قتل ضابط وضابط صف سعوديان الجمعة في هجوم بوسط اليمن شنه شخص "ينتسب" الى وزارة الدفاع اليمنية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية السبت.
ونقلت الوكالة عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في اليمن العميد الركن تركي المالكي قوله إن "ضابطا وضابط صف استشهدا وأصيب ضابط بجروح نتيجة اعتداء غادر وجبان داخل معسكر قوات التحالف في مدينة سيئون".
وحشدت السعودية عام 2015 تحالفا دوليا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا، بعد أن استولى المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء في العام السابق.
وتقع مدينة سيئون في محافظة حضرموت الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن قوات التحالف المتمركزة في المعسكر الذي وقع فيه الهجوم كانت تقوم بتدريب القوات المحلية على مكافحة الارهاب والتهريب، وكذلك مساندة الأعمال الإنسانية والتنموية داخل اليمن.
وأشارت إلى أن الهجوم وقع أثناء ممارسة الجنود تدريبات رياضية، دون أن تقدم تفاصيل عن هوية المهاجم ومنصبه.
وأفاد ضابط يمني أن الحادث بدأ بمشادة كلامية بين الجاني اليمني والعسكريين السعوديين، ما أدى إلى تبادل لإطلاق النار.
وأكدت وكالة الأنباء السعودية أن مرتكب الهجوم "لا يمثل الشرفاء من منسوبي وزارة الدفاع اليمنية الذين يقدرون الدور الإيجابي والمهم الذي تقوم به قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية".
وأضافت أنه تم نقل جثماني الضابطين والمصاب من الداخل اليمني إلى المملكة.
وذكرت الوكالة أن "القوات المشتركة ستعمل وبالتنسيق مع وزارة الدفاع اليمنية لمتابعة إجراءات التحقيق لمعرفة الأسباب والدوافع والقبض على المنفذ وتقديمه للعدالة".
ووصف رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، مساء السبت، مقتل ضابطين سعوديين "بالعمل الإرهابي".
ونعى العليمي في بيان صادر عن مكتبه "استشهاد ضابط وضابط صف من القوات السعودية المشاركة في قوات تحالف دعم الشرعية باعتداء ارهابي غادر أسفر أيضا عن إصابة ضابط من قوات التحالف بمدينة سيئون".
ووجه العليمي في البيان، بالقبض على منفذ العملية وبدء التحقيق في الحادثة، بالتعاون مع قيادة قوات التحالف.
وذكر البيان "أن الاعتداء الإجرامي الذي أقدم على ارتكابه مساء الجمعة، أحد الجنود المنتسبين لقوات المنطقة العسكرية الأولى يعد عملا إرهابيا جبانا، لا يمثل الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة اليمنية الذين يقدرون الدور العظيم للأشقاء في قوات تحالف دعم الشرعية وتضحياتهم إلى جانب الشعب اليمني".
وعبر البيان عن تطلعات العليمي، في استعادة مؤسسات الدولة، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وأعرب وزير الإعلام اليمني عن إدانة بلاده واستنكارها بأشد العبارات "العمل الإرهابي"، وذلك خلال منشور عبر حسابه الشخصي على منصة إكس، نقل خلاله التعازي، وذكّر بصور النخوة والتضحية التي قدمها التحالف.
وقال الوزير اليمني "إن هذا العمل الإجرامي الذي تقف خلفه قوى الإرهاب والظلام والتخلف، لا يمثل الشعب اليمني ولا يعبر عن مواقفه وما يحمله من مشاعر الود والامتنان لأهله وأشقائه في السعودية".
وشدد على أن الدولة اليمنية "لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا العمل الفردي الخبيث الذي لا يخدم إلا أعداء الوطن والمتربصين بأمنه واستقراره، وعلاقاته بأشقائه وجيرانه في السعودية" وستعمل على ملاحقة الجاني، وكشف ملابسات الجريمة النكراء وكل من يقف خلفها، وتقديم المتورطين للمحاسبة لينالوا جزاءهم العادل والرادع.
وتعد هذه الحادثة هي الأولى التي يتعرض لها عسكريون سعوديون من قوات التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن، من جندي في القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.
وأسفرت الحرب في اليمن عن مقتل مئات الآلاف، وفق الأمم المتحدة، إما بسبب القتال أو لأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء.
وتراجعت الأعمال العدائية في اليمن بشكل كبير في أبريل 2022 مع دخول هدنة لمدة ستة أشهر توسطت فيها الأمم المتحدة حيز التنفيذ، وبقيت عند مستوى منخفض منذ ذلك الحين.