في الوقت الذي تنشد فيه حركة حماس اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة وأوفدت قادتها إلى العاصمة المصرية لبحث الملف، نشرت مقطعا مصورا لرهينة من جنسية أمريكية-إسرائيلية، يناشد فيه الرئيس المنتخب إطلاق سراحه.
وبحسب المقطع الذي نشرته «حماس»، اليوم السبت، فإن الرهينة الأمريكي قال إنه لا يريد أن ينتهي به الأمر مثل الرهينة الأمريكي هيرش غولدبرغ بولين الذي قُتل على يد أسراه.
وأشار إلى أنه ظل محتجزا لأكثر من 420 يوماً، وهو ما يثير احتمال أن يكون الفيديو قد تم تصويره خلال الـ24 ساعة الماضية، داعيا ترامب إلى استخدام نفوذه و«القوة الكاملة للولايات المتحدة».
ولم يصدر تعليق حتى الآن من عائلة الرهينة عيدان ألكسندر (20 عاما) أو من السلطات الإسرائيلية التي وصفت مقاطع سابقة مماثلة بأنها حرب نفسية قاسية.
ويُعتقد أن نصف الرهائن الأجانب والإسرائيليين المتبقين في غزة البالغ عددهم 101 تقريبا لا يزالون على قيد الحياة، وجميعهم -باستثناء أربعة منهم- تعرضوا للخطف خلال الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.
ماذا يعني ذلك المقطع؟
يقول موقع «أكسيوس» الأمريكي إن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها مقطع فيديو لألكسندر منذ احتجازه كرهينة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فيما اعتبر مسؤول إسرائيلي المقطع بمثابة إشارة إيجابية من جانب حماس.
وأعطت عائلة الشاب، يدعى إيدان ألكسندر وهو إسرائيلي-أمريكي، موافقتها على نشر الفيديو.
وجاء في بيان لمنتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة أن «الفيديو الصادم لإيدان الإسرائيلي-الأمريكي هو دليل واضح على أنه ما زال هناك رهائن على قيد الحياة، على الرغم من الشائعات، وأن هؤلاء يعانون بشكل كبير».
وتابع البيان «بعد مرور عام على الاتفاق الأول والوحيد، من الواضح للجميع أنه لا يمكن إعادة الرهائن إلا باتفاق».
مفاوضات عالقة
والمفاوضات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار عالقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أن وفدا من حماس وصل إلى القاهرة اليوم السبت لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين لوقف إطلاق النار وبحث سبل التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح باقي الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
وناقش الرئيس بايدن وترامب هذه القضية خلال اجتماعهما الذي استمر ساعتين في المكتب البيضاوي قبل أسبوعين.
كما جرى التطرق إلى هذه القضية خلال اجتماع بين مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ومستشار الأمن القومي القادم لترامب النائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا)، وفي محادثة بين كبير مستشاري بايدن في الشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال بايدن لنتنياهو، خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء، إنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يجب أن ينصب التركيز الآن على التوصل إلى اتفاق في غزة، فيما رد نتنياهو بأنه يريد المحاولة.
وقال السيناتور ليندسي غراهام (جمهوري من كارولاينا الجنوبية) في مقابلة مع موقع «أكسيوس» إن ترامب يريد رؤية وقف إطلاق النار وصفقة إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025.
غراهام أضاف أن «ترامب عازم أكثر من أي وقت مضى على إطلاق سراح الرهائن، ودعم وقف إطلاق النار الذي يشمل صفقة الرهائن، إنه يريد أن يرى ذلك يحدث الآن».
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل لديها مؤشرات على أن حماس مستعدة لأن تكون أكثر مرونة بشأن العديد من النقاط الشائكة في المفاوضات، بما في ذلك الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي من ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن «حماس تشير إلى استعدادها لتقديم بعض التنازلات، لكنها تريد أن ترى مثل هذه الرغبة الإسرائيلية أيضاً، وتريد حماس الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، لكنها تريد من إسرائيل أن تظهر المزيد من المرونة».