم التاريخ بفوزها في الانتخابات الرئاسية.
يتعين على شينباوم، سليلة عائلة يهودية فرت من النازية والفقر في ليتوانيا وبلغاريا، أن تواجه التحدي المتمثل في عنف تجار المخدرات.
ومنذ سنوات تسجل المكسيك ما يزيد على 30 ألف جريمة قتل كل عام، أي نحو 80 جريمة يوميا حيث تتنافس الكثير من "الكارتلات" للسيطرة على نقل المخدرات إلى الولايات المتحدة.
13- آصف علي زرداري - باكستان
أدى آصف علي زرداري اليمين الدستورية في مارس/آذار، ليصبح الرئيس الرابع عشر في تاريخ باكستان.
وكانت باكستان قد انتخبت زرداري، أرمل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت عام 2007، رئيسا لها ليقود البلاد لخمسة أعوام.
وأصبح زرداري، الرئيس المشارك في حزب "الشعب الباكستاني"، أول مدني يتم انتخابه رئيسا لولاية ثانية منفصلة، حيث سبق أن شغل هذا المنصب في الفترة من عام 2008 حتى 2013.
ودور الرئيس شرفي إلى حد كبير في باكستان، وسيكون زرداري أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلد.
14- تاي أصقي سيلاسي - إثيوبيا
عين البرلمان والمجلس الفيدرالي الإثيوبي أكتوبر/تشرين الأول الماضي وزير الخارجية السفير تاي أصقي سيلاسي رئيسا للبلاد خلفا للرئيسة سهلي ورق زودي المنتهية ولايتها.
وأدى سيلاسي اليمين الدستوري رئيسا لإثيوبيا أمام الجلسة المشتركة للبرلمان والمجلس الفيدرالي الإثيوبي بعد الموافقة بالأغلبية على تعيينه، على رأس البلاد لمدة 6 سنوات مقبلة.
منصب رئيس الجمهورية في إثيوبيا شرفي، لا يتمتع شاغله بأي صلاحيات تنفيذية، وفقاً للدستور، الذي يعدّه رمزاً لوحدة الدولة وسيادتها، لكن مع ذلك يرى مراقبون ومحلّلون أن خبرات سيلاسي، التي تمتد لما يزيد على 4 عقود في العلاقات الدولية، وتوافقه مع آبي أحمد رئيس الوزراء، من المزايا التي تؤهله للعب دور مؤثر في المشهد السياسي.
15- ياماندو أورسي - أوروغواي
تمكن اليساري ياماندو أورسي من الفوز برئاسة أورغواي متفوقا عن منافسه ألفارو ديلغادو المنتمي إلى يمين الوسط في الانتخابات التي جرت نوفمبر/تشرين الثاني الماضي
ويبلغ عدد سكان البلاد 3,4 مليون نسمة. ويعتبر معدل دخل الفرد في الأوروغواي مرتفعا ومستويات الفقر وانعدام المساواة فيها منخفضة مقارنة بدول المنطقة، لكن البلاد تشهد زيادة في أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات ما يجعل السلامة العامة أساسية بالنسبة إلى الناخبين.
وخلال حملتيهما تطرق المرشحان بشكل متكرر إلى مشاغل اقتصادية منها إنعاش النمو وخفض عجز الموازنة، كما تعهدا بعدم زيادة العبء الضريبي، إضافة إلى مكافحة الجريمة المتزايدة المرتبطة بالاتجار بالمخدرات.