أعلن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين في كلمة مقتضبة الأربعاء أنه سيسافر إلى اسرائيل من بيروت خلال ساعات بهدف استكمال العمل على التوصل إلى وقف إطلاق نار بين اسرائيل وحزب الله، مشيرا إلى تحقيق "تقدّم إضافي".
وقبيل لقاء هوكستين برئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف من حزب الله التفاوض من أجل وقف إطلاق النار، للمرة الثانية خلال يومين، أعلن الحزب عن كلمة مرتقبة لأمينه العام نعيم قاسم كانت أرجئت الثلاثاء.
وتأتي زيارة هوكستين الى بيروت بعدما باشرت إسرائيل في 23 سبتمبر تكثيف ضرباتها في لبنان من خلال حملة جوية واسعة تستهدف خصوصا معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، وإعلانها منذ نهاية الشهر ذاته بدء عمليات توغل بري في جنوب لبنان.
وقال هوكستين خلال مؤتمر صحافي بعد لقاء بري "حققنا تقدما إضافيا (...) سأسافر من هنا خلال بضع ساعات إلى إسرائيل لمحاولة إنهاء هذا الأمر إذا استطعنا" في إشارة إلى وقف إطلاق النار.
وأضاف "لن أفصح عن أي معلومات حتى الآن وسأذهب الى إسرائيل للمناقشة هناك بناء على ما ناقشناه هنا". وأردف "سوف نمضي خطوة تلو الأخرى ونعمل عن كثب مع الإدارة في لبنان وإسرائيل وسنطلعكم على ما نتوصل إليه".
وأكد أن "هناك تقدما وسنعمل أيضا مع الإدارة (الأميركية) الجديدة وسنبحث هذه الأمور مع الرئاسة الجديدة".
ووصل هوكستين إلى بيروت الثلاثاء وسط جهود حثيثة على أكثر من مستوى للتوصل إلى وقف لإطلاق نار بين حزب الله واسرائيل.
واجتمع الثلاثاء أيضا مع بري لنحو ساعتين، أعلن بعدها "إنها لحظة اتخاذ القرار.. أنا هنا في بيروت لتسهيل اتخاذ القرار لكن في نهاية المطاف، فإن القرار بالتوصل الى حل للنزاع يعود الى الاطراف" المعنية.
وأضاف "لقد أصبح الأمر الآن في متناول اليد".
ووصف هوكستين محادثاته مع بري بأنها "بناءة للغاية"، موضحا "واصلنا تقليص الفجوات من خلال المناقشات على مدى الأسابيع القليلة الماضية".
وإثر لقائه بري الثلاثاء زار هوكستين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والتقى كذلك برئيس حزب القوات اللبنانية الخصم السياسي لحزب الله سمير جعجع.
ووضع المبعوث الأميركي جعجع في أجواء المفاوضات التي يجريها للوصول إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على آليات تنفيذ القرار 1701.
وأكد جعجع من جهته أن "أي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان".
وقال مصدر دبلوماسي فضّل عدم الكشف عن هويته إن هوكستين درس مع المسؤولين اللبنانيين بعض التعديلات على الخطة الأميركية لوقف إطلاق النار.
وأتى ذلك غداة تأكيد مصدر رسمي مطلع على الاتصالات الإثنين أن لبنان يتعامل "بإيجابية كبيرة" إزاء مقترح أميركي لوقف إطلاق النار يتألف من 13 نقطة، ويعمل على صياغة "ملاحظات نهائية" قبل نقل الرد إلى الجانب الأميركي.
وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
وشهد الميدان بالتزامن مع وجود البعوث الأميركي، استمرارا للمواجهات البرية جنوبا، مع عمليات عسكرية جوية متبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الأربعاء بوقوع اشتباكات عنيفة في الجنوب حيث تحاول القوات الإسرائيلية "التقدم نحو تلال كفرشوبا" تحت غطاء مدفعي وطيران إسرائيلي مكثف.
من جانبه، أكد حزب الله أنه يواصل صد تقدم القوات الإسرائيلية، خاصة نحو بلدة الخيام المهمة، على بعد نحو ستة كيلومترات من الحدود.
تسببت الغارات وعمليات القصف الإسرائيلية على مختلف أنحاء لبنان والمواجهات بمقتل أكثر من 3540 شخصا في لبنان منذ أكتوبر 2023، معظمهم منذ بدء حملة القصف الإسرائيلية العنيفة في 23 سبتمبر.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 79 جندياً و46 مدنياً خلال 13 شهراً.
وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان للسماح بعودة حوالي 60 ألفاً ممن نزحوا من شمال إسرائيل.
وفي لبنان، نزح مئات الآلاف من السكان أيضا.
وأعلن الجيش اللبناني، الأربعاء مقتل جندي في هجوم إسرائيلي في جنوب لبنان، غداة مقتل ثلاثة جنود في غارة على أحد مواقعه في بلدة الصرفند الساحلية على بعد نحو أربعين كيلومترا عن الحدود.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أكثر من 100 "هدف إرهابي" الثلاثاء وقتل اثنين من قادة حزب الله الأحد الماضي.
وقال وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الثلاثاء في أبوظبي إنه "لا يوجد حل أفضل في هذه المرحلة من احترام قرار (الأمم المتحدة) 1701 ودعم القوات المسلحة اللبنانية".
وينص القرار، الذي أنهى الحرب السابقة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، على نشر الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية فقط على الحدود الجنوبية للبنان، مما يعني انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة والجنود الإسرئيليين من لبنان.