لفت الأنظار إليه وصنفته استطلاعات الرأي على أنه ثاني أكثر المرشحين الجمهوريين شعبية بعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إنه فيفيك راماسوامي رجل الأعمال الأمريكي الذي يقود تشكيل الحكومة بجانب إيلون ماسك.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الثلاثاء، أن إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي سيقودان "وزارة كفاءة الحكومة" الجديدة في إدارته الثانية.
وقال ترامب، في بيان: "معا، سيمهد هذان الأمريكيان الرائعان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية".
مولد فيفيك راماسوامي
ولد راماسوامي في سنسيناتي بولاية أوهايو عام 1985 لأبوين هندوسيين هنديين مهاجرين، وكان والده يعمل مهندساً وتخرج من المعهد الوطني للتكنولوجيا، بينما كانت والدته تعمل طبيبة نفسيه، وتعود أصول راماسوامي إلى ولاية كيرالا الهندية ويتحدثون اللغة التاميلية، وكان يمضي راماسوامي إجازته بالهند مع أسرته.
ويهوي فيفيك راماسوامي العزف بالبيانو كإحدى الهوايات في المرحلة الابتدائية، قبل أن يلمع نجمه في ممارسة التنس في المرحلة الثانوية
الدراسة
التحق راماسوامي بمدرسة سانت كزافييه في الثانوية، وهي مدرسة تابعة للرهبنة اليسوعية، وتخرج منها في عام 2003، ليدرس علم الأحياء بجامعة هارفارد، وتخرج بعد أن حصل على امتياز مع مرتبة الشرف في عام 2007، وعرف خلال فترة الجامعة بين أصدقائه بأنه متحرر وجريء.
خلال فترة الجامعة كان راماسوامي عضواً في اتحاد هارفارد السياسي، قبل أن يصبح رئيسًاً، وحصل على جائزة بودوين للطلاب الشهيرة، وكان خلال فترة الجامعة ينتمي للحزب الليبرتاري الأمريكي المكرس لمبادئ الاقتصاد الحر وعدم تدخل الحكومة، وثالث الأحزاب السياسية الأمريكية بعد الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
حصل على زمالة الدراسات العليا للحقوق وفي ذلك الوقت كان قد حقق ثروة من الاستثمار في الأدوية بلغت في 2023 نحو 15 مليون دولار.
التفكير السياسي لـ"راماسوامي"
بعد نشر كتاب له عام 2021 انتقد فيه شركات تجعل استراتيجياتها تتمحور حول العدالة الاجتماعية والتغير المناخي، انضم إلى الجمهوريين وامتلك سمعة طيبة بينهم، فيما يعتبره الكثير من الأمريكيين أنه نسخة ترامب المصغرة، خاصة أن راماسوامي يؤمن بأن أمريكا تعاني من أزمة هوية وهو ما يشبه شعار ترامب "نحن أمة في حالة انحدار".
تشكيل الحكومة
دخل راماسوامي مبكراً في الاستثمار والأنشطة التجارية منذ عام 2007 كنقطة بداية عندما شارك في شبكة "كامبيوس فينتور نيتوورك" التي صممت موقعاً خاصاً للتواصل الاجتماعي لطلاب الجامعات الذين يطمحون إلى إطلاق مشروع تجاري.
وعمل في الفترة بين 2007 و2014 في صندوق التحوط الاسثماري "كيو في تي" بين عامي 2007 و2014. وبعدها أسس شركة التكنولوجيا الحيوية "علوم الرويفانت" التي حصلت على ما يقرب من 100 مليون دولار من رأس المال المبدئي من شركة "كيو في تي" ومستثمرين آخرين والتي كانت تشتري براءات الاحتراع من شركات الأدوية وتحضيرها للبيع في الأسواق.
توسعت الشركة وأنشأت العديد من الشركات التابعة لها وبتخصصات مختلفة منها الأمراض الجلدية وأمراض المسالك البولية، وغيرها من الشركات التي تتخذ بعض مقراتها في الصين وتركز على السوق الآسيوية.
فيفيك راماسوامي
ظهرت صورة راماسوامي على غلاف أشهر المجلات الاقتصادية في العالم "فوربس" عام 2015 عندما تحدث عن شركته قائلاً: "ستحقق أعلى عائد للاستثمار على الإطلاق في مجال الدواء"، وبالفعل تمكن من تحويل شركته الصغيرة التي بدأت بـ8 موظفين فقط إلى مجموعة شركات تصل قيمتها إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار.
السياسة لدى راماسوامي
لم تظهر الاهتمامات السياسية لراماسوامي في وقت مبكر، فقد امتنع عن التصويت بالانتخابات الرئاسية لأعوام 2008 و2012 و2016، واصفا نفسه بأنه لم يكن سياسياً خلال تلك الفترة، لكن عام 2020 دعم راماسوامي ترامب في الانتخابات، ووصف نفسه في وقت لاحق بأنه "جمهوري".
ورغم أنه لم يشغل مناصب سياسية في وقت سابق، فإنه ساهم في دعم كل من الديمقراطيين والجمهوريين. ففي عام 2016، تبرع بمبلغ 2700 دولار لحملة دينا جرايسون، النائبة الديمقراطية التي ترشحت للكونغرس عن فلوريدا. وما بين عامي 2020 و2023، تبرع بمبلغ 30 ألف دولار لحزب أوهايو الجمهوري.
وفي 21 فبراير/شباط 2023، أعلن راماسوامي ترشحه عن الحزب الجمهوري لمنصب رئيس الولايات المتحدة لعام 2024، وكخطوة أولى أصدر للعلن إقرارات ضريبة الدخل الفردية الخاصة به لمدة 20 عاما، ودعا منافسيه في الانتخابات التمهيدية إلى فعل الشيء نفسه.
لكن في 15 يناير/كانون الثاني 2024 أعلن راماسوامي انسحابه من السباق وأعلن تأييده للمرشح ترامب.