يواصل قطار الاعتذارات عن قمة مجموعة العشرين والمُلقبة باسم قمة "الكبار" مشواره، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الأحد رسميا غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن قمة دول مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يومي 18 و19 نوفمبر الجاري.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن "وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، سيرأس وفد المملكة المشارك في قمة دول مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، نيابة عن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ".
ويضم وفد المملكة المشارك في القمة، وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، ونائب وزير المالية عبدالمحسن بن سعد الخلف.
ومن المقرر أن يشارك وفد المملكة برئاسة وزير الخارجية في عدد من اجتماعات القمة، التي ستبحث المستجدات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، وستتناول تعزيز العمل المتعدد الأطراف لتحقيق الرخاء والازدهار العالميين، بحسب وكالة واس.
وكانت وكالة "بلومبرغ" قد ذكرت مساء السبت نقلا عن مصدر مطلع أن ولي العهد السعودي ألغى رحلته التي كانت مقررة لحضور قمة مجموعة العشرين.
ورجح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للوكالة نظرا لحساسية الموضوع، أن يكون السبب في ذلك هو أن الرحلة للبرازيل تستغرق أكثر من 14 ساعة وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى تفاقم مشكلة في قناة الأذن يعاني منها الأمير محمد البالغ من العمر 39 عاما.
وبحسب الوكالة فقد عانى ولي العهد السعودي سابقا من انسداد واحتقان في الأذن استمر لعدة أيام بعد رحلات طويلة أجراها بالطائرة.
وأشارت إلى أن الأمير محمد بن سلمان كان قد ألغى في وقت سابق رحلات خارجية في اللحظات الأخيرة، بما في ذلك زيارة رسمية إلى اليابان هذا العام.
كما رجح المصدر أن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة وقرب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، قد يكون لهما دور أيضا في قرار الأمير محمد بن سلمان.
ويحظى الأمير محمد بعلاقات قوية مع العديد من قادة العالم، على رأسهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث كان من أوائل زعماء العالم الذين اتصلوا به لتهنئته فور فوزه في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أن العلاقات بين السعودية وروسيا قوية أيضا، حيث يتعاون البلدان في إدارة أسواق النفط من خلال تحالف "أوبك+"، ويواصلان التنسيق لضبط أسواق الطاقة العالمية.
وأطلق الأمير محمد بن سلمان "رؤية 2030"، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى إحداث تحول جذري في هيكل الاقتصاد السعودي، وتسعى إلى تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للإيرادات الوطنية، وتوجيه الاقتصاد نحو تنويع مصادر الدخل.
وتهدف هذه التغيّرات إلى تطوير قطاعات متعددة مثل السياحة، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، ومن خلال هذه الجهود، تسعى المملكة لأن تصبح واحدة من أكبر 10 اقتصادات في العالم، ما يعزز من مكانتها على الساحة العالمية.