دماء الشباب تجدد «جلد» الديمقراطيين بأمريكا هناك، حيث من المقرر أن تتولى ألكسندريا أوكاسيو كورتيز قيادة لجنة الرقابة بمجلس النواب.
وحصلت أوساكايو كورتيز (35 عامًا) على دعم غالبية الديمقراطيين في لجنة الرقابة بعد تنافسها مع النائب جيري كونولي (74 عامًا).
ويمثل ذلك تحولًا جيليًا هائلاً في مراكز القوة بالحزب، وسط الإطاحة المفاجئة بقادة كبار، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وبشكل منفصل، انسحب اثنان من كبار الديمقراطيين في لجان مجلس النواب الأخرى لإفساح المجال لقادة أصغر سناً.
ويوشك النائب ديفيد سكوت (79 عامًا) على الانسحاب من قيادة لجنة الزراعة في مجلس النواب.
أصغر سنا وأكثر تقدمية
وقالت "بوليتيكو" إن لجنة الرقابة تتكون من أعضاء أصغر سناً وأكثر تقدمية يميلون إلى الاصطفاف مع أوساكايو كورتيز أكثر من كونولي.
ويمثل ذلك صعودا غير متوقع للنائبة التقدمية، وهي نادلة سابقة صعدت إلى السلطة لأول مرة قبل 6 سنوات كشخصية خارجية على استعداد للإطاحة بالحرس القديم للحزب.
وهذا التحرك هو علامة على أن أوساكايو كورتيز تراهن على مستقبلها السياسي على الصعود في مجلس النواب، على الأقل في الوقت الحالي.
ورفضت أوساكايو كورتيز خوض تحديات أولية ضد عضوي مجلس الشيوخ الحاليين في ولايتها، كيرستن جيليبراند وتشاك شومر.
كما عززت علاقاتها مع الجيل الجديد من قادة مجلس النواب، بعد بداية صعبة خاصة مع رئيسة المجلس السابقة نانسي بيلوسي.
وتدفع أوساكايو كورتيز مستحقاتها لذراع الحملة الانتخابية وتتبرع لزملائها في المناطق المتأرجحة.
وقالت النائبة الديمقراطية جودي تشو إن النائبة الشابة "فعّالة للغاية، وهذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه الناس من هذه الانتخابات أننا لم يكن لدينا رسل فعّالون".
ولعبة القيادة التي تقوم بها أوساكا كورتيز لها آثار أوسع على حزبها حيث يقول الديمقراطيون الذين يقودون التحول إنهم يريدون قيادة جديدة يمكنها محاربة الإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
«لا انفصال»
تبذل أوساكا كورتيز وحلفاؤها قصارى جهدهم للإشارة إلى أنها لم تتخل عن حسن نيتها التقدمية أو ميلها إلى تحدي القادة الديمقراطيين، ولا سيما الانفصال عن كبار الديمقراطيين وجو بايدن بشأن الحرب في غزة خلال الحملة الرئاسية.
وحتى الآن، لا يزال كونولي قادرا على المنافسة حيث يمكنه الاعتماد على دعم كبار الديمقراطيين مثل نانسي بيلوسي.
وقالت النائبة الديمقراطية بيكا بالينت، وهي تقدمية مقربة من كورتيز: "نحن نتحدث دائمًا عن الفوز بالائتلافات، لكن هذا حقًا ما تفعله.. كما لو كنا نتطلع إلى عام 2026، لدينا أشياء نريد إنجازها ولن ننجزها ما لم نحصل على المقاعد في مجلس النواب".
ونجحت أوساكيو كورتيز في تحييد انتقادات طويلة الأمد من ديمقراطيين آخرين بأنها وزملاءها لم يدفعوا مستحقاتهم للجنة الحملة الديمقراطية في الكونغرس رغم جمعهم مبالغ ضخمة من التبرعات الشعبية بأنفسهم حيث أرسلت شيكًا لأول مرة في وقت سابق من العام الجاري.
ومنذ ذلك الحين، أرسلت 260 ألف دولار إلى لجنة الحملة الديمقراطية في الكونغرس وجمعت أو أعطت 54 ألف دولار للمشرعين المعرضين للخطر.
ويواجه كونولي أيضًا بعض التحديات الصحية في منافسته مع أوساكيو كورتيز حيث أعلن الشهر الماضي إصابته بسرطان المريء.