أعلنت السلطات العراقية أنها تباشر اليوم الخميس بإعادة الجنود السوريين الذين فرّوا من الجبهة قبل سقوط نظام بشار الأسد، إلى بلدهم عن طريق البرّ بعد "تنسيق العمل" مع حكام سوريا الجدد، فيما قررت السلطات الجديدة في دمشق العفو عن الجنود الذين فرض عليهم القتال متوعدة بمحاسبة من أجرموا في حق السوريين.
وكان العراق سمح، قبل ساعات من سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر، بدخول نحو ألفَي جندي سوري بينهم جرحى بعد فرارهم من الجبهة، حسبما أفاد يومها مصدران أمنيان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري الخميس إن "الجهات المختصة العراقية تباشر اليوم بإعادة الجنود السوريين إلى بلادهم بعد أن عملت على تنسيق العمل مع الجهات السورية المعنية في هذا المجال"، وذلك "عبر منفذ القائم الحدودي" الذي دخلوا منه.
وفرّ الرئيس السوري بشار الأسد من سوريا في أعقاب هجوم خاطف لفصائل المعارضة قادته هيئة تحرير الشام الإسلامية، بعد مرور أكثر من 13 عاما على قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية والذي أدى إلى اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الراهن.
وبعد سقوطه شددت حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، على "ضرورة احترام الإرادة الحرّة" للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي تتشارك مع العراق حدودا يزيد طولها عن 600 كيلومتر.
وقال مسؤول أمني عراقي إن "حافلات توجهت منذ يوم أمس (الأربعاء) إلى الحدود من أجل نقل الجنود السوريين إلى داخل سوريا وإعادتهم"، لافتا إلى أن "منظمات دولية ستُشرف" على العملية.
وخضع هؤلاء الجنود بعد دخولهم العراق لـ"جرد دقيق لأسمائهم ومعداتهم وأسلحتهم"، حسبما أكّد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي لوسائل إعلامية محلية الأربعاء. وذكّر بأن "الحدود محصّنة تماما"، متابعا "لن نسمح بدخول الإرهابيين".
وقد تم وضع خيم للجنود السوريين قرب الحدود العراقية فيما تظاهر بعضهم الأربعاء للمطالبة بترحيلهم ورددوا "أعيدونا الى سوريا".
وكان قائد هيئة تحرير الشام احمد الشرع المعروف بابومحمد الجولاني طالب الحكومة العراقية قبل سقوط النظام بعدم السماح للميليشيات العراقية الموالية لإيران بالمشاركة في القتال الى جانب النظام السوري.
وفي لقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة العُلا الأربعاء، ذكّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـ"حرص العراق على عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري واحترام الإرادة الحرّة للسوريين وضمان مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد"، وفق بيان نشره مكتبه.
ونوّه إلى "استعداد" بلده "للتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في المنطقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار".