حذرت الولايات المتحدة إيران في الأيام القليلة الماضية من شن هجوم آخر على إسرائيل وذكرت أنها لن تكون قادرة على كبح إسرائيل إذا هاجمتها طهران مجددا، حسبما أفاد موقع أكسيوس نقلا عن مسؤول أميركي ومسؤول إسرائيلي سابق.
وأوضح المسؤول الأميركي، في حديثه مع أكسيوس، أن واشنطن ضغطت على إسرائيل في هجومها السابق من أجل تجنب استهداف المنشآت النووية أو النفطية، لكنها قد لا تكون قادرة هذه المرة على إقناع تل أبيب بذلك، ما يعني أن الضربة المقبلة قد تستهدف منشآت نووية أو نفطية.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الرسالة نُقلت مباشرة إلى الإيرانيين، فيما أكد المسؤول الإسرائيلي أن الرسالة نُقلت من واشنطن إلى طهران عبر سويسرا.
ورفض البيت الأبيض التعليق. ولم تقدم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أي تعليق على الفور.
وكان موقع أكسيوس ذكر في وقت سابق أن المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة، ربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر.
ورجح الموقع أن يتم تنفيذ الهجوم من خلال المجموعات الموالية لإيران في العراق، في محاولة من جانب إيران لتجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في طهران.
وأضاف تقرير أكسيوس أنه من المتوقع تنفيذ الهجوم انطلاقا من العراق باستخدام عدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن إسرائيل قد ترد حتى لو جاء الهجوم الإيراني من الأراضي العراقية.
وقال مسؤول إسرائيلي "سيعتمد الأمر على مدى ضخامة الهجوم وما هي نتائجه".
وتعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، السبت، بالرد على الهجمات التي شنتها إسرائيل على طهران بدعم من الولايات المتحدة، فيما أعلن فصيل عراقي تدعمه إيران شن هجمات بمسيّرات على الدولة العبرية، تم اعتراضها.
وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه في غزة وحربه ضد حزب الله في لبنان، تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي أكبر في الشرق الأوسط.
وقال خامنئي خلال كلمة ألقاها أمام طلاب في طهران "على العدوين، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، أن يعلما أنهما سيتلقيان بالتأكيد رداً قاسياً على ما يفعلانه ضد إيران ومحور المقاومة".
ومن جانبه، قال إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، السبت إن مجلس الأمن الإيراني وافق على الرد ولكن لم يتم تحديد التاريخ والنطاق الدقيقين بعد.
وأضاف كوثري أن الهجوم سيتم تنفيذه بالتنسيق مع مجموعات "المقاومة" الأخرى في المنطقة وسيكون أقوى من هجوم إيران في الأول من أكتوبر، والذي تضمن 180 صاروخًا باليستيًا.
وفي 26 أكتوبر الماضي، أكد الجيش الإسرائيلي أنه هاجم أهدافا عسكرية في إيران، في عملية قدّمت على أنها رد على الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل في الأول من أكتوبر.
وأعلنت إسرائيل أن هجومها استهدف خصوصا منشآت لتصنيع الصواريخ، في حين قلّلت طهران من أهميتها، لكنها أبلغت عن مقتل خمسة أشخاص. وحذّرت إسرائيل إيران من الرد، فيما توعّدت طهران التي تقول إنها لا تريد حرباً، بالرد.
وبدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين قولهم إن المرشد الإيراني أصدر تعليماته، الاثنين، للاستعداد لمهاجمة إسرائيل.
وقال المسؤولون إن خامنئي اتخذ القرار بعد أن تلقى تقريرا مفصلا من كبار القادة العسكريين حول مدى الضرر الذي لحق بقدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي حول طهران والبنية التحتية الحيوية للطاقة وميناء رئيسي في الجنوب.
وقال خامنئي إن نطاق الهجوم الإسرائيلي بالإضافة إلى عدد الضحايا كان كبيرا جدا بحيث لا يمكن تجاهله، وإن عدم الرد يعني الاعتراف بالهزيمة، وفق قول المسؤولين الثلاثة.
ذكرت قناة فوكس نيوز نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الغارات الجوية الإسرائيلية في 26 أكتوبر دمرت آخر ثلاثة أنظمة صواريخ دفاع جوي من طراز إس-300 قدمتها روسيا لإيران وتركت البلاد "عارية" .
ونقلت قناة فوكس نيوز عن مسؤول أميركي كبير قوله إن صواريخ إس-300 أرض-جو كانت الأخيرة في ترسانة الجمهورية الإسلامية بعد تدمير إحداها في هجوم في أبريل من المرجح أن تكون إسرائيل هي التي نفذته أيضا. وأضاف المسؤول أن الضربات شنت من طائرات إف-35 قدمتها الولايات المتحدة.
وفي مكالمة هاتفية داخلية، قال مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، آموس هوكستاين، إن "إيران عارية بشكل أساسي"، بحسب القناة الأميركية الإخبارية.
ومع تحذير الولايات المتحدة من رد فعل أكثر قسوة من جانب إسرائيل، يظل من غير الواضح كيف ستتمكن إيران من الصمود في وجه الغارات الجوية "غير المقيدة" من الدولة العبرية في غياب دفاعاتها الجوية التي توفرها لها روسيا.