كشف شركة أبل الأميركية أنها ستدشن أعمالها التجارية في السعودية خلال العام 2026 مع افتتاح باكورة متاجرها بمنطقة الدرعية التاريخية، على أن يليه افتتاح عدد آخر من المتاجر، في إطار خططتها للتوسع في منطقة الخليج العربي.
وذكرت أبل في بيان صادر الاثنين أنها ستطلق متجرا عبر الإنترنت في البلد خلال صيف 2025، مع خدمة دعم مباشر منها باللغة العربية، وذلك للمرة الأولى.
وقال تيم كوك رئيس الشركة “متحمسون للتوسع هنا في السعودية مع إطلاق متجر أبل ستور عبر الإنترنت العام المقبل، وأول مواقع متاجر أبل ستور الرئيسية بدءا من 2026، بما في ذلك متجر شهير في موقع الدرعية المذهل الذي سيأتي في وقت لاحق.”
وأضاف “فرقنا تتطلع إلى تعزيز علاقتنا مع المستهلكين، وتقديم أفضل ما لدى أبل لمساعدة الناس في هذا البلد على اكتشاف شغفهم، وتعزيز أعمالهم، والارتقاء بأفكارهم إلى آفاق أوسع.”
وتعد الدرعية التي تقع شمال غرب العاصمة الرياض أحد مواقع التراث العالمي المدرجة على لائحة اليونسكو، وتبلغ كلفة إنشاء المدينة 64 مليار دولار وفق جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية التي تتبع صندوق الثروة السيادية.
وتمثل الخطوة أحدث تحرك من الشركة الأميركية العملاقة في السعودية، بعد أن أنفقت ما يزيد عن 2.67 مليار دولار مع شركات في أنحاء البلاد على مدى السنوات الخمس الماضية، حسب البيان.
ووصفت أبل توسعها بقطاع التجزئة في السعودية بأنه يتكامل مع استثماراتها وأنشطتها الحالية بالبلد، ويشمل ذلك إطلاقها أول أكاديمية للمطورين في المنطقة، بالشراكة مع الحكومة السعودية، وأكاديمية طويق، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
وأعطى اختيار أبل السعودية في عام 2021 كمركز له ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمحة عن الجهود التي بذلها المسؤولون طيلة السنوات الأخيرة من أجل جذب عمالقة وادي السيليكون للاستثمار في البلد الخليجي.
ورغم أن الخطوة تأتي لتوفير الوظائف للسعوديين، وتحقيق عوائد أكبر لخزينة البلد في إطار سياسة تنويع الاقتصاد في ظل عصر النفط الرخيص، إلا أنها تعكس اهتمام الحكومة بأن تكون على خارطة العالم من حيث التجارة والاستثمار أسوة بمدن خليجية أخرى.
وقررت الشركة إقامة أكاديمية مطوري أبل في العاصمة الرياض التي خصصت في مرحلتها الأولى للمبرمجات والمطورات، دعما لجهود تمكين المرأة والإصلاحات الاجتماعية المتتالية.
وتتعزز خدمات أبل في السعودية تدريجيا كذلك، حيث انضمت الرياض إلى أكثر من 250 مدينة يمكن للمستخدمين فيها استخدام خدمة الدفع أبل باي في وسائل النقل العامة مع افتتاح قطار الرياض الجديد في وقت سابق هذا الشهر.
ويتزامن توسع أبل في السعودية مع تمكن الشركة بصعوبة من تحقيق نمو في مبيعات الهواتف الذكية عالميا خلال العام الحالي، حسب دراسة مستقلة أجرتها شركة الأبحاث آي.دي.سي.
وزادت مبيعات الشركة والمنافسين لها من أجهزة الهاتف بنسبة 6.2 في المئة أو ما يُقدر بنحو 1.24 مليار وحدة في عام 2024، لكن من المحتمل أن تكون أحجام مبيعات أجهزة أيفون قد ارتفعت بنسبة 0.4 في المئة فقط.
ورغم ذلك، تظل أبل إلى حد بعيد رائدة في تحقيق الأرباح، إذ يتجاوز متوسط سعر بيع هاتف أيفون الذي تنتجه الشركة ألف دولار، بينما يبلغ متوسط أسعار الهواتف المنافسة التي تستخدم نظام تشغيل أندرويد حوالي 295 دولارا.