بعد هزيمتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تلاحق الأزمات كامالا هاريس، وسط تساؤلات حول كيفية إهدار 1.5 مليار دولار في حملة فاشلة.
وكشفت لجنة الانتخابات الفيدرالية عن إنفاق الديمقراطيين في الفترة التي تلت انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي في يوليو/تموز الماضي، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
ووفقا لبيانات اللجنة فإن حملة المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس أنفقت مبلغا قيمته 14974.31 دولار على خدمات توصيل الطعام من "أوبر إيتس" و"دورداش" بداية من يوليو/تموز الماضي، كما أنفقت الحملة أيضا 8929.12 دولار على أكواب الآيس كريم في الفترة نفسها.
وجاءت تفاصيل قرارات الإنفاق الخاصة بحملة هاريس وسط انتقادات حزبية في أعقاب الهزيمة الحاسمة التي تعرض لها الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية وانتخابات التجديد النصفي التي أُجريت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقال رو خانا، عضو الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا، لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية "لم نركز على الاقتصاد بل أنفقنا بدلا من ذلك مليار دولار على إقامة حفلات موسيقية في جميع أنحاء أمريكا.. أعني.. كان الأمر سخيفا".
كما كشفت بيانات الإنفاق عن دفع "رسوم موقع" إضافية بقيمة 6000 دولار لمقهى الألعاب اللوحية في أريزونا Snakes and Lattes لزيارة تيم والز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس.
وفي الوقت نفسه أنفق الديمقراطيون 2.6 مليون دولار إضافية على السفر بالطائرات الخاصة في الأيام الأخيرة من الحملة كجزء من خطة استهداف الولايات المتأرجحة، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرحلات الجوية الأخيرة في الفترة ما بين 12 و17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي رفعت إجمالي إنفاق هاريس على الطائرات الخاصة إلى 12 مليون دولار.
ويتعارض استخدام الطائرات الخاصة، التي قد تكون أكثر تلويثا من الرحلات التجارية بنحو 14 مرة، مع دعوات هاريس خلال حملتها الانتخابية للحد من انبعاثات الكربون، حيث وصفت تغير المناخ بأنه "تهديد وجودي" في تناقض صارخ مع سياسة الرئيس المنتخب الداعمة للحفر من أجل الحصول على الوقود الأحفوري.
وعلى الرغم من إنفاق حملة هاريس مبلغا قياسيا بلغ 1.6 مليار دولار، حقق ترامب مكاسب في كل ولاية تقريبا، كما نجح في الحصول على أصوات الطبقات العاملة التي شكلت تقليديا قاعدة الحزب الديمقراطي.
وعقب هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات أظهرت التقارير أن حملة هاريس أنفقت أكثر من اللازم، وهو ما تركها مثقلة بديون تبلغ قيمتها 20 مليون دولار، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن احتمالية عدم دفع رواتب الموظفين الذين عملوا في الحملة.
وتعليقا على نتائج الانتخابات، قال السيناتور المخضرم بيرني ساندرز إن الحزب الديمقراطي "تخلى عن الطبقة العاملة"، ولا ينبغي أن يكون "تخلي الطبقة العاملة عنه" أمرا مفاجئا.