تقارير

تهاوي حلفاء إيران في سوريا ولبنان يحيي آمال هزيمة الحوثيين في اليمن
تهاوي حلفاء إيران في سوريا ولبنان يحيي آمال هزيمة الحوثيين في اليمن
 يتزعّم حزب التجمّع اليمني للإصلاح فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن دعاية كثيفة لقرب إسقاط جماعة الحوثي الحليفة لإيران وإنهاء سيطرتها على العاصمة صنعاء وباقي مناطق اليمن التي احتلّتها انطلاقا من سنة 2014 وأقامت عليها سلطة موازية للسلطة اليمنية المعترف بها دوليا ويمثّل الحزب المذكور أحد مكوّناتها إلى جانب قوى أخرى غير متوافقة معها حول كثير من القضايا.

وجعل سقوط نظام آل الأسد في سوريا وهزيمة حزب اللّه في لبنان الحليفين الكبيرين لإيران في المنطقة، هزيمة الحوثيين أمرا ممكنا على صعيد نظري، بل منطقيا بفعل ثبوت محدودية قدرة إيران على نجدة حلفائها ومساعدتهم على التماسك وحمايتهم من السقوط، وأيضا بسبب ملاءمة الوضع الدولي لذلك مع وجود إدارة أميركية جمهورية بقيادة الرئيس العائد إلى البيت الأبيض دونالد ترامب المعروف بشدّة مواقفه وصرامته إزاء إيران وأذرعها، قياسا بالمواقف الرّخوة لإدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

أما على مستوى عملي فلا تلوح إلى حدّ الآن أي تغييرات في تعاطي الشرعية ومكوناتها مع الحوثيين إذ لا تزال قواتها التي يمتلك الحزب الإخواني نفوذا وتأثيرا كبيرين داخلها تلتزم بالتهدئة القائمة منذ إقرار اتّفاق هدنة مع الجماعة في أبريل 2022 انتهت مدّتها بعد ذلك التاريخ ببضعة أشهر ولم يتمّ تمديدها لكن مفاعيلها لم تنته وما يزال القتال متوقّفا عدا بعض المناوشات التكتيكية المحدودة في بعض المواقع والجبهات.

أما سياسيا فلم تعلن الشرعية الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشادة العلـيمي تخليها عن خيار السلام الذي تحاول داعمتها الأولى المملكة العربية السعودية إطلاقه في اليمن بالتعاون مع الأمم المتحدة، وذلك على الرغم من تحميل الشرعية الحوثيين للمسؤولية عن عرقلة السلام ومنع تحقيقه.

ويقرن متابعون للشأن اليمني رواج سيناريوهات تحرير صنعاء من الحوثيين، وخصوصا في الإعلام اليمني المرتبط بالفرع المحلي لجماعة الإخوان، بما أحدثه السقوط المفاجئ للنظام السوري من ارتفاع في معنويات حلفاء قطر وتركيا في المنطقة من إسلاميين في مقدمتهم جماعة الإخوان بعد فشلهم في السيطرة على عدّة بلدان بعد أحداث الربيع العربي التي وقفوا وراءها بشكل رئيسي والتهاوي السريع لتجاربهم القصيرة في حكم بلدان أخرى.

كما لا يخلو الأمر، وفق المتابعين، من دعاية لتركيا نفسها ومن دعوة مبطّنة إلى للتعويل عليها في مواجهة الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا.

ويفيد تزعّم حزب الإصلاح لدعوات الحسم العسكري ضدّ الحوثيين الفرع المحلّي لجماعة الإخوان في تلميع صورته وتخليصه من التهمة التي تلاحقه باستمرار بشأن مسؤوليته عن التمكين للحوثيين بالوقوف أولا وراء الأحداث التي تفجّرت ضد نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح منذ مطلع العشرية الماضية تحت مسمّى ثورة الشباب، وإخلائه بعد ذلك لمواقع سيطرة قواته بشمال البلاد أمام زحف قوات الجماعة وخصوصا في محافظة عمران شمالي صنعاء والتي تعتبر هزيمة قوات حزب الإصلاح فيها منعطفا حاسما في مسار سيطرة الحوثي على صنعاء.

وترى جهات سياسية يمنية أن الحضور البارز للإخوان في المشهد اليمني وتزعمهم الدعوة لتحرير صنعاء يمكن أن يشكّلا موطن ضعف المواجهة مع الحوثيين وعاملا منفّرا لباقي الشركاء المحليين الذين لا يثقون في الجماعة ولا يرغبون في رؤية اليمن يمرّ من سيطرة حلفاء إيران إلى سيطرة حلفاء تركيا وقطر، فضلا عن أنّ طرفا وازنا في المعادلة الحالية هو المجلس الانتقالي الجنوبي يجد تناقضا حادّا بين مشروعه القائم على تأسيس دولة الجنوب المستقلة ومشروع حزب الإصلاح القائم على الحفاظ على الجمهورية اليمنية وسلطتها على كامل الجغرافيا التي تشمل إلى جانب مناطق الشمال مناطق الجنوب التي يعتبرها المجلس مجالا لا تنازل عنه للدولة المنشودة.

ويستشعر حزب الإصلاح نفور الشركاء منه وبادر خلال الفترة الأخيرة إلى تدشين موجة تقارب ومصالحة معهم شملت أنصار الرئيس الأسبق صالح وإرثه السياسي.

ودعا القيادي في الإصلاح عبدالرزاق الهجري قبل أيام إلى نبذ خلافات الماضي “كضرورة وطنية لهزيمة الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.”

وقال في كلمة أثناء فعالية كبرى انتظمت في مأرب معقل نفوذ الحزب الإخواني إحياء لذكرى مقتل صالح على يد الحوثيين قبل سبع سنوات، والذي أصبح الإخوان أخيرا يصفونه بـ”الشهيد” خلافا لمواقفهم السلبية السابقة منه إنّ “الخلافات بين القوى الوطنية كانت السبب في سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على العاصمة صنعاء.”

وقرن المناسبة باستعادة صنعاء معتبرا أنّ “انتفاضة الثاني من ديسمبر التي قادها الشهيد علي عبدالله صالح، شكلت إضافة لمعركة الخلاص الوطني التي يخوضها شعبنا وقواه المخلصة لاستعادة الدولة.”

ولا يخلو ما حدث في سوريا ولبنان لقطبي التحالف مع إيران هناك من تأثير داخل اليمن امتدّ إلى بعض مؤسسات الشرعية اليمنية بما في ذلك المؤسسة العسكرية.

حزب الإصلاح عنصر منفّر لشركاء داخل الشرعية يتهمون الحزب بالمساهمة في تمكين الحوثيين وإسقاط صنعاء بأيديهم

وكتبت صحيفة القوات المسلحة اليمنية 26 سبتمبر في افتتاحية لها حملت عنوان “تداعٍ يجب استغلاله” أنّ “استغلال مجريات التداعي الرهيب لما يسمى محور المقاومة أمر مشروع ومهم بل وضروري لإسقاط ما تبقى من أركانه وفي المقدمة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.”

وأضاف محرر المقال “لقد ظهر عجز هذا المحور الشرير وبدا خوره وجبن قواته عند اللقاء كما حصل في القطر السوري الشقيق، إذ انفرط عقد قوات النظام كانفراط حبات المسبحة على سطح صلب وأملس لأن بناءه تم على أساس تبعي لا وطني وبالتأكيد فإن ميليشيا الحوثي الإرهابية أكثر منه ضعفا وجبنا وهو ما نعلمه يقينا منذ بداية المعركة معها في مختلف ساحات اللقاء وميادين المواجهة.”

ورأى أنّ “الانقضاض على بقايا الحلف المتداعي في بلادنا حتمية لابد من إنجازها في أقرب وقت ممكن خصوصا وأن القوى الوطنية قد أجمعت أمرها وأدركت أن الخلافات البينية لا تستفيد منها سوى الميليشيا الإرهابية” مؤكّدا وجود “فرصة سانحة وظروفها الذاتية والموضوعية مهيأة والقوات المسلحة في حالة جاهزية تامة معززة بزخم شعبي متشبع باستعداد تام لرفدها بكل ما تتطلبه معركة الخلاص المنتظرة بفارغ الصبر.”

16 ديسمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات