شهدت مناطق جنوب شرق آسيا في شهر نوفمبر الحالي حدثًا غير معتاد حيث تم رصد 4 أعاصير مدارية في الوقت نفسه عبر الأقمار الصناعية، وهو ما لم يحدث من قبل في هذا الشهر.
هذه الأعاصير، التي حملت أسماء "ينشينغ" و"تراجي" و"أوساجي" و"مان-ي"، اجتاحت الفلبين وتسببت في دمار واسع وخسائر بشرية فادحة، ما أثار تساؤلات حول علاقة هذه الظاهرة بالتغيرات المناخية.
في 11 نوفمبر، رصدت كاميرا التصوير متعددة الألوان على قمر "دي إس سي أو في آر" (DSCOVR) التابع لناسا هذا المشهد غير المعتاد: 4 أعاصير تدور في آن واحد في المحيط الهادئ الغربي، وهو ما لم يتم توثيقه في مثل هذا الوقت من العام.
وتمكنت الأقمار الصناعية من تصوير هذه الأعاصير وهي تتحرك تجاه الفلبين أو تعبر عبر الجزر.
الأعاصير الأربعة التي ضربت المنطقة هي: "ينشينغ" (الذي يعرف محليًا بـ"مارسي) و"تراجي" (الذي يعرف محليًا بـ"نيكا") و"أوساجي" (الذي يعرف محليًا بـ"أوفيل") و"مان-ي" (الذي يعرف محليًا بـ"بيبito").
وقد شكلت هذه الأعاصير تهديدًا حقيقيًا لسكان الفلبين، حيث تسببت في وفاة 160 شخصًا حتى الآن في أعقاب الأعاصير السابقة.
في 7 نوفمبر، ضربت العاصفة "ينشينغ" (مارسي) جزيرة لوزون شمال الفلبين قبل أن تنتقل إلى فيتنام في وقت لاحق، ولكنها فقدت قوتها في النهاية.
أما "تراجي" (نيكا) فقد تشكلت في 8 نوفمبر شرق الفلبين، لتضرب في 11 نوفمبر مناطق في جزيرة لوزون.
في 14 نوفمبر، جاء الدور على "مان-ي" (بيبito)، حيث اجتاحت المناطق الشرقية من الفلبين بسرعات رياح بلغت 240 كيلومترًا في الساعة، وهددت حياة أكثر من مليون شخص، مما دفع السلطات إلى إصدار أوامر بإجلاء السكان.
الظاهرة التي شهدتها الفلبين هذا الشهر تثير قلقًا عالميًا، حيث اعتبر الخبراء أن التغيرات المناخية قد تكون قد أسهمت في زيادة شدة هذه الأعاصير وتكرارها.
ففي أكتوبر الماضي، شهدت المنطقة تأثرًا بأعاصير أخرى مثل "ترامي" و"كونغ-ري"، مما يعزز الفرضية القائلة بارتباط الظاهرة بالتغير المناخي. رغم ذلك، لم يتم تأكيد هذا الرابط العلمي بعد.