تندرج الحروق ضمن الإصابات الشائعة لدى الأطفال؛ حيث كثيرا ما يتعرض الجلد لحروق بسبب انسكاب كوب شاي ساخن أو لمس صينية ساخنة أو إيقاع شمعة. فما مدى خطورة هذه الحروق؟ وكيف يتعامل الوالدان معها؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، أوضحت غرفة الصيادلة في ولاية ساكسونيا السفلى بألمانيا أنه حتى السوائل، التي تبلغ درجة حرارتها 40 درجة أو أكثر، يمكن أن تسبب ضررا كبيرا لجلد الأطفال.
وكلما طالت مدة ملامسة الجلد للسوائل، زاد الضرر. ولذلك ينبغي في حالة انسكاب الشاي الساخن على جلد الطفل إزالة الملابس المبللة، بما في ذلك الحفاض، بسرعة من جسم الطفل؛ نظرا لأنها تخزن الحرارة.
وإذا التصقت الملابس بالجرح، فلا يجوز إزالة القماش ببساطة؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الإصابة، ولكن من الأفضل قص القماش الملتصق بالجرح بواسطة مقص.
ويصنف الأطباء إصابات الحروق إلى درجات مختلفة على النحو التالي:
إصابات الدرجة الأولى: يكون الجلد أحمر وجافا ومتورما ومؤلما، كما يكون الجرح مغلقا ولا توجد أي بثور حروق ظاهرة.
إصابات الدرجة الثانية: تظهر هنا بثور الحروق ويكون الألم أكبر. ويتم تقسيم إصابات الدرجة الثانية إلى إصابات الدرجة 2أ، والتي تشفى تماما خلال 14 يوما دون ترك ندبات، وإصابات الدرجة 2ب، والتي تكون أعمق، وهي تشفى فقط بالتندب، وعادة ما تتطلب عملية جراحية.
إصابات الدرجة الثالثة: هنا يمتد الضرر إلى الأنسجة تحت الجلد، ويتم تدمير الجلد بالكامل وتكون قاعدة الجرح جلدية إلى متفحمة. وفي هذه الحالة يجب إجراء عملية زرع الجلد.
وأشارت غرفة الصيادلة إلى أنه من الأفضل تغطية الإصابات من الدرجة الثانية فصاعدا بقطعة شاش مغلفة بالمعدن أو بضمادة سريعة لا تلتصق بالجرح إلى أن يتم الخضوع للرعاية الطبية. وإذا لم يكن هذا متاحا للوالدين، فيمكنهم حينئذ وضع قطعة قماش خالية من الوبر على الحرق.
ولا يجوز للوالدين تبريد الحروق لدى الأطفال في السنة الأولى من حياتهم؛ حيث هناك خطر أن يتعرض الجسم للبرودة الشديدة. وإذا كان الطفل أكبر سنا، فيمكن للوالدين تشغيل الماء الفاتر (حوالي 20 درجة) على الحروق لمدة 10 دقائق تقريبا.
ولا يجوز القيام بذلك إذا كانت الإصابات واسعة النطاق وتؤثر على أكثر من 15 في المئة من سطح الجسم؛ حيث هناك خطر أن يتعرض الجسم للبرودة الشديدة.
وحذرت غرفة الصيادلة من اللجوء إلى الوصفات المنزلية مثل الزيت أو الدقيق أو العسل أو الخل لعلاج الحروق؛ حيث إنها يمكن أن تسبب ضررا، وغالبا ما تجعل من الصعب على الأطباء تقييم الجرح. وتتمتع مستحضرات الجل واللوشن ذات الأساس المائي بتأثير مبرد، ومن ثم تعمل على تخفيف الحكة والألم.
وعلى العكس من ذلك، لا يجوز استخدام المراهم الدهنية؛ نظرا لأنها تخلق طبقة على الجلد غير منفذة للهواء والماء، مما يؤدي إلى تراكم الحرارة تحتها. كما لا يجوز ثقب بثور الحروق؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى دخول الجراثيم إلى الجرح، مما يتسبب في حدوث التهابات.