أكد مندوبون من أوبك+ أن التحالف قلق من ارتفاع متجدد في إنتاج النفط الأميركي عندما يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لأن المزيد من البراميل من شأنه أن يزيد من تآكل حصة المجموعة في السوق ويعرقل جهود مجموعة المنتجين لدعم الأسعار.
وتضخ أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين منهم روسيا، نحو نصف نفط العالم وأرجأت في وقت سابق من هذا الشهر زيادة مقررة للإنتاج حتى أبريل 2025.
كما مددت بعض التخفيضات الأخرى إلى نهاية 2026 بسبب ضعف الطلب وزيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى من خارج المجموعة.
ولدى أوبك تاريخ من التقليل من تقدير مكاسب الإنتاج الأميركي يعود إلى بداية طفرة النفط الصخري، والتي شهدت تحول الولايات المتحدة إلى أكبر منتج للنفط في العالم، وباتت تضخ خمس الإمدادات في السوق.
وظلت أسعار النفط حبيسة نطاق ضيق الأربعاء مع بقاء المستثمرين حذرين قبيل خفض محتمل للفائدة الأميركية وإعلان توقعات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) للعام المقبل، بينما تلقت الأسعار بعض الدعم من انخفاض مخزونات الخام الأميركية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتا أو 0.57 في المئة إلى 73.61 دولارا للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط 47 سنتا أو 0.67 في المئة إلى 70.55 دولارا للبرميل.
ويبدو بعض المندوبين أكثر تفاؤلا الآن بشأن النفط الأميركي ويعتقدون أن السبب وراء ذلك هو ترامب. وبعد انتخابات ركزت على الاقتصاد وتكاليف المعيشة، وضع فريقه حزمة واسعة النطاق لتحرير قطاع الطاقة.
وقال مندوب من أحد حلفاء الولايات المتحدة في أوبك+ لرويترز “أعتقد أن عودة ترامب هي خبر جيد لصناعة النفط، مع سياسات بيئية أقل صرامة، لكننا قد نشهد إنتاجا أعلى في الولايات المتحدة، وهو أمر ليس جيدا بالنسبة لنا.”
وبينما تحاول روسيا تصريف شحنات نفطها بحرا في ظل هجمة عقوبات غربية غير مسبوقة، أظهرت أرقام مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) الأربعاء أن صادرات السعودية من النفط الخام ارتفعت في أكتوبر إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر.
وزادت صادرات الخام السعودية 174 ألف برميل يوميا إلى 5.9 مليون برميل يوميا في أكتوبر من 5.7 مليون في سبتمبر. وفي الوقت نفسه، انخفض إنتاج البلد الخليجي قليلا إلى 8.972 مليون برميل يوميا من 8.975 مليون برميل يوميا في سبتمبر.
وكانت أوبك قد خفضت الأسبوع الماضي توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 للشهر الخامس على التوالي، وبأكبر قدر حتى الآن، وذلك بعد سلسلة من التخفيضات التي تسلط الضوء على ضعف الطلب من الصين.
صادرات الخام السعودية زادت 174 ألف برميل يوميا إلى 5.9 مليون برميل يوميا في أكتوبر من 5.7 مليون في سبتمبر
ورغم تمديد تخفيضات إنتاج النفط، فإن وكالة الطاقة الدولية توقعت الخميس الماضي أن يتلقى سوق الخام العالمية إمدادات كافية في 2025.
ومن شأن زيادة أخرى في الإنتاج الأميركي أن تعيق خطط منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها مثل روسيا لبدء زيادة الإنتاج من أبريل 2025 دون المخاطرة بانخفاض الأسعار، التي قد تضر بدول أوبك+.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج الأميركي في 2025، حيث يريد ترامب زيادته، ولكن لأسباب مختلفة، بعد أن خاض حملته الانتخابية على وعود بخفض أسعار الطاقة والتضخم.
وقال ريتشارد برونز، رئيس الجغرافيا السياسية في إنيرجي أسبكتس، لرويترز “هذه ديناميكية صعبة محتملة لكلا الجانبين.” وأضاف “واجهت أوبك+ تحديا كبيرا من ارتفاع الإنتاج الأميركي، مما قلل من نفوذ المجموعة.”
وتحتفظ أوبك+ بقدرة إنتاجية تبلغ 5.85 مليون برميل يوميا بعد سلسلة من التخفيضات منذ 2022. وفي الفترة بين 2022 و2024، ارتفع إجمالي إنتاج النفط الأميركي بنسبة 11 في المئة إلى 21.6 مليون برميل يوميا وفقا لأرقام أوبك نفسها.
وقبل 11 عاما فقط، ضخت الولايات المتحدة نحو 10 ملايين برميل يوميا. ويعادل إنتاج أوبك+ 48 في المئة من المعروض العالمي، وهو أدنى مستوى منذ تأسيسها في 2016 بحصة تزيد عن 55 في المئة، وفقا لحسابات رويترز استنادا إلى أرقام وكالة الطاقة الدولية.
وذكر إيغور سيتشين، رئيس شركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا، في وقت سابق من هذا الشهر، أن قرارات أوبك+ بخفض الإنتاج في عامي 2016 و2020 ساعدت صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة وجعلتها مصدرا رائدا.
وأشار مصدر آخر في أوبك+ إلى أن سياسات ترامب قد تدعم الطلب على النفط، وهو ما من شأنه أن يفيد مجموعة المنتجين، على الرغم من أن احتمال ارتفاع إمدادات النفط الأميركية يشكل مصدر قلق.
وقال المصدر “التهديد الرئيسي لأوبك+ هو زيادة الإنتاج الأميركي في عهد ترامب، وتقليل اعتماد البلد على النفط المستورد وزيادة الصادرات.”
وفي تقرير الأسبوع الماضي، توقعت أوبك ارتفاع إجمالي المعروض الأميركي بنسبة 2.3 في المئة العام المقبل، وخفضت أيضا توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط مرة أخرى.
وقال بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع الأساسية في شركة أس.إي.بي، “إنهم يعترفون بأن الولايات المتحدة ستأخذ قطعة أكبر من الكعكة.”
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة بنسبة 3.5 في المئة العام المقبل، أسرع من أوبك. ولكن بعض المسؤولين التنفيذيين والمحللين في الصناعة غير مقتنعين بأن العرض الأميركي قد يزيد بشكل كبير في عهد ترامب.
ويركز منتجو النفط الصخري على أعمالهم، والمعروفة باسم “انضباط رأس المال”، ومن المتوقع أن يزيدوا الإنتاج فقط إذا كان ذلك مربحا، وفقا لمسؤول في قسم المنبع في شركة إكسون.
ويصبح هذا السيناريو أقل احتمالا إذا انخفضت الأسعار. ويستغرق تطوير حقول النفط الجديدة سنوات، لذا فإن تعهدات ترامب بمنح تصاريح الحفر في أماكن جديدة من غير المرجح أن تسفر عن إنتاج براميل جديدة في أي وقت قريب.
وقال بوب ماكنالي، رئيس مجموعة رابيدان للطاقة والمسؤول السابق في البيت الأبيض، إن “الولايات المتحدة ليست لديها طاقة احتياطية. ويعتمد حجم الحفر الأميركي على القرارات المتخذة في فيينا أكثر من واشنطن.”