المجتمع

انتبهوا أيها الرجال.. النساء قادرات على شم رائحة القلق
انتبهوا أيها الرجال.. النساء قادرات على شم رائحة القلق
البشر قادرون على "شم" مشاعر بعضهم بعضا، لكن كيفية حدوث ذلك لا تزال غامضة.

الحواس الشمية تلعب دورًا أعمق في حياتنا مما قد نتوقع، إذ لا ترتبط فقط بتقديرنا للطعام والطبيعة، بل تسهم أيضا في تواصلنا مع الآخرين.

على سبيل المثال، عندما فقدت الأثرية الأمريكية كريسي كيلي، المقيمة في المملكة المتحدة، حاسة الشم نتيجة عدوى فيروسية، شعرت كأنها انفصلت عن العالم، معتبرةً أن فقدان الشم يعد حرمانا من المشاركة الكاملة في الحياة اليومية، ومن هنا أسست منظمة خيرية لمساعدة من يعانون فقدان حاسة الشم.

وأكدت أبحاث حديثة أهمية الشم في التواصل الاجتماعي، إذ أجريت دراسة عام 2023 كشفت أننا نستطيع استشعار مشاعر مثل الخوف أو القلق عبر الروائح، وأن هذه الروائح تؤثر على حالتنا العاطفية.

كما أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص ذوي الحاسة الشمية القوية يميلون لامتلاك علاقات اجتماعية أوسع وعدد أكبر من الأصدقاء.

ويعزو العلماء ذلك إلى قدرة البشر على التقاط الروائح التي تُعتبر غير مدركة على مستوى الوعي، مثل الروائح التي تصدر من جسم الأشخاص بعد مصافحة الأيدي.

وأثبتت الدراسات أن الرائحة تلعب دورا في التعرف على الأقارب والتواصل مع الأصدقاء.

على سبيل المثال، معظم الأمهات الجدد يستطعن التعرف على أطفالهن من خلال الرائحة بعد دقائق فقط من اللقاء، والعكس صحيح بالنسبة للأطفال الذين يستطيعون تمييز رائحة أمهاتهم.

ووجدت إحدى الدراسات أن الأفراد الذين يتمتعون بحاسة شمية حادة يميلون للشعور بارتياح أكبر عند التواصل مع أشخاص لهم روائح جسدية مشابهة، وهو ما قد يفسر انجذابنا نحو الأشخاص الذين نتشارك معهم بعض الصفات الجينية.

أما فيما يتعلق بالمشاعر فقد كشفت تجربة أجريت في هولندا أن التعرض لرائحة الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة قد يرفع من معنويات الآخرين.

وأظهرت دراسة أخرى أن النساء أكثر حساسية تجاه رائحة قلق الرجال، إذ تزيد من مشاعر عدم الثقة لديهن، وقد يرجع ذلك إلى دورهن التقليدي في توفير الرعاية في حالات الضيق.

لا يزال العلماء يواجهون تحديات في تحديد كيفية معالجة هذه الروائح في الدماغ وكيف تؤثر على تصرفاتنا، ويستمر البحث لفهم الجزيئات المسؤولة عن التواصل الشمي.

02 نوفمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة