عربي ودولي

القمة الخليجية تتجنب التطورات في سوريا
القمة الخليجية تتجنب التطورات في سوريا
انتهت القمة الخليجية التي عقدت في الكويت الأحد دون أن يتطرق بيانها الختامي وكلمات الحضور إلى ما يجري من تطورات خطيرة في سوريا رغم كونها الأكثر حضورا ومتابعة، حتى أنها غطت على ما يجري في غزة ولبنان.

وركزت القمة على القضية الفلسطينية والحرب في غزة مع إهمال وضع تصور واضح أو خطة لتمويل إعادة الإعمار في لبنان، وهو ما يعزز توقعات سابقة بعزوف دول الخليج عن المساهمة في إعادة إعمار ما تم تدميره خلال الأشهر الماضية في لبنان.

وقال وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا إن مؤتمر القمة الذي جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الأحد في الكويت لم يتطرق إلى التطورات الحادثة في سوريا.

تجاهل القمة لما يجري في سوريا يبدو غريبا، خاصة بعد استعادة دمشق مقعدها في الجامعة العربية

وقال الوزير في رد على سؤال عقب انتهاء مؤتمر القمة وتلاوة البيان الختامي دون ذكر سوريا “لم يُطرح هذا الموضوع.”

ويبدو تجاهل القمة لما يجري في سوريا غريبا خاصة بعد استعادة مقعدها في الجامعة العربية وحضور الرئيس بشار الأسد اجتماعات القمة العربية وسط تكهنات بأن يكون السبب تجنب إثارة خلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي وقطر، الدولة الخليجية الوحيدة التي مازالت تعارض التطبيع مع الأسد وتدعم الفصائل المسلحة المعارضة في سوريا.

ورجحت أوساط خليجية أن تكون اليد القطرية حاضرة في منع تسجيل التطورات السورية حضورا في القمة.

وحضر القمة إلى جانب أمير الكويت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ونظيره البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء العماني، فهد بن محمود آل سعيد.

وتوغل مقاتلون من المعارضة في مدينة حلب السورية شرقي محافظة إدلب مساء الجمعة، ما أجبر الجيش على إعادة الانتشار في أكبر تحد للرئيس بشار الأسد منذ سنوات.

وأعادت السعودية فتح سفارتها في سوريا هذا العام، وعينت سفيرا جديدا لها هناك في مايو بعدما قطع البلدان العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عشرة أعوام، وهو ما مثل أهم تطور آنذاك في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي نأت عنه دول غربية وعربية عديدة بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.

وهيمنت القضية الفلسطينية بشكل عام والصراع في غزة على البيان الختامي للقمة الخليجية الذي ندد بالإبادة الجماعية في غزة ودعا إلى وقف إطلاق النار، مع تثمين وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان.

ولم يتطرق البيان إلى مسألة إعادة الإعمار في لبنان وهو ما يعد خيبة أمل للبنانيين الذين يراهنون على دول الخليج لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

ومن المتوقع أن يزور المسؤولون اللبنانيون، وعلى رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دول الخليج خلال الفترة المقبلة، حاملين معهم أرقام تكاليف ما تم تدميره.

وتكبد لبنان خسائر باهظة جراء الحرب. ويقدر البنك الدولي كلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن فقط بـ3 مليارات دولار، إذ دمرت إسرائيل حوالي 100 ألف وحدة سكنية معظمها في مناطق نفوذ حزب الله في الضاحية والجنوب والبقاع.

لكن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام قال الجمعة إن الخسائر التي لحقت بالقطاعات الأساسية في الأراضي اللبنانية كافة جراء العدوان الإسرائيلي تتراوح بين 15 و20 مليار دولار، وفق التقديرات الأولية.

وتلا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي البيان الختامي للقمة، مؤكدا على ضرورة “وقف جرائم القتل والعقاب الجماعي في غزة، وتهجير السكان وتدمير المنشآت المدنية والبنية التحتية، بما فيها المنشآت الصحية والمدارس ودور العبادة.”

وطالب المؤتمر بالتدخل لحماية المدنيين ووقف الحرب ورعاية مفاوضات جادة للتوصل إلى حلول مستدامة، مؤكدا مواقفه السابقة تجاه القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.

ورحب قادة دول الخليج باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، متطلعين إلى أن يكون ذلك خطوة نحو وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم.

كما رحب القادة باستمرار الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان مع كافة الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية.

وطالب البيان الختامي بتعزيز مكانة المنطقة كمركز دولي للأعمال والاقتصاد واستمرار الجهود الرامية إلى التنوع الاقتصادي المستدام وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة والتعامل الناجح مع مشكلة التغير المناخي.

02 ديسمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات