عربي ودولي

تعزيز الرعاية البيطرية في الإمارات مدخل لزيادة الإنتاج الحيواني مع عُمان
تعزيز الرعاية البيطرية في الإمارات مدخل لزيادة الإنتاج الحيواني مع عُمان
تُعتبر الإدارة الصحية المستدامة للثروة الحيوانية عنصرا لا غنى عنه في تحقيق الأمن الغذائي للدول، إذ يتطلَب مراعاة تنامي الطلب على الغذاء وتحديات تغير المناخ الذي يؤثر سلبا على رقعة المراعي ووفرة الموارد المائية، وأيضا يسبب الأوبئة.

وتراهن دولة الإمارات على إحداث قفزة في الإنتاج الحيواني عبر تحصين قطعان الماشية، وإقامة شراكات محليا، ثم التوسع في منطقة الخليج، بهدف التحول من مرحلة الاكتفاء الذاتي إلى مرحلة التسويق خارجيا في المستقبل.

والمستحضرات والأدوية البيطرية أحد أهم العناصر الرئيسية في عمليات تطوير الإنتاج وحماية الصحة الحيوانية، وتزداد أهميتها لما لها من تأثير مباشر على الصحة العامة.

وفي ترجمة لهذا المسار أبرمت شركة الحكمة للأدوية البيطرية، ومقرها دبي، والتابعة لمجموعة أرمز، الخميس اتفاقية توزيع حصرية مع شركة جي.أتش أجري الأيرلندية تتضمن الأدوية والمكملات الصحية وحلول رعاية الثروة الحيوانية في الإمارات وسلطنة عمان.

وتهدف الشراكة إلى تعزيز دور الحكمة في الترويج لحلول صحية مستدامة لرعاية الحيوانات، وقد يسهم ذلك في ترتيبات لتعميق الشراكات بين كل من الإمارات وسلطنة عمان في هذا المضمار، لتكون فيما بعد نموذجا لتوسيع التجربة في باقي أسواق الخليج.

وبعد الحصول على موافقة وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات على تسويق منتجات الشركة الأيرلندية باتت الحكمة أول مزود للأدوية البيطرية التجانسية محليا.

وتتعلق الأدوية التي ستوزعها الحكمة بتحسين صحة وأداء الحيوانات، وأبرزها ريدوماست للوقاية وعلاج التهاب الضرع وخفض واستقرار معدلات الخلايا الجسدية في صناعة الألبان. وكذلك دواء بوفي بي.أل.آي للوقاية وعلاج عدوى الليبتوسبيروز والتهاب الأنف والقصبة الهوائية المعدي في قطاع الألبان والثروة الحيوانية.

وهناك أيضا دواء بوفي بي.أل.أس لعلاج السالمونيلا في قطاع الألبان والثروة الحيوانية، وكذلك سوبرسترايد بلس، وهو مكمل طبيعي بطيء التحرير يحتوي على فيتامينات ومعادن وعناصر نادرة للاستخدام في مزارع الألبان والأغنام والإبل والخيل.

ويمكن إعطاء جميع الأدوية من خلال الماء أو العلف الجاف دون الحاجة إلى إمساك الحيوانات، وهو أمر أكثر أمانا للقائمين على الرعاية وتربية المواشي على حد السواء.

وتنطوي هذه العملية على توفير كبير في التكاليف، حيث لا توجد فترات لسحب اللحوم أو الحليب، كما أنها مناسبة للبيئة. وجي.أتش أجري التي تأسست عام 1989 هي الشركة الوحيدة المسجلة لدى قسم الأدوية البيطرية بوزارة الزراعة الأيرلندية وهيئة تنظيم المنتجات الصحية بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي ووزارة الزراعة البريطانية.

كما أنها الوحيدة لتصنيع وبيع منتجات المعالجة التجانسية بالجملة والتفصيل في منشأة متوافقة مع ممارسات إنتاج تدخل في السلسلة الغذائية للاستهلاك البشري.

وعلق مؤسسها ورئيسها التنفيذي كيفين مكيو على الاتفاقية في بيان حصلت “العرب” على نسخة منه قائلا “متحمسون لنتائج الاتفاقية ونتطلع إلى آفاق واسعة لاستخدام منتجاتنا في مزارع الألبان والأغنام والجمال والخيل في الإمارات وسلطنة عمان.”

وهناك عدد من المنتجات الأخرى، التي سيتم تسجيلها في المنطقة خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك منتج الإجهاد الحراري لمساعدة الحيوانات على التعامل مع ظروف الطقس الحار الشديد.

وأضاف ميكو أن “جي.أتش أجري هي شركة رائدة عالميا في تطوير منتجات مبتكرة في الطب البيطري الطبيعي التي تقلل بشكل كبير من الأمراض في مزارع الحيوانات.”

وتُعد منتجات الشركة أول علاجات بيطرية تجانسية مسجلة في الإمارات، وهو ما يعتبر إنجازا مهما في منطقة الشرق الأوسط.

وتعمل الحكمة للأدوية البيطرية منذ تأسيسها في عام 2005 على توسيع شراكاتها مع المستشفيات الحكومية والخاصة والإسطبلات والعيادات في جميع أنحاء الإمارات.

وقالت المديرة العامة للشركة لينا بنشي “متحمسون لشراكتنا مع جي.أتش أجري، حيث سنقدم منتجات مبتكرة في مجال المعالجة التجانسية في الإمارات وسلطنة عمان.”

وأوضحت أن هذه المنتجات ليست لها فترة سحب للحليب أو اللحوم، وهو ما يدعم صحة الحيوان والإنسان على حد السواء. وتابعت “نعمل معا على تشكيل مستقبل أكثر صحة واستدامة للصناعة البيطرية.”

وازدهرت سوق الرعاية البيطرية والثروة الحيوانية في الإمارات ومن المتوقع أن تستمر في النمو في باقي دول الشرق الأوسط. كما يؤدي ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض في الحيوانات إلى زيادة الحاجة إلى تحسين الرعاية البيطرية، وهو ما يغذي الطلب في السوق.

وبحسب شركة غلوبال ماركت إنسايتس بلغ حجم سوق الخدمات البيطرية عالميا في نهاية العام الماضي 110.8 مليار دولار. ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي قدره 7.3 في المئة خلال الفترة بين عامي 2024 و2032.

وأوضح جيرالد كيرنان، المدير العام لمزرعة مساكن للألبان التابعة لشركة الإمارات للصناعات الغذائية، أنه بعد إجراء تجربة أولية شاملة، أسفرت الأدوية التي تم اختبارها في مزرعة ألبان مساكن عن انخفاض معدل التهاب الضرع.

وتبدو هذه الاتفاقية أرضية مهمة لتعميق التعاون الإماراتي – العماني، خاصة وأن للبلدين الأهداف نفسها في تنمية القطاعين الزراعي والحيواني من خلال سلسلة شراكات كان آخرها في أواخر 2022 ضمن جهود تعزيز أمن واستدامة وسلامة الغذاء.

وتمتلك الإمارات ثروة حيوانية مهمة، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الإبل يبلغ 450 ألف رأس، وقطعان الماعز والأغنام تقدر بنحو 5 ملايين رأس.

وتتوزع في أنحاء البلاد 53 مزرعة مرخصة للإنتاج، تشمل 17 مزرعة للدواجن اللاحمة والعدد نفسه للدواجن البياضة و14 مزرعة للأبقار ومزرعتين للإبل ومزرعتين للأغنام والماعز ومزرعة واحدة للأرانب.

أما بالنسبة إلى السلطنة فإن قطاع الإنتاج الحيواني المحلي من أهم الركائز الأساسية في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير حاجة البلاد إلى اللحوم والألبان.

وفي مايو الماضي أكد خلفان الشرجي، المدير العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة العمانية، أن جهود تحسين الخدمات البيطرية ساهمت بشكل واضح في تنمية الثروة الحيوانية.

وتظهر البيانات أن تعداد القطيع في السلطنة بلغ بنهاية 2023 نحو 3.9 مليون رأس، بينما وصل عدد العيادات البيطرية الحكومية الثابتة إلى 69 عيادة، بالإضافة إلى المستشفى البيطري بصلالة، وهناك أيضا 41 عيادة متنقلة.

12 ديسمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات