تقارير

الخلافات السياسية حول قوات درع الوطن اليمنية تعبر حدود حضرموت إلى المهرة
الخلافات السياسية حول قوات درع الوطن اليمنية تعبر حدود حضرموت إلى المهرة
أحيت أنباء غير مؤكدة عن إنشاء تشكيلات عسكرية تابعة لقوات درع الوطن الخاضعة لإمرة رئيس المجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ونشرها في محافظة المهرة اتهامات سابقة للمملكة العربية السعودية ببذلها مساعي لبسط نفوذها في المحافظة، كون المملكة هي المشرفة على تشكيل تلك القوات وتدريبها وتسليحها وإسناد قيادتها لأحد ثقاتها الضابط السلفي بشير الصبيحي.

وظهرت تلك القوات أول مرّة في محافظة حضرموت المجاورة للمهرة وأثارت خلافات سياسية حادّة بشأن دورها والغاية الحقيقية من إنشائها بعد أن احتجّت قوى ذات نفوذ في حضرموت على وجودها هناك معتبرة أنّ نفوذها هو المستهدف بنشرها في المحافظة.

وانصبّت الاتهامات الموجّهة للرياض من قبل جهات ممثلة لجماعة الإخوان المسلمين في المهرة وعلى صلة بدوائر النفوذ العُماني القوي في المحافظة بشكل مباشر صوب ما تقول تلك الجهات إنّه مشروع سعودي لمدّ أنبوب نفط من أراضي المملكة صوب ساحل المهرة المنفتح على بحر العرب فالمحيط الهندي بما من شأنه أن يختصر طريق تصدير الخام السعودي ويجنّبه المرور بمضيق هرمز الذي لا يخلو من توترات ومشاكل تثيرها إيران بين حين وآخر.

وقال المعترضون على نشر قوات درع الوطن في المهرة إنّ السعودية شرعت في توفير الأمن لاستئناف مشروعها لمد الأنبوب الذي بدأته قبل نحو سبع سنوات قبل أن يتوقّف.

ولم تظهر أيّ معطيات جدية على المشروع المذكور لكن نفس الجهات الناقدة للمملكة كانت قد بادرت منذ ذلك الحين إلى شنّ حملة ضدّه تمت ترجمتها إلى احتجاجات على الأرض ونصب اعتصامات وتنظيم تظاهرات قَبلية.

ويسود اليوم في المهرة مزاج شبيه بما كان سائدا في تلك الفترة وذلك بسبب أنباء إنشاء وحدات جديدة من قوات درع الوطن ونشرها في المحافظة.

وتناقلت وسائل إعلام مهتمة بشأن المهرة وذات ميول إخوانية ما قالت إنّه “معلومات” بشأن “ترتيبات يجري الاستعداد لها خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل تدريب وإنشاء تشكيلات عسكرية مسلحة داخل محافظة المهرة تحت مسمى درع الوطن.”

وورد في “المعلومات” التي سيقت من دون توثيق واضح لها أنّه تقرّر إسناد الإشراف على التشكيلات الجديدة لعبدالله مشديش وأن قوامها سيتم اختياره من “أبناء مديريات حصوين وقشن والمسيلة وسيحوت.”

الاتهامات الموجّهة للرياض انصبّت من قبل جهات ممثلة لجماعة الإخوان في المهرة وعلى صلة بدوائر النفوذ العُماني القوي في المحافظة

ونُقل عن “أحد المنتسبين” إلى هذه التشكيلات القول “إن القوة الأولى المخصصة للمهرة تم اعتمادها رسميا” وإن المشرفين عليها في “انتظار موافقة رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع في عدن للسماح لهم بإنشاء المعسكر ومنحهم المكان للتمركز فيه داخل أراضي المهرة، في حين أفاد منتسب آخر أن الدفعة الجديدة تم تسجيلها وتدريبها منذ مدة وأصبحت لديها الكثير من الخبرات وأن الحديث حاليا يدور حول اللقاء معها وتحديد المكان المناسب لتموضعها وإعادة تدريبها”.

وكان لافتا تركيز وسائل الإعلام الإخوانية  التي اهتمت بموضوع إنشاء قوات درع الوطن في المهرة على التوجهات السلفية للمشرفين على تلك القوات وصولا إلى اتّهام الرياض بإعادة استخدام عناصر إرهابية ذات صلة بتنظيم القاعدة.

وممّا ورد أيضا في تقارير الإعلام الإخواني في المهرة أن”غالبية من يتم تجنيدهم، ضمن قوات درع الوطن، ينتمون إلى جماعات سلفية متشددة”.

وعلى غرار ما حدث قبل سنوات شرعت دوائر منخرطة في صراع النفوذ بالوكالة في المهرة في الإعداد لحركة احتجاج جديدة مضادة للسعودية. وحذّر مسلم رعفيت رئيس الدائرة الأمنية في “لجنة اعتصام أبناء المهرة” من “أي تحركات أجنبية لتشكيل مجاميع متطرفة بالمهرة ومن خطورة جر المحافظة إلى أتون صراع طائفي عقائدي،” مؤكدا في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن “المهرة ترفض جميع التشكيلات العسكرية التي تتم خارج مؤسسات الدولة الرسمية”.

وأضاف قوله “اليوم نُفاجأ بوجود قوات أجنبية في المهرة تريد تحقيق مصالحها، على حساب تقويض أمن المحافظة واستقرارها، ونشر سموم الفتنة بين أبناء المحافظة، من خلال عمليات التجنيد لشخصيات سلفية متطرفة”.

وكتب وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب بدر كلشات عبر حسابه في منصة إكس أنّ “إنشاء معسكرات في الغيضة بين منازل المواطنين هو وهم لن يتحقق،” مضيفا “كل من يدفع بهذا الاتجاه يتحمل المسؤولية كاملة، وعواقب ذلك ستعود عليه بشكل غير متوقع”.

12 ديسمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات