إدمان المخدرات، والذي يسمى أيضًا اضطراب تعاطي المخدرات، هو مرض يؤثر على مخ الشخص وسلوكه ويؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في استخدام أيّ عقار أو دواء مشروع أو غير مشروع. كذلك تندرج بعض المواد، مثل المشروبات الكحولية والماريجوانا والنيكوتين، تحت فئة المخدرات. فعندما يكون الشخص مدمنًا، فإنه قد يستمر في تعاطي المخدرات على الرغم من الضرر الذي تسببه له.
وقال أخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي الألماني مارتن فوس إن هناك ستة معايير في قائمة التصنيف الطبي، التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص الإدمان عندما يتم تحديد ثلاثة منها على الأقل، ألا وهي:
رغبة قوية أو قسرية في الاستهلاك.
انخفاض القدرة على التحكم في بدء أو إنهاء أو كمية الاستهلاك.
متلازمة الانسحاب الجسدي عند توقف الاستهلاك أو تقليله.
زيادة الجرعات المطلوبة لإنتاج التأثير الأصلي، الذي تحققه الجرعات الأقل.
الإهمال التدريجي للاهتمامات الأخرى لصالح الاستهلاك، بالإضافة إلى زيادة الوقت الذي يقضيه في الاستهلاك أو التعافي من العواقب.
استمرار الاستهلاك على الرغم من وجود أدلة على عواقب ضارة واضحة، جسدية ونفسية.
وينبغي لأقارب الشخص، الذي تظهر عليه هذه العلامات، عرضه على طبيب للخضوع للعلاج في الوقت المناسب. وبعد تخليص الجسم من السموم، يهدف العلاج إلى التخلص من التبعة النفسية وتطوير آفاق حياة جديدة خالية من الإدمان.
هناك ستة معايير في قائمة التصنيف الطبي، يتم من خلالها تشخيص الإدمان عندما يتم تحديد ثلاثة منها على الأقل
ويمكن أن يبدأ إدمان المخدرات بالتعاطي التجريبي لمخدر ترفيهي في مواقف اجتماعية معينة، ويصبح الأمر أكثر اعتيادًا لدى بعض الأشخاص مع التكرار. وبالنسبة إلى غيرهم من الأشخاص، وخاصةً مع العقاقير أفيونية المفعول، يبدأ إدمان المخدرات عندما يتناولون الأدوية المتاحة فقط بوصفة طبية أو يأخذونها من أشخاص آخرين يُصرف لهم الدواء بوصفة طبية.
ويختلف خطر الإدمان وسرعة تحول الشخص السليم إلى مدمن على حسب العقار. تتسم بعض العقاقير، مثل المسكنات أفيونية المفعول، بمعدل خطورة أعلى حيث تسبب الإدمان بسرعة أكبر من غيرها.
ومع مرور الوقت، قد يحتاج الشخص المدمن إلى جرعات أكبر من العقار ليصل إلى الشعور بالنشوة. وسرعان ما يحتاج إلى العقار ليشعر فقط بأنه بحالة جيدة. ومع زيادة استخدام العقار، قد تزداد لديه صعوبة مواصلة الحياة دون العقار. وقد تؤدي محاولات التوقف عن استخدام العقار إلى إحساس قوي بالرغبة في تناوله بجانب الشعور بتعب بدني شديد. وهذا ما يعرف بأعراض الامتناع عن التعاطي.
وسيحتاج المدمن إلى مساعدة الطبيب أو العائلة أو الأصدقاء أو مجموعات الدعم أو برنامج علاجي منظم للتغلب على إدمان العقار ومواصلة الحياة دونه.
ويساعد العلاج السلوكي المعرفي في مواجهة الإدمان؛ ففي الجلسات العلاجية الفردية يتعرف المريض على:
الأسباب العميقة للإدمان.
وظيفة الاستهلاك أو السلوك الإدماني بالنسبة إليه.
كيف يمكن تلبية هذه الاحتياجات بطرق أخرى.
كيف يمكنه تجنب الانتكاسات.
يتعلم أيضا إستراتيجيات جديدة، على سبيل المثال للتعامل مع التوتر والمشاكل.
إذا كان للإدمان بالفعل تأثير سلبي على العمل والحياة الاجتماعية، يتم تطوير وجهات نظر جديدة لإعادة بنائها.