أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل نهاية مهلة حددتها الإدارة الاميركية للدولة العبرية لزيادة المساعدات للفلسطينيين، والتي لا تزال منظمات غير حكومية تعتبرها غير كافية.
وفي الأثناء، اعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء أن إسرائيل لم تنتهك القانون الأميركي في ما يتعلق بدخول المساعدات الانسانية إلى غزة، لكنها دعت الدولة العبرية إلى بذل مزيد من الجهد على هذا الصعيد.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء "تمّ اليوم فتح معبر كيسوفيم لنقل شاحنات المساعدات الإنسانية".
وأضاف "دخلت المساعدات إلى قطاع غزة بعد عمليات تفتيش أمنية مشددة عند معبر كرم أبوسالم من قبل عناصر الأمن التابعين لسلطة المعابر الحدودية في وزارة الدفاع" الإسرائيلية.
وقال سيتفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن برنامج الأغذية العالمي "أبلغنا (الثلاثاء) بأنه أرسل أول قافلة مساعدات" عبر كيسوفيم، مشيرا إلى وجود 15 شاحنة تحمل مواد غذائية ودقيقا.
وفي رسالة مؤرخة في 13 أكتوبر، قدّم وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن، سلسلة مطالب لإسرائيل من شأنها زيادة المساعدات الإنسانية، وأمهلاها 30 يوما للردّ، وذلك تحت طائلة تعليق جزء من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.
ورفض نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل الثلاثاء، وهو الموعد النهائي للمهلة الأميركية، توضيح ما إذا كانت هذه الإجراءات المعينة قد لُبيت. وبدلا من ذلك، قال للصحافيين إن إسرائيل اتخذت خطوات لتلبية المطالب وإن واشنطن ستواصل تقييم الوضع.
وتابع "شهدنا إحراز بعض التقدم. ونود أن نرى المزيد من التغييرات تحدث. نعتقد أنه لولا التدخل الأميركي، ربما لم تكن هذه التغييرات لتحدث على الإطلاق"، مضيفا أن واشنطن ستستمر في تقييم مدى التزام إسرائيل بالقانون الأميركي.
وقالت ثماني منظمات إغاثة دولية، من بينها أوكسفام وإنقاذ الطفل، في تقرير إن إسرائيل لم تلب المطالب بحلول الموعد النهائي المحدد.
وفي بيان أصدرته في وقت لاحق، انتقدت حركة حماس ما أعلنته إدارة بايدن أن إسرائيل اتخذت إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في القطاع.
وقالت الحركة الفلسطينية إنها تعد التقييم "تأكيدا للشراكة الكاملة لإدارة الرئيس بايدن في حرب الإبادة الوحشية بحق شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام وعمليات التطهير العرقي والمجازر والتجويع المستمرة في شمال القطاع منذ 35 يوما".
واتهمت الحركة واشنطن مجددا "بتقديم الغطاء السياسي والعسكري والحماية من المساءلة والمحاسبة عبر تعطيل أدوات القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات التي صمِّمَت لحماية المدنيين، في سلوك يثبِّت دورها كراع أساسي لإرهاب كيان الاحتلال الفاشي بحق شعبنا وشعوب المنطقة".
وقدم بايدن، الذي تنتهي فترته الرئاسية قريبا، دعما قويا لإسرائيل منذ أن شن مسلحون بقيادة حماس هجوما على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل منذ ذلك الحين قتلت حتى الآن أكثر من 43500 فلسطيني في غزة فضلا عن تدمير القطاع وتشريد سكانه.
وكان المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر قد قال في إفادة صحفية في الرابع من نوفمبر إن النتائج على الأرض لم تكن جيدة بما يكفي في هذا الوقت رغم الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لزيادة وصول المساعدات.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤوليْن لم يسمهما الثلاثاء أن وزير الخارجية الأميركي قرر عدم إجراء أي تغيير في الوقت الراهن على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
كما شدد بلينكن في لقائه مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الاثنين على ضرورة أن تؤدي الإجراءات الإسرائيلية إلى تحسين الوضع الفعلي على الأرض.
ورفض باتيل توضيح سبب اختيار واشنطن إجراء التقييم استنادا إلى التدابير الإسرائيلية لمعالجة المشكلات بدلا من رؤية النتائج الفعلية على الأرض، والتي قال مسؤولون أمريكيون مرارا إنها ستكون مقياسهم.
قال باتيل إن إسرائيل اتخذت بعض الخطوات، منها إعادة فتح معبر إيريز والتنازل عن بعض المتطلبات الجمركية وفتح طرق إضافية لنقل المساعدات إلى غزة.
ونشرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، الأحد قائمة بالجهود الإنسانية التي اتخذتها إسرائيل خلال الأشهر الستة الماضية في "تسليط للضوء على المبادرات التي أُطلقت في الآونة الأخيرة وعرض تفاصيل الخطط الرامية لمواصلة الدعم لغزة مع اقتراب فصل الشتاء".
ورحب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون ببيان وزارة الخارجية الأمريكية. وقال للصحفيين "نعمل بشكل وثيق للغاية مع حلفائنا في واشنطن... فعلنا الكثير. عملنا بجد من أجل استيفاء الاحتياجات الإنسانية في غزة".
وأضاف "إنه أمر صعب... لأنه على الجانب الآخر، هناك حماس. لذا، حتى لو سمحنا للشاحنات بعبور نقاط التفتيش، فإن حماس ستخطفها، وفي بعض الأحيان حتى عندما نفعل ذلك بنسبة 100 بالمئة لا يمكننا ضمان النتائج".
وانتهت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة بعد أيام قليلة من قول خبراء في مجال الأمن الغذائي العالمي إن هناك "احتمالا قويا لحدوث مجاعة وشيكة في مناطق" بشمال غزة، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجوما عسكريا على مقاتلي حركة حماس هناك.
وتتوغل القوات الإسرائيلية منذ أكثر من شهر في شمال غزة، حيث تحاصر المستشفيات وأماكن الإيواء وتتسبب في نزوح موجات جديدة من المواطنين في عملية تقول إنها تهدف إلى منع مقاتلي حماس من إعادة تجميع صفوفهم.