أبدى إسرائيليون السبت قلقهم حيال مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك بعد تعليق قطر وساطتها بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، بينما لاقت الخطوة ترحيبا رسميا.
ونقل موقع "واي نت" العبري عن مسؤول إسرائيلي –لم يسمه- قوله، السبت، إن "بلاده ترحب بقرار قطر الانسحاب من الوساطة في المفاوضات مع حركة حماس".
وأضاف المسؤول أنه "بمجرد طرد قطر مسؤولي حماس الموجودين على أراضيها، فإن ذلك سيقلص دورها كوسيط". وتابع "كثيراً ما ضغطت إسرائيل والولايات المتحدة على قطر للتخلي عن مسؤولي حماس الموجودين في أراضيها".
وفي اليوم الـ400 للحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على الدولة العبرية، تجمع الآلاف السبت في تل أبيب، على جري عادتهم، للمطالبة بالإفراج عن الرهائن.
وتتقاذف حماس وإسرائيل مسؤولية عرقلة أي اتفاق للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.
وقالت المتظاهرة روتي ليور "أنا قلقة جدا". وأضافت هذه المعالجة النفسية "لا أفهم حقا إلى أي مدى تستطيع قطر أو لا تستطيع المساعدة. لكن بالنسبة إليّ، هذا دليل آخر على عدم وجود جدية فعلا وعلى أن هذه الاتفاقات تتعرض للتخريب".
ورفع كثير من الأشخاص في المسيرة لافتات تحمل الرقم 400 وشعارات تطالب بعودة الرهائن وإنهاء الحرب.
وأسفر الهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل نحو 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، وفق حصيلة تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تضمنت أولئك الذين لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وقادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة بين الدولة العبرية وحماس منذ التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في نوفمبر 2023، استمرت أسبوعا وأتاحت الإفراج عن رهائن كانوا محتجزين بالقطاع في مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
ومذاك، جرت جولات تفاوض عدّة من دون أن تُسفر عن نتيجة.
وسألت نينا وينكيرت، والدة أحد الرهائن "كم دمعة يجب أن تُذرف بعد، وكم من الدماء يجب أن تُراق، قبل أن يفعل أحد ما يجب فعله وأن يُعيد أولادنا إلى الوطن؟ أربعمئة يوم! هل يمكن لأحد أن يتخيّل هذا؟".
وأضافت "نحن صامتون، لكننا لم نستسلم. الأم لا تستسلم أبدا. أبدا!".
وذكر موقع "واي نت" اليوم الأحد أن بعض عائلات الرهائن توجهوا إلى واشنطن الليلة الماضية، بهدف الترويج لصفقة الرهائن قبل تغيير الحكومة في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تجتمع العائلات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن - وكذلك كبار المسؤولين في الإدارة القادمة برئاسة دونالد ترامب. وفق المصدر ذاته.
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال في بيان إن "قطر أخطرت الأطراف قبل عشرة أيام، أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، بأنها ستعلّق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية".
ونفى المتحدث التقارير المتعلقة بإمكان غلق مكتب حماس في الدوحة، موضحا أن "الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفا لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة، وساهمت في الحفاظ على التهدئة وصولا إلى تبادل الأسرى والرهائن من النساء والأطفال في نوفمبر من العام الماضي".
وقال مصدر دبلوماسي في وقت سابق إن "القطريين أبلغوا الإسرائيليين وحماس أنه طالما هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه".
وأشار مسؤولون قطريون وأميركيون إلى أن حماس ستبقى في الدوحة طالما أن وجودها يوفر قناة اتصال حيوية.
من جهته، قال قيادي في حماس السبت إن الحركة لم تتلق أي طلب من قطر لغلق مكتبها في الدوحة.
وأضاف طالبا عدم كشف اسمه "ليس لدينا أي شيء حول تأكيد أو نفي ما نُشر عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته، ولم نتلق أي طلب لمغادرة قطر".
تتواصل الحرب في قطاع غزة حيث أعلن الدفاع المدني اليوم الأحد مقتل 30 شخصا على الأقل بينهم 13 طفلا في غارتين إسرائيليتين على منزلين في شمال قطاع غزة.
وأفاد الدفاع المدني بسقوط "25 قتيلا" بينهم 13 طفلا، وإصابة أكثر من 30 شخصا، جراء ضربة استهدفت منزلا في جباليا بشمال القطاع، بينما قتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة طاولت منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة.