تعتزم إسرائيل تكثيف غاراتها الجوية على مخازن الأسلحة المتطورة في سوريا مع احتفاظها بوجود "محدود" لقواتها على الأرض هناك على أمل درء أي تهديد قد ينشأ في أعقاب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وفق ما قال مسؤولون اليوم الاثنين لرويترز، فيما أدان الأردن ومصر احتلال الدولة العبرية أراض في جنوب سوريا.
وراقبت إسرائيل الاضطرابات في سوريا بمزيج من الأمل والقلق مع تقييم تداعيات أحد أهم التحولات الاستراتيجية في الشرق الأوسط منذ سنوات.
وفي حين أدت الإطاحة بالأسد إلى القضاء على معقل كانت إيران، العدو اللدود لإسرائيل، تمارس من خلاله نفوذا في المنطقة فإن التقدم السريع الذي أحرزته مجموعة متباينة من فصائل معارضة لها أصول مرتبطة بالإيديولوجية الإسلامية لتنظيم القاعدة يشكل خطرا بالنسبة إلى إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش "سيدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أنحاء سوريا، بما في ذلك صواريخ سطح-جو وأنظمة دفاع جوي وصواريخ سطح-سطح وصواريخ كروز وصواريخ بعيدة المدى وأنظمة صواريخ ساحلية".
وسيطرت إسرائيل على مناطق في محافظة القنيطرة، جنوبي سوريا، ومرتفعات الجولان المحتل، وذلك بالتزامن مع سلسلة غارات استهدفت عشرات المواقع.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الغارات الجوية ستستمر في الأيام المقبلة، فيما قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن إسرائيل ليس لديها مصلحة في التدخل في الشؤون الداخلية السورية بل تهتم فقط بالدفاع عن مواطنيها.
وقال ساعر للصحافيين في القدس "لذلك نهاجم أنظمة الأسلحة الاستراتيجية مثل الأسلحة الكيميائية المتبقية أو القذائف والصواريخ بعيدة المدى حتى لا تقع في أيدي المتطرفين".
وتسعى إسرائيل إلى درء أي تهديد مستقبلي من سوريا.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أزالت بالفعل ألغاما أرضية وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان التي تحتلها وبين قطاع منزوع السلاح على حدود سوريا في أكتوبر.
وفي وقت مبكر من صباح الأحد قال الجيش إنه أرسل قوات برية إلى المنطقة منزوعة السلاح. ونشر الجيش اليوم الاثنين صورا لقوات خاصة إسرائيلية في منطقة جبل الشيخ السورية.
وقال ساعر إن الوجود العسكري محدود للغاية. وأضاف "الوجود العسكري في الأساس بالقرب من حدودنا، في بعض الأحيان على بعد مئات الأمتار، وفي بعض الأحيان على بعد ميل أو ميلين. إنها خطوة محدودة للغاية ومؤقتة اتخذناها لأسباب أمنية".
ودان الأردن الإثنين "احتلال" إسرائيل المنطقة العازلة في جنوب سوريا المحاذية للجزء الذي تحتله الدولة العبرية من هضبة الجولان منذ العام 1967.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال جلسة لمجلس النواب "ندين دخول إسرائيل إلى الأراضي السورية وسيطرتها على المنطقة العازلة"، واصفا ذلك بـ"العدوان"، ومعتبرا إياه "خرقا للقانون الدولي، وتصعيدا غير مقبول، واعتداء على سيادة دولة عربية".
وأضاف الصفدي "نرفض هذا العدوان رفضا قاطعا ونؤكد أننا عندما نتحدث عن وحدة سوريا ووحدة أراضيها وتماسكها"، و"هذا يشمل أيضا وحدة أراضيها في ما يتعلق بالحدود مع إسرائيل".
وبدورها، أدانت مصر، الاثنين، احتلال الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا.
وقال بيان للخارجية المصرية، "تدين جمهورية مصر العربية بأشد العبارات استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثل احتلالا لأراض سورية، ويعد انتهاكا صارخا لسيادتها ومخالفة صريحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974".
وفرض الجيش الإسرائيلي مساء الأحد حظرا للتجوّل في خمس بلدات تقع ضمن المنطقة العازلة في جنوب سوريا، بعد سقوط حكم الأسد الذي فرّ من البلاد الى روسيا.
وجاء ذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار اتفاق "فض الاشتباك" للعام 1974 مع سوريا بشأن الجولان، بعد انسحاب القوات السورية من كل المنطقة الحدودية، وأنه أمر الجيش بـ"الاستيلاء" على المنطقة العازلة لمنع مجموعات معادية لإسرائيل من التمركز فيها.
وتراقب قوة من الأمم المتحدة المنطقة المنزوعة السلاح منذ العام 1974.
وأكدت مصر وفق البيان أن "الممارسات الإسرائيلية تخالف القانون الدولي وتنتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتعد انتهازا لحالة السيولة والفراغ في سوريا لاحتلال مزيد من الأراضي السورية لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي".
وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى الدولية بالاضطلاع بمسئولياتها واتخاذ موقف حازم من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بما يضمن سيادتها على كامل أراضيها.