رغم تأكيد وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي على «أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية»، قصفت المدفعية الإسرائيلية مركزا للجيش اللبناني في العامرية، جنوب لبنان.
قصف أسفر عن مقتل عسكري وإصابة ١٨ آخرين، جروح بعضهم بالغة، فضلا عن تعرض المركز لأضرار جسيمة، حسب بيان الجيش اللبناني، مما أثار تساؤلات حول نوايا إسرائيل، في الوقت الذي يسعى فيه المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى التوصل لوقف لإطلاق النار يعيد الهدوء إلى الساحة اللبنانية.
تصعيد حزب الله وإسرائيل لمستوى جديد.. وبوريل: لبنان على شفير الانهيار
ويقع المركز العسكري -الذي تعرض للقصف- على طريق القليلة-صور، في القطاع الغربي لجنوب لبنان، الذي يعد قريبا من الناقورة، حيث مقر قوات "اليونيفيل" الدولية.
اشتعال النيران جراء قصف مركز للجيش اللبناني جنوب لبنان
وشوهدت آليات عسكرية مُحترقة وأخرى محطمة، ما يشير إلى شدة القصف الإسرائيلي، وهرعت قوات الإسعاف والدفاع المدني والإطفاء إلى موقع الهجوم لإطفاء الحرائق وإجلاء الجرحى.
فما الرسالة الإسرائيلية من القصف؟
اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن استهداف إسرائيل بشكل مباشر مركزا للجيش في الجنوب وسقوط قتلى وجرحى، يمثل «رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701».
وفي بيان نشره حساب رئاسة مجلس الوزراء على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، قال ميقاتي إن «هذا العدوان المباشر يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة على الجيش والمدنيين اللبنانيين، وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان».اشتعال النيران جراء قصف مركز للجيش اللبناني جنوب لبنان
وأكد أن رسائل إسرائيل تشير إلى رفضها «لأي حل»، مضيفا «كما انقلبت على النداء الأمريكي-الفرنسي لوقف إطلاق النار في سبتمبر/أيلول الماضي، ها هي مجددا تكتب بالدم اللبناني رفضا للحل الذي يجري التداول بشأنه».
وشدد على أن الحكومة اللبنانية عبّرت عن التزامها بتطبيق القرار الدولي 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، داعيا دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد.
مساران منفصلان
من جانبه، قال الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن هذا القصف المباشر للجيش اللبناني يؤكد أن «هناك انفصالا بين المسارين السياسي والعسكري، اللذين يتبعهما الجيش الإسرائيلي في لبنان».
وأوضح الخبير العسكري المصري أن «الجيش الإسرائيلي يريد أن يقول إنه غير معني لا بالجيش اللبناني ولا بقوات الطوارئ الدولية (..) فأي منطقة يطالها قصفه في جنوب لبنان، ويمكن أن توجد فيها عناصر حزب الله سيضربها دون النظر إلى القوة المسيطرة عليها».
ورأى أن حدوث هذا الاستهداف بعد ساعات من اتصال وزيري الدفاع الأمريكي والإسرائيلي لا يحمل أي دلالات، فـ«العسكريون في ميدان القتال لا يحكمهم ما يدور في الغرف المغلقة، ولا ينظرون مثلا إلى أثر قصف كهذا بعد اتصال بين واشنطن وتل أبيب تم فيه التأكيد على أهمية حماية أمن قوات الجيش اللبناني».
وأضاف "طالما أن هناك قرارا بالقضاء على القدرة العسكرية لحزب الله سينفذه العسكريون بالصورة التي يرونها وبغض النظر عن تبعاتها»، معتبرا أن «إسرائيل لا تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان الآن، والدليل أنها تقصف الجيش بشكل مباشر، فيما عماد الاتفاق الدائر حوله الحديث، انتشار الجيش في جنوب لبنان، ما يؤكد أنه لا اتفاق في الأفق المنظور».