من المنتظر أن تحتضن تونس في شهر ديسمبر المقبل الدورة الرابعة للمنتدى الدولي للأمن السيبراني، وذلك تحت شعار “الثقة والأمن السيبراني: ابتكارات وإستراتيجيات رائدة من أجل مستقبل رقمي أكثر أمنا”، وهو ما يمثّل حسب الخبراء فرصة لتطوير إمكاناتها في المجال.
ويأتي ذلك في وقت يؤكد فيه مراقبون تونسيون وجود ثغرات في الأنظمة المعلوماتية بالبلاد، مطالبين المؤسسات بالمزيد من اليقظة والحذر من إمكانيات اختراق مواقعها.
ويعرّف الخبراء الجريمة الإلكترونية بالجريمة التقنية التي تنشأ في الخفاء وتوجه للنيل من الحق في المعلومات المنقولة عبر نظم وشبكات المعلومات وفي مقدمتها الإنترنت، وتظهر مدى خطورتها في الاعتداءات التي تمس حياة الأفراد الخاصة وتهدد الأمن والسيادة الوطنيين.
◄ خلال أشغال المنتدى سيتم تقديم جلسات رفيعة المستوى وكلمات رئيسية من قبل خبراء دوليين، إلى جانب موائد مستديرة متخصصة
ويتنزل هذا الحدث الدولي الهام، وفق ورقة تقديمية، في إطار مواصلة تعزيز المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات العمل العربي المشترك وترسيخ إستراتيجيتها من أجل مستقبل رقمي عربي ذكي آمن ومستدام.
ويهدف المنتدى إلى استكشاف أحدث الحلول التقنية ووضع إستراتيجيات مبتكرة للتعامل مع التحديات الناشئة وضمان حماية البيئة الرقمية في المنظمة العربية، فضلا عن تعزيز الحوار الإقليمي والدولي وتوفير منصة رائدة تجمع بين الخبراء وصناع القرار لتبادل الأفكار وتطوير إستراتيجيات فعالة للتصدي للتحديات الراهنة واستشراف الفرص المستقبيلة.
كما يطمح المنتدى، بحسب القائمين عليه، إلى استكشاف الاتجاهات والتقنيات الناشئة في مجالي الأمن السيبراني والثقة الرقمية ومناقشة إستراتيجيات تعزيز الصمود المؤسسي في مجابهة المخاطر السيبرانية، بالإضافة إلى تبادل التجارب وأفضل الممارسات في مختلف القطاعات، وتعزيز التواصل والتعاون بين أصحاب المصلحة الرئيسيين الفاعلين في المجال.
وستشهد هذه التظاهرة، التي ستقام تحت إشراف وزير تكنولوجيات الاتصال سفيان الهميسي، وبالتعاون مع الوكالة الوطنية للسلامة السيبرانية، حضورا متميزا لوفود رفيعة المستوى، بما في ذلك مديرو الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية، إلى جانب قادة الصناعة وصناع السياسات والأكاديميين والباحثين والخبراء الدوليين البارزين في مجالي الأمن السيبراني والثقة الرقمية.
وسيتم خلال أشغال المنتدى تقديم جلسات رفيعة المستوى وكلمات رئيسية من قبل خبراء دوليين، إلى جانب موائد مستديرة متخصصة وورشات عمل تدريبية ترمي إلى تعزيز بيئة رقمية عربية آمنة ومرنة ومستدامة، تمهد الطريق لمستقبل ذكي وآمن يلبي تطلعات التحول الرقمي في المنطقة.
وبالموازاة مع هذا الحدث، ستستضيف المنظمة الاجتماع الـ18 لفريق العمل العربي لشؤون الإنترنت والاجتماع الثاني لفريق تنسيق العمل بين المنظمات العاملة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، إلى جانب تنظيم دورة تدريبية حول “حوكمة البيانات” بالتعاون مع تحالف أفريقيا الذكية.
ويعد الأمن السيبراني من الرهانات الهامة في مستقبل الحكومات والشعوب، وسط سباق عالمي على أشّده من أجل الحصول على المعلومات وتوظيفها حسب المصالح والأهداف الشخصية.
ويؤكد مراقبون أن في ظل ضعف القوانين التونسية تتضرر الشركات بشكل متواتر من عمليات القرصنة المتكررة.
ويطرح تزايد الجريمة الإلكترونية تحديا أمام الحكومة التونسية، كسائر دول العالم التي تتربص بها تهديدات سيبرانية عابرة للحدود خاصة في أوقات الأزمات الطارئة.
واحتلت تونس المرتبة الـ64 عالميا في مؤشر الأمن السيبراني (مؤشر يقيس مدى جاهزية الدول لمنع التهديدات الإلكترونية واستعدادها لإدارة الحوادث السيبرانية)، وفقا لتقرير أعدته أكاديمية الحكومة الإلكترونية في إستونيا. كما تحتل تونس المركز الرابع عربيا وفقا للتقرير ذاته الذي صدر في يونيو 2018.
ويتعلق الأمن السيبراني بحماية المواقع والحسابات من الاختراق الذي ينفذه قراصنة سواء كانوا أشخاصا أو مجموعات بهدف سرقة المعلومات والبيانات أو السطو على الحسابات المصرفية أو لتعطيل عمل موقع ما أو للتحكم فيه.
وتعد المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات منظمة حكومية عربية متخصصة، تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتهدف إلى المساهمة في تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصال في البلدان العربية وتوفير الآليات الضرورية لدعم التعاون والتكامل في المجال بين أعضاء المنظمة وتطوير سياسات وإستراتيجيات مشتركة لنشر النفاذ العادل والمستدام إلى التكنولوجيا وتطويعها لخدمة أهداف التنمية الاقتصادية وتحقيق الرقي الاجتماعي في المنطقة العربية.