في محاولة لتوظيف التطورات في سوريا ولبنان وغزة لصالح سياسته في طهران، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسائل عدة للشعب الإيراني.
وفي شريط مسجل مترجم إلى اللغة الإيرانية، قال نتنياهو إن عشرات مليارات الدولارات التي أنفقها النظام الإيراني في سوريا ولبنان وغزة قد اختفت. وبدا واضحا من خلال كلماته أن نتنياهو «يحرض الإيرانيين ضد النظام الإيراني ويحاول تحريكهم ضده».
وليست هذه هي المرة الأولى التي «يحرض» فيها نتنياهو الإيرانيين، إذ سبق وأن وجه في الماضي رسائل مشابهة.
وشهدت الأشهر الماضية ضربات صاروخية متبادلة غير مسبوقة بين إسرائيل وطهران إلى حد اعتبرت فيه إسرائيل إيران بأنها الجبهة السابعة بعد الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان، والعراق واليمن وسوريا.
وفي حين تعتبر إسرائيل أنها حققت جزءا كبيرا من أهدافها في الجبهات المتعددة، فإنها ما زالت تعتبر أن الجبهة الإيرانية هي الأخطر.
وبعد أن سادت تقديرات بمهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية أوقفت هذه المخططات بانتظار تحديد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياساته تجاه إيران.
وبحسب تقديرات نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب سيعمد إلى فرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على إيران، في محاولة لدفعها إلى وقف برنامجها النووي والتدخل في دول المنطقة العربية.
رسائل تحريضية
وفي رسالته إلى الشعب الإيراني أراد نتنياهو أن يقول للإيرانيين إن «النظام أهدر أموالهم على مشاريع انهارت».
وأضاف: «شعب إيران: بينما نرى التاريخ يتكشف أمام أعيننا، لا أستطيع إلا أن أتخيل ما تشعرون به الآن، لقد أنفق مضطهدوكم أكثر من 30 مليار دولار لدعم الأسد في سوريا، اليوم، بعد 11 يومًا فقط من القتال، انهار نظامه إلى غبار»، دون أن يوضح أن التغيير في سوريا لم يأتِ نتاج عمل عسكري إسرائيلي أصلا.
وأضاف: «لقد أنفق مضطهدوكم مليارات الدولارات لدعم حماس في غزة، اليوم نظامهم في حالة خراب، ولقد أنفق مضطهديكم أكثر من 20 مليار دولار لدعم حزب الله في لبنان، في غضون أسابيع، اختفى معظم قادة حزب الله وصواريخه وآلاف الإرهابيين».
وتابع نتنياهو في رسالته إلى الإيرانيين: «الأموال التي سرقت منكم اختفت حرفيًا، لا بد وأنكم غاضبون من تخيل الطرق والمدارس والمستشفيات الجديدة التي كان من الممكن بناؤها بعشرات المليارات من الدولارات التي أهدرت في دعم الإرهابيين الذين يخسرون مرارًا وتكرارًا»، على حد قوله.
وأردف: «هل تعلمون لماذا يستمر مضطهدو إيران في الخسارة؟ ليس فقط لأنهم غير أكفاء، وهم كذلك، لكن لأنهم يسعون إلى غزو دول أخرى، وفرض الاستبداد الأصولي على الشرق الأوسط - على العالم بأسره»، بحسب تعبيره.
مغازلة؟
وسعى نتنياهو لمحاولة إيصال رسالة بأن العداء هو بين إسرائيل والنظام الإيراني وليس بينها وبين الشعب الإيراني، قائلا: «أريد أن أوضح. إسرائيل تريد السلام. إننا نريد السلام مع كل أولئك الذين يريدون السلام معنا حقًا، ولا أشك في أنكم، أيها الشعب الإيراني، تعلمون هذا، وأعلم أنه مثلما نريد السلام معكم، فإنكم تريدون السلام معنا، ولكنكم تعانون تحت حكم نظام يستعبدكم ويهددنا».
وأضاف: «هل تعلمون ما الذي يخيف هذا النظام حقًا؟ إنه يخافكم، أيها الشعب الإيراني، وأنا أعلم ذلك في يوم من الأيام. وفي يوم من الأيام سوف يتغير هذا. وفي يوم من الأيام سوف تتحرر إيران». وتابع مكررا شعارات للمعارضة الإيرانية: "المرأة، الحياة، الحرية".
وأردف نتنياهو: "هذا هو مستقبل إيران، هذا هو مستقبل السلام، ولا أشك في أننا سوف نحقق هذا المستقبل معًا ــ قبل وقت طويل مما يتصوره الناس، إنني أعلم وأعتقد أننا سوف نحول الشرق الأوسط إلى منارة للرخاء والتقدم والسلام». لكن من ناحية ثانية، فإن ثمة اتهامات إسرائيلية لنتنياهو بمحاولة توظيف التطورات في البلدان المجاورة لصالحه سياسيا في داخل إسرائيل نفسها.