لم يتورط مرشح دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع في جرائم حرب في العراق لكن تجربته هناك أثرت على دفاعه عن الجنود الذين يواجهون اتهامات.
في 9 مايو 2006، أبلغ جنود أمريكيون في مدينة سامراء العراقية أنهم قتلوا 3 معتقلين زعموا أنهم تحرروا من قيودهم وهاجموهم وهو ما أدى إلى تحقيق عسكري أمريكي واسع النطاق انتهى إلى محاكمة عسكرية وإدانة شخصين بالقتل فضلا عن رسالة توبيخ أنهت مسيرة العقيد مايكل ستيل قائد لواء القوات.
وخلال التحقيقات، اعترف أولئك الذين ثبتت إدانتهم تحت القسم بأنهم كذبوا بشأن هروب المعتقلين، وبدلاً من ذلك أطلقوا سراحهم وفتحوا النار عليهم في الظهر أثناء فرارهم.
عادت هذه القضية إلى الضوء بعد اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وزير الدفاع في إدارته المقبل وهو بيت هيجسيث الذي كان ملازما يبلغ من العمر 26 عامًا في الحرس الوطني للجيش عندما انضم إلى الوحدة التي تورط أفرادها في جرائم القتل وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ففي صيف عام 2005 وقبل الانتشار في العراق مباشرة، انضم هيجسيث إلى فريق اللواء القتالي الثالث للفرقة المحمولة جواً 101 لكنه لم يكن حاضرًا أثناء وقوع جرائم القتل ولم يكن له دور فيها، إلا أن الحادث كان له تأثير كبير على هيجسيث.
ومع الإعلان عن ترشحه لقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) أثار هيجسيث الجدل بسبب خضوعه للتحقيق من قبل الشرطة في عام 2017 بتهمة الاعتداء الجنسي، لكن محاميه تيموثي بارلاتور قال إن اللقاء كان بالتراضي، وأن موكله لم يُتهم بالجريمة، رغم أنه دفع لاحقًا لتسوية الأمر مع المتهمة.
كما أثار هيجسيث (44 عاما) جدلا آخر بسبب مشاركته في حرب العراق، وهي الحرب التي نادرًا ما ذكرها علنا، لكنها أثرت في مواقفه، والذي تحول لاحقا من كونه مؤيدًا متحمسًا لزيادة القوات الأمريكية في العراق عام 2007 إلى التشكيك في الهدف الكامل للحرب.
التحول إلى الدفاع
وبمرور الوقت، تبنى هيجسيث أيضًا نبرة شعبوية متزايدة في الدفاع عن القوات الأمريكية المتهمة بارتكاب جرائم حرب، بحجة أن الجيش فرض قيودًا غير معقولة على قواعد الاشتباك التي تحكم كيفية قتال الجنود الأمريكيين.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة قولها إن ظهور هيجسيث في برنامج الأخبار "Fox & Friends Weekend" لفت انتباه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، مما أدى إلى مكالمات هاتفية بينهما.
وكان هيجسيث مهتما في تلك الفترة بشكل خاص بثلاث محاكمات لضباط وجنود بتهم ارتكاب جرائم حرب وهي محاكمة الضابطين كلينت لورانس وماتيو جولستين بتهمة القتل المزعوم في أفغانستان، وضابط البحرية إدوارد غالاغر، الذي نجا من تهمة القتل لكنه خضع لعقوبة بسبب التقاطه صورة مع جثة مقاتل من تنظيم داعش في العراق.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أصدر ترامب عفواً عن لورانس وجولستين، وأعاد رتبة غالاغر إلى وضعها السابق، رغم معارضة كبار المسؤولين في البنتاغون وهي القرارات التي دافع عنها هيجسيث بكل قوته.
وقال هيجسيث لمشاهدي "فوكس نيوز" إن الرئيس ترامب أظهر دعمه "للأشخاص الذين يتخذون قرارات مستحيلة في لحظات مستحيلة".
ورفض هيجسيث الأدلة والشهادات التي تشير إلى انتهاكات للقانون العسكري قائلا "هذه ليست حالات ذهب فيها الناس إلى القرى بقصد قتل الأبرياء.. هذه قرارات اتخذت في جزء من الثانية" كما أعرب عن تعاطفه مع جولستين بشأن التحقيق الذي خاضه فريق اللواء القتالي الثالث.
من هو هيجسيث؟
عمل هيجسيث في فوكس نيوز حتى وقت قريب
ترك الشبكة هذا الشهر عندما أعلن عن اسمه لمنصب وزارة الدفاع.
تخرج في جامعة برينستون عام 2003.
انضم إلى بنك الاستثمار بير ستيرنز والحرس الوطني لجيش مينيسوتا كضابط مشاة تم نشره في عام 2004، في معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا الذي كان يضم في ذلك الوقت مئات المشتبه بهم في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، والمعتقلين في الحرب على الإرهاب.
عاد إلى وول ستريت لفترة وجيزة
تطوع بعدها لمهمة في العراق في عام 2005
حصل على منصب قائد فصيلة يشرف على حوالي 40 رجلاً في سرية تشارلي التابعة للواء، القتالي الثالث فوج المشاة 187.
وقال ضابط سابق خدم مع هيجسيث إنه فوجئ برؤية عضو في الحرس الوطني يتولى مثل هذا الدور، مضيفا أنه افترض أن هيجسيث ربما أراد الترشح لمنصب ما يومًا ما، واعتقد أن الجولة القتالية يمكن أن تساعد.
وقال جنديان خدما معه إن هيجسيث بدا هادئًا وحكيمًا في ساحة المعركة، فيما قال الرقيب المتقاعد إريك جيريزي، الذي خدم كجندي مجند كبير في سرية تشارلي، إن هيجسيث قاد المهام في البداية في بغداد ثم حول سامراء.
وقالت مصادر مطلعة إن سرية تشارلي، التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 140 رجلاً، كانت تعتبر الوحدة الأكثر عدوانية في اللواء كما كانت تُلقب بـ "سرية القتل" وكانت تحتفظ بلوحة بيضاء تسرد القتلى المؤكدين بما في ذلك المدنيين الذين سجلهم كل فصيل.