خيم شبح الشتاء المظلم مجددا على العاصمة الأوكرانية، كييف، وسط تصاعد القصف الروسي، ودفع القصف بولندا لاتخاذ إجراءات احترازية.
ونفذ الجيش الروسي هجمات صاروخية كبرى استهدفت مختلف أنحاء العاصمة الأوكرانية كييف.واستهدف الهجوم الروسي، الذي وصفه مسؤولون بـ"الأوسع" منذ أغسطس/آب، على منشآت الطاقة الكهربائية، ما يفاقم مخاوف السكان من زيادة انقطاعات الكهرباء مع اقتراب الشتاء، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
وذكر وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان غالوشينكو، عبر "فيسبوك"، أن "هجومًا ضخمًا يستهدف شبكة الكهرباء ومنشآت توليد ونقل الطاقة الكهربائية في أنحاء أوكرانيا".
وفي الأثناء، أمكن سماع أصوات تصدي الدفاعات الجوية لطائرات مسيرة فوق العاصمة كييف طوال الليل، إضافة إلى دوي سلسلة من الانفجارات القوية في أنحاء وسط المدينة خلال الهجوم الصاروخي في الصباح.
إطلاق 120 صاروخًا
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت نحو 120 صاروخًا و90 طائرة مسيرة في هجوم جوي "واسع النطاق" على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وأضاف في بيان عبر منصة "إكس": "للأسف، هناك أضرار في بعض المواقع نتيجة للهجمات والحطام المتساقط".
تأتي هذه التطورات في سياق الأنباء المتواترة عن إمكانية تنفيذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وعده بوقف الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير/شباط 2022.
كما تأتي بعد أيام من محادثة هاتفية نادرة بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث بحثا "خيارات الجهود السياسية والدبلوماسية في أوكرانيا، ولا سيما نتائج الجولة الثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف"، حسبما أفاد المكتب الصحفي للكرملين.
انتقادات وإجراءات احترازية
في الوقت نفسه، وصف وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، الهجوم بأنه "الرد الحقيقي" من موسكو على الزعماء الذين تواصلوا مع الرئيس فلاديمير بوتين، في انتقاد مبطن للمكالمة التي أجراها شولتس مع بوتين في وقت سابق.
واتخذ المسؤولون إجراءات احترازية بقطع الكهرباء عن العديد من أحياء العاصمة كييف، ومحيطها، ومنطقة دنيبروبيتروفسك، خوفًا من وقوع المزيد من الأضرار في الشبكة.
وفي ميكولاييف، جنوبي أوكرانيا، قال حاكم المنطقة إن شخصين قتلا في هجوم بطائرات مسيرة خلال الليل. كما نقلت "رويترز" عن شهود وقوع انفجارات في مدينة زابوريجيا شرقي البلاد وميناء أوديسا المطل على البحر الأسود.
تأهب في سماء بولندا
الهجوم الروسي الواسع أحدث ارتدادات في بولندا، الجار الغربي لأوكرانيا، إذ سارعت إلى نشر قواتها الجوية داخل مجالها الجوي كإجراء أمني احترازي.
وذكرت قيادة عمليات الجيش البولندي أنها "فعّلت جميع القوات والموارد المتاحة لديها، كما وصلت أنظمة الدفاع الجوي الأرضية والرادار إلى أعلى مستويات التأهب".
وحثت القوات الجوية الأوكرانية السكان على الاحتماء، وأوضحت أن عددًا من الصواريخ، بما في ذلك أنواع مختلفة من صواريخ كروز، يحلق في المجال الجوي. كما قدمت تحديثات متكررة عن تطور الهجوم، الذي شمل أيضًا إطلاق صواريخ فرط صوتية.
تصريح سلوفاكي «صادم»
في سياق متصل، قال يان ماغوت، عضو برلمان سلوفاكيا ومستشار رئيس حكومتها، في مقابلة مع وكالة "تاس"، إن الدول الأوروبية استنفدت مواردها المالية والعسكرية بسبب الدعم الذي تقدمه لأوكرانيا.
وأضاف: "كل أوروبا، والاتحاد الأوروبي بأكمله، وكذلك الولايات المتحدة، تدعم أوكرانيا ليس فقط ماليًا، ولكن أيضًا من خلال الوسائل العسكرية. ولكن ذلك استنزف مواردنا بالكامل من حيث المعدات العسكرية والأسلحة وما إلى ذلك. وبالتالي فإن الدعم المالي والعسكري ليس هو السبيل لإحلال السلام في أوكرانيا".