تصدر مخدر الكبتاغون الواجهة مرة أخرى عقب الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، مع انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لصناديق مليئة بالمخدر في مستودع مقر عسكري يقع بالقرب من العاصمة السورية دمشق، بينما يأمل الأردن في توقف التهديد المباشر من تهريب المخدرات إلى أراضيه.
وذكرت تقارير إخبارية أن هذا المخدر حوّل البلاد إلى “دولة مخدرات” في عهد الأسد، ويعتبر أحد مصادر الدخل الرئيسية للنظام الذي واجه صعوبات اقتصادية بسبب العقوبات الدولية على سوريا وعلى العديد من المسؤولين في النظام.
وأكثر المتأثرين من هذه الأزمة هو الأردن الذي كان جيشه في حالة أشبه بالحرب مع عصابات تريد تهريب المخدرات عن طريق الأردن، ويترقب أن يكون الوضع أكثر راحة في التعامل مع حدوده المجاورة لسوريا.
◄ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي وصف سوريا بأنها رائد عالمي في إنتاج الكبتاغون، كانت تنتج 80 في المئة منه
وارتبط إنتاج الكبتاغون وانتشاره بوحدات عسكرية مثل الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وكانت تدعمها جماعات إيرانية مثل حزب الله مما جعلها مصدر دخل كبير للنظام الحاكم في دمشق وحلفائه غير الحكوميين، وفقاً لمسؤولين أمنيين إقليميين.
وخلال الأيام الأخير بعد سقوط نظام الأسد سيطر مقاتلو المعارضة على مراكز إنتاج الكبتاغون في المناطق الساحلية وحمص ودمشق.
وأدت التطورات عام 2011 وانهيار النظام السياسي والاقتصادي في لبنان إلى انتشار تجارة الكبتاغون في المنطقة، التي كانت تقض مضجع الدول المجاورة ومن بينها الأردن والعراق لتصل إلى وجهتها في الخليج.
وقدر معهد “نيو لاينز” للأبحاث في واشنطن أن سوق الكبتاغون العالمية تبلغ قيمتها حوالي 5.7 مليار دولار. فيما قدر “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية” المتابع لتجارة الكبتاغون في العالم العربي أن نظام الأسد حصل على متوسط 2.4 مليار دولار سنويا من هذا الدخل بين عامي 2020 و2022.
وأشارت التقديرات إلى أن أرباح المخدرات المهربة عبر لبنان كانت تقريبا ضعف عائدات الصادرات في سوريا.
وفي “قانون الكبتاغون”، الذي صدر عام 2023 بسبب زيادة إنتاج واستخدام الكبتاغون، ربطت الولايات المتحدة تجارة هذا المخدر، الذي عرّفته بأنه “تهديد أمني”، بنظام الأسد.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية 6 أشخاص، بينهم اثنان من أبناء أعمام الأسد، إلى قائمة العقوبات، على خلفية لعبهم دورا في إنتاج الكبتاغون وتصديره.
وبحسب مراقبين، فإن سوريا التي وصفها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (OFAC) بأنها “رائد عالمي” في إنتاج الكبتاغون، كانت تنتج 80 في المئة من هذه المادة المخدرة.
وجاء في تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن مناطق الخروج الرئيسية لشحنات الكبتاغون كانت سوريا ولبنان.
وذكر التقرير أن هذه الشحنات وصلت إلى دول الخليج العربية إما بصورة مباشرة عن طريق البر أو البحر أو غير مباشرة عن طريق مناطق أخرى.
وبحسب تقرير معهد الشرق الأوسط لعام 2021، ضُبطت كميات من الكبتاغون سورية الصنع بقيمة تقارب 6 مليارات دولار خارج حدود سوريا.
ولفت إلى أنه في أبريل 2022 وحده، تم ضبط 25 مليون حبة كبتاغون بقيمة 500 مليون دولار في دول مجاورة لسوريا.