أثار أكبر هجوم منذ سنوات لفصائل مسلحة سورية ضد القوات الحكومية مخاوف من إعادة إشعال حرب أهلية، ظلت خامدة لسنوات.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإنّ الهجوم غير المسبوق يثير مخاوف من دفع البلاد إلى أتون حرب أهلية خبت جذوتها لسنوات عقب توجيه الجيش السوري ضربات موجعة للجماعات المسلحة.
وأشار التقرير إلى أن سوريا، التي لم تشارك بشكل مباشر في الصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط خلال العام الماضي، كانت أراضيها منذ فترة طويلة ساحة معركة بالوكالة للقوى الدولية، وفق تعبيره.
ولسنوات، نفذت إسرائيل ضربات قاتلة في سوريا، قائلة إنها تستهدف مسلحين مدعومين من إيران، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني، وتصاعدت تلك الهجمات في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال الجيش الإسرائيلي إن بعض هذه الضربات تهدف إلى قطع تدفق الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية بين حزب الله وإيران، حيث تشتبه في تدفق الأسلحة والأموال من إيران عبر الحدود السورية إلى حزب الله في لبنان.
وبدأ الهجوم الجديد للفصائل المسلحة يوم الأربعاء في محافظة حلب في شمال غرب سوريا، وتقدمت الفصائل الخميس، وسيطرت على عدة قرى جديدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من هم المتمردون؟
يمثل هذا الهجوم اتحادًا لعدة فصائل متمردة تشكل بقايا مجموعة واسعة من جماعات مسلحة. ومنذ عام 2011، خاضت هذه الجماعات معارك شرسة ضد الحكومة السورية، واحتلت في مرحلة ما مساحات واسعة من البلاد.
الجماعة الرئيسية هي "هيئة تحرير الشام"، وهي فصيل كان مرتبطًا سابقًا بتنظيم القاعدة الإرهابي، وتسيطر على معظم الأراضي الشمالية الغربية التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين.
كما انضمت "عدة مجموعات متمردة مدعومة من تركيا إلى الهجوم"، وفقًا لقادة الجماعات والمرصد.
على الرغم من وجود خصم مشترك، إلا أن الفصائل المتمردة غالبًا ما تقاتلت فيما بينها، مما أضعف تماسكها وقدرتها على تحدي الجيش السوري.
ما هي أهداف الهجوم؟
في بيان مصور أعلن فيه الهجوم، قال المقدم حسن عبد الغني، القائد العسكري لغرفة عمليات المعارضين المسلحين، إن الهجوم يهدف إلى وقف الغارات الجوية السورية والهجمات الأخرى على المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
وقال: "لدفع نيرانهم بعيدًا عنا، هذه العملية ليست خيارًا، إنها واجب للدفاع".
ماذا تقول الحكومة السورية؟
ذكرت وسائل الإعلام الحكومية السورية يوم الخميس أن القوات الحكومية تواجه "هجومًا إرهابيًا واسع النطاق" على القرى والبلدات والمواقع العسكرية.
وقالت الحكومة إنها ترد "بالتعاون مع القوات الصديقة"، دون تحديد من هي تلك القوات إلا أنها أشارت إلى إلحاقهم خسائر فادحة.