يتوجه الناخبون في أرض الصومال إلى صناديق الاقتراع اليوم الأربعاء لاختيار رئيس في وقت ترى فيه المنطقة الصومالية المنشقة اعترافا دوليا وشيكا بعد ثلاثة عقود من الحكم الذاتي الفعلي.
وأظهرت وسائل الإعلام المحلية الناخبين وهم ينتظرون في طوابير من أجل الإدلاء بأصواتهم. وقال الكثير من الناخبين إنهم يرغبون في اقتصاد أقوى وفي توفير المزيد من فرص العمل، إلى جانب أولويات محلية أخرى.
ومن المتوقع أن يدلي أكثر من مليون شخص بأصواتهم في أكثر من 2000 مركز اقتراع، بينما ينتشر نحو 28 مراقبا دوليا في أنحاء البلاد.
وهذه رابع انتخابات رئاسية منذ أن أعلنت أرض الصومال، التي تحتل موقعا استراتيجيا قرب مدخل البحر الأحمر، استقلالها عن حكومة مقديشو في عام 1991 دون أن تنال اعترافا من أي دولة لتواجه قيودا تتعلق بالحصول على التمويل الدولي وقدرة سكانها البالغ عددهم ستة ملايين نسمة على السفر.
وتأمل حكومة هرجيسا أن تضع اللمسات النهائية قريبا على اتفاق أولي وقعته في يناير مع إثيوبيا الحبيسة ومن شأنه أن يمنح أديس أبابا أراضي ساحلية في مقابل الاعتراف الدبلوماسي. كما تأمل هرجيسا في أن يكون الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مؤيدا لقضيتها.
ويخوض الرئيس موسى بيهي عبدي، الذي يتولى السلطة منذ عام 2017، السباق أمام مرشح حزب المعارضة الرئيسي "وداني" عبد الرحمن محمد عبدالله، المعروف بـ"إرو"، وفيصل علي وارابي من حزب العدالة والتنمية "عُصُد".
وخلال مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا" باللغة الصومالية، وعد كل من المرشحين الثلاثة بـ"تعزيز الديمقراطية، وتحفيز النمو الاقتصادي، ومواصلة مساعي الاعتراف الدولي" بإقليم صوماليا لاند، وأكدوا دعمهم لمذكرة التفاهم مع إثيوبيا.
في هذا السياق، تعهّد الرئيس الحالي عبدي (76 عامًا) بالتقدم في تنفيذ اتفاق بحري مع إثيوبيا قائلا "نحن أحرار في بلادنا ومستعدون لتنفيذ مذكرة التفاهم. نحن بانتظار الجانب الإثيوبي ليتمكن الطرفان من المضي قدمًا في الاتفاق. تحتاج إثيوبيا إلى منفذ بحري، ونحن بحاجة إلى الاعتراف الدولي، وهذا ما تهدف إليه هذه المذكرة".
ومن جانبه، وعد المرشح "إرو"، الذي شغل أيضًا منصب رئيس مجلس النواب لأكثر من 11 عامًا، باستئناف المحادثات مع الصومال.
وأضاف "لم يكن خيارنا التفاوض مع الصومال، فهدفنا كان دائمًا الحصول على الاعتراف، لكن المجتمع الدولي دفعنا إلى تلك المحادثات، وإذا تم انتخابي، سأستأنف المفاوضات إذا كان ذلك في مصلحة بلادنا، وسنراجع المحادثات السابقة التي لم تنجح".
أما المرشح وارابي، فقد وعد بتشكيل حكومة وحدة وطنية إذا تم انتخابه، مؤكدًا أنه سيسعى لتحقيق الاعتراف الدولي لأرض الصومال.
وأضاف "عودة بيهي، الذي قضى 7 سنوات في الحكم وحزبه الذي يقود البلاد منذ عام 2010، ليست خيارًا للناخبين. وإذا جرى انتخابي، سأقود البلاد نحو الاعتراف الدولي وطريق أكثر ازدهارًا".
وقال محمد محمود ممثل أرض الصومال في كينيا للصحافيين إن الحكومة ستستكمل الاتفاق بعد الانتخابات بغض النظر عن الفائز.
وتسبب الاتفاق في توتر علاقات مقديشو مع أديس أبابا وهي مساهم رئيسي في قوة حفظ السلام في الصومال التي تقاتل المتشددين هناك، كما أدى إلى تقارب الصومال مع مصر وإريتريا منافسي إثيوبيا التاريخيين.
وتشعر أرض الصومال بالتفاؤل بأن إدارة ترامب القادمة ستعيد النظر في اعتراف واشنطن القديم بسيادة مقديشو على أرض الصومال.
وعبر عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الذين عملوا على السياسة تجاه أفريقيا خلال فترة ولاية ترامب الأولى علنا عن دعمهم للاعتراف بأرض الصومال.
وكان من المقرر أن تُجرى انتخابات الرئاسة في الإقليم الانفصالي في 2022، لكنها تأجلت إلى 2023 ثم تم تأجيلها مجددًا إلى نوفمبر 2024 بعد تمديد مثير للجدل لولاية الرئيس عبدي من قبل المجلس الأعلى للبرلمان.
وذكرت اللجنة الوطنية للانتخابات أن التأجيلات كانت بسبب "قيود زمنية وتقنية ومالية"، وهي تبريرات قوبلت بانتقادات شديدة من الأحزاب المعارضة.